حفر المدرب السويسري كريستيان غروس اسمه في ذاكرة الأهلاويين بعد قيادته لإحراز لقب الدوري السعودي لكرة القدم عقب غياب دام 33 عاما، فيما يعيش مدرب الهلال اليوناني جورجيوس دونيس تحت ضغط كبير برغم نجاحاته المبكرة مع «الازرق».
كانت إقالة غروس تطبخ على نار هادئة خلال الفترة الماضية، وتحديدا بعد الخسارة أمام نجران، لكنه بات بطلا في النادي الاخضر في ظل نجاحات كبيرة حققها في موسمين أشرف خلالهما على الفريق في 78 مباراة رسمية، 50 منها في الدوري و5 في كأس الملك و7 في كأس ولي العهد و14 في دوري أبطال آسيا، حقق خلالها الفوز في 53 مباراة والتعادل في 18 مباراة والخسارة في 7 مباريات فقط.
غروس ونجاحه الكبير
توج غروس مع الأهلي بلقبي كأس ولي العهد وبطولة الدوري، ويسعى الى مواصلة نجاحاته عبر آخر بطولات الموسم، حيث يأمل تجاوز الهلال في نصف نهائي كأس الملك، وتأكيد أفضليته هذا الموسم، وبلوغ النهائي عبر بوابته ومن ثم تحقيق البطولة التي سيتحدد بعدها مصيره سواء بالبقاء من خلال تجديد عقده أو البحث عن مدرب آخر يقود الفريق في الموسم المقبل.
وقبل مباراة الهلال، أكد غروس صعوبة المباراة، وقال في مؤتمر صحافي بمقر النادي: «أمامنا مواجهة صعبة مع الهلال وهي مباراة كؤوس ومهمة جدا للفريقين، خصوصا أنها مباراة خروج مغلوب، ولكن نسعى للمحافظة على الروح العالية للاعبين، ولا يهمنا إن كان اللقاء على ملعبنا أو خارجه، ويجب علينا البداية بالشكل الأمثل للفريق». وأضاف غروس (61 عاما): «لعبنا ضد الهلال أكثر من لقاء وهو يملك مدربا لديه العديد من الخيارات خصوصا في طريقة اللعب، ولكن مع ذلك طموحاتنا أكبر خصوصا بعد الفوز بالدوري قبل نهايته بجولتين، كرة القدم تعتمد على الإنجازات والبطولات».
ونوه إلى أن في مباريات الكؤوس لابد أن تكون لدى المدرب دكة بدلاء قوية تستطيع صناعة الفارق في الشوط الثاني من المباراة «ونتمنى أن تساندنا جماهيرنا الوفية في لقاء الرياض كما فعلت في لقاء الأحد الماضي مع الهلال في جدة».
وفاز الأهلي على الهلال مرتين في الدوري هذا الموسم 2-1 ذهابا بالرياض و3-1 ايابا بجدة، لكنه خسر امام نفس الفريق في نهائي كأس ولي العهد 1-2.
وكان غروس أكد عقب حسم لقب الدوري رسميا انه يملك أكثر من عرض يعكف على دراسته حاليا لكن الأولوية ستكون للأهلي للتجديد معه.
انتقادات لاذعة لدونيس
بالرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها اليوناني دونيس مدرب الهلال في فترة لم تتجاوز عشرة أشهر وتمثلت في قيادة الفريق للفوز بثلاث بطولات بدءا من كأس الملك، مرورا بالكأس السوبر وانتهاء بكأس ولي العهد، فإنها لم تشفع للمدرب اليوناني.
وبات دونيس يعيش تحت ضغط كبير نتيجة الانتقادات اللاذعة التي طالته من الجماهير الهلالية، خصوصا في الفترة الأخيرة التي شهدت تراجع مستويات ونتائج الفريق الذي تلقى خسارة غير منتظرة أمام تركتور سازي الإيراني في دوري أبطال آسيا قبل أن يفقد فرصة المنافسة على لقب الدوري بعد خسارته أمام الأهلي، فضلا عن إسقاط المهاجم ناصر الشمراني من حساباته حتى نهاية الموسم.
وطالب عشاق الهلال وبعض الإعلام الموالي له بإقالة المدرب وإعادة ابن النادي المدرب المحلي سامي الجابر لتولي الدفة الفنية للفريق، وأكدوا أن دونيس لم يعد لديه ما يقدمه لفريقهم الذي قد يتلقى المزيد من الخسارات ويودع كأس الملك ودوري أبطال آسيا.
في المقابل يسعى المدرب الذي بات مصيره على «كف عفريت» إلى تحقيق أكثر من هدف في مباراة واحدة عندما يقابل الأهلي اليوم في نصف نهائي كأس الملك، ومن بين تلك الأهداف امتصاص الغضب الجماهيري والثأر من غريمه السويسري غروس والوصول للنهائي الثالث بحثا عن اللقب الرابع.