أطلق فيصل الزلامي ابن الشاعر رشيد الزلامي عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تغريدة يؤكد من خلالها اعتزال والده لشعر المحاورة حيث غرد: «يعلن والدي اعتزاله لشعر المحاورة ـ القلطة ـ على وجه الخصوص دون باقي أغراض الشعر»، وبهذه التغريدة يكون الزلامي قد أسدل الستار على مشواره الذي امتد لأكثر من خمسين عاما حافلة بالمنازلات الشعرية التي جعلته متربعا على عرشها منذ خمسينيات القرن الماضي، والزلامي من مواليد عام 1926 ويعتبر من أبرز من أجاد فن القلطة وظل متربعا على عرشها لسنوات طويلة صال وجال حتى اكتسب شهرة كبيرة جعلته بين مصاف الكبار، حيث يعتبر هذا الفن من أصعب الفنون الشعبية لما يتطلب من فطنة وسرعة بديهة واستجماع الأفكار الشعرية ونظمها لحظيا، ومن أبرز الشعراء الذين حاورهم الزلامي خلال مسيرته، محمد الجبرتي وخلف العتيبي ومطلق الثبيتي وصياف الحربي وعبدالله بن شايق (أبو شنب) وفيصل الرياحي وسعد المعنى وتركي الميزاني ومحمد بن مشيط المري وغيرهم الكثير، ومن أجمل ما كتب الشاعر رشيد الزلامي قصيدة إليا جهلت وهي من قصائد الحكم والنصح التي وجهها لأحد أبنائه قائلا:
إليا جهلت انشد ترى مابها عيب
لاتنخدع للجهل وانت السبايب
عيب الفتى مافيه شكٍ ولا ريب
ترك الفروض وقطع وصل القرايب
والعيب ترك ملزمات المواجيب
وتبع الردا ومجالسة كل خايب
فالتجربه برهان مافيه تكذيب
واليا جهلت انشد من القوم شايب
ولا اقول يوجد شايبٍ يعلم الغيب
الغيب يعلم به مدير الهبايب
لاشك يوجد شايبٍ له تجاريب
ومن الدهر شاف الفكر والعجايب
بيضٍ نواصي جبهته كلها شيب
من كثر ما مرت عليه المصايب
قد صارع الدنيا على الخبث والطيب
في البحر والا فوق عوص النجايب