طلال بارا
بعد تجربتي الأخيرة لطراز لوتس اكسيج إس كوبيه خرجت بانطباع من النادر ما أخرج به، لتتولد لدي قناعة بضرورة إعادة هذه السيارة الخارقة إلى حلبات السباق، حيث ستنعم هناك ببيئة تناسب هدير محركها.
ولتغيير هذا الانطباع، كان لابد لي من التوجه إلى الغانم موتورز الوكيل الحصري لسيارات لوتس، لتجربة لوتس إيفورا 400 فمن غير المعقول أن تقدم لوتس مجموعة سيارات تناسب فقط حلبات السباق، حيث سنكتشف خلال هذه التجربة عما تقدمه هذه المشاغبة البريطانية.
ايفورا 400 التي أعيدت إلى الحياة بعد توقف دام لسنوات تصفها «لوتس» بأنها أقوى وأسرع سيارة أنتجتها حتى الآن، وهي اليوم أكثر ملاءمة لطرقات المدينة والاستعمال اليومي، سواء من ناحية خلوصها المرتفع قليلا عن الارض، او لناحية سهولة الدخول والخروج من وإلى المقصورة.
من الخارج زودت ايفورا 400 بصادم أمامي يختلف عن إيفورا اس ومصابيح LED نهارية ومرايا جانبية جديدة، اما الصادم الخلفي الجديد فيتضمن مشتتا للهواء وجناحا خلفيا مدمجا، اما الإطارات فهي رياضية بقياس 19 أو 20 إنش محاطة بعجلات ميشلان بايلوت سوبر سبورت.
والدخول إلى مقصورة ايفورا 400 أكثر سهولة وسلاسة إذا ما قارناها مع شقيقتها الصغرى اكسيج، ومن الداخل نالت المقصورة تعديلات كثيرة لتضم مقاعد رياضية مصنوعة من الجلد الفاخر ولوحة عدادات جديدة، اما نظام الترفيه فهو عبارة عن شاشة تعمل باللمس تمكـــن السائق من التحكم بوظائــف الصوت والراديو والهاتف، اما التحكم بنظام التكييـــف فيتــــم عبر أقراص دوارة في الكونسول الوسطي وإلـــى الأسفل منها 4 أزرار لتبـديل السرعة، وغيرهـــا من التحديثات التي تجعل القيادة أكثر متعة ورفاهية.
ولأن صناعة وهندسة هذه السيارة تمت مع التركيز على القيم الجوهرية لعلامة لوتس خلال العقود الستة الماضية في ميادين السباقات، وهي تحقيق الأداء الأعلى والتحكم الأقوى بلا منازع، فهي توفر انطلاقة مثيرة لقائدها لتثبت أنها رقم لا يستهان به في عالم السرعة والأداء بما تطلقه من عزم لا يضاهى ليعيش قائدها تجربة استثنائية للسرعة والتحكم بوجود نظام ايروديناميكي متطور جدا وصناعة فائقة لسيارات خفيفة الوزن تجعلها تنطلق كشعلة من الطاقة والإثارة، وعلى الرغم من خفة الوزن إلا ان هيكل لوتس إيفورا 400 يعتبر أحد أقوى الهياكل المتاحة حاليا، وهو يتيح المجال امام تعليق السيارة للعمل بكفاءة أكبر لتوفير تحكم لا مثيل له، وراحة مذهلة.
ويقف خلف هذا الأداء الرياضي قلب نابض وهو محرك سداسي الاسطوانات V6 سعة 3.5 ليترات مع سوبرتشارج يولد قوة 400 حصان مع عزم دوران يصل إلى 410 نيوتن متر، هذا المحرك يتصل بناقل حركة يدوي من ست سرعات أو أوتوماتيكي من ست سرعات، لتتسارع السيارة من 0 إلى 100 كم/س في 4.2 لتصل إلى سرعة قصوى محددة إلكترونيا بـ 280 كم/س.
ووجود المحرك في الجهة الخلفية يغنيك عن استعمال الوسائط السمعية على متن السيارة، فالموسيقى الصادرة من الخلف كفيلة ببث روح المتعة والإثارة في نفس سائق إيفورا 400، صحيح ان صوت المحرك أقل صخبا من لوتس اكسيج إلا انه لايزال ممتعا، وتزداد روعته مع تفعيل صوت العادم ليصبح أكثر جهورا، خاصة مع تبديل السرعات نزولا لتبدأ حينها سيمفونية انفجار الغازات المتبقية الخارجة من العادم.
قيادة ايفورا 400 تتسم بالتحكم المطلق وبراحة تجعلها مناسبة أكثر للاستخدام اليومي، صحيح انها تزود بمقعدين خلفيين صغيرين إلا انهما غير مناسبين للاستعمال بقدر ما هما مناسبان لوضع ما خف من الاغراض الشخصية.
قد يتساءل البعض عن السيارات التي تستطيع لوتس إيفورا 400 خوض المنافسة معها، في الواقع هناك سيارات كثيرة أهمها بورشه 911 كاريرا اس، وجاكوار اف تايب اس كوبيه، السيارات الثلاث تتنافس فيما بينها بالقوة الحصانية وزمن التسارع المتقارب، إلا ان لكل سيارة طابعها الخاص في القيادة والذي يميزها عن غيرها، وما يميز ايفورا 400 هو أسلوبها الرياضي الصرف الذي لا يلتفت للجوانب الأخرى.
التجربة شارفت على الانتهاء، إيفورا 400 من السيارات التي تقدم لسائقها متعة قيادة منقطعة النظير، سواء على طرقات المدينة، او حتى على حلبات السباق، تاريخ لوتس الرياضي الحافل حاضر بقوة هنا، فمن التصميم الخارجي الشرس إلى المقصورة التي تركز على القيادة وانتهاء بالأداء المفعم بالإثارة تستحق لوتس إيفورا 400 لقب المشاغبة البريطانية.
لوتس إيفورا 400
٭ المحرك: سداسي الأسطوانات V6 مع سوبرتشارج.
٭ السعة: 3.5 ليترات.
٭ القوة: 400 حصان.
٭ العزم: 410 نيوتن متر.
٭ التسارع: من صفر إلى 100 كلم في 4.2 ثوان.
٭ السرعة القصوى: 280 كلم/س.
٭ ناقل الحركة: اوتوماتيكي من 6 سرعات.