عبدالله الشنفا
لقد انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح «الركود» الاقتصادي ولكن التعليم يشاطر الاقتصاد في هذا المصطلح من عدة وجوه، ففي الجانب الاقتصادي يكون الركود في حالة ان الانتاج يفوق الاستهلاك وينسحب على باقي قطاعات عجلة الاقتصاد، بينما الركود التعليمي هو غزارة في المادة التعليمية (حشو) ولا تقابله فائدة يجنيها الطالب في حياته اليومية، فهل التعليم عندنا اليوم مواكب للألفية الثالثة من حيث محاكاة العقول وصقل المواهب المدفونة في عقل الطالب، الاجابة بكل بساطة تجدها في الصحف الاعلانية الاسبوعية، جيش كامل من اعلانات المدرسين الخصوصيين الذين نلجأ لهم لان ابناءنا ـ يجب ان يكونوا نوابغ في كل مادة يدرسونها؟
ومن سنة الله في الكون مبدأ التوالد كما يكون في الانسان لبقاء الحياة حتى يرث الله الأرض ومن عليها ولكن انا أول مرة اعرف ان موادنا التعليمية (تتوالد) فمادة واحدة مثل الاجتماعات تصبح عائلة التربية الحياتية!
ومادة الانجليزي ـ التعجيزية ـ تصبح أسرة صغيرة مكونة من أم وأب وعدد 2 من الأطفال! والبقية تأتي.
فبنسبة لا يستهان بها من مخرجات الثانوية العامة من نموذج ـ answer machine ـ يصطدمون بصخرة الواقع على اعتاب الجامعة واسألوا الاساتذة عن تدني المستوى التعليمي لطلبتنا في اللغة العربية والاسلامية وغيرها من المواد، وما السبل التي اتخذتها وزارة ـ الستات ـ لمشاكل التعثر الدراسي والتسرب من التعليم في جميع مستوياته ونحن دولة غنية بفضل من الله ولا تحتاج الكثير من الأسر لعمل الأولاد لأن التعليم عندنا مجاني.
واحد المسؤولين عن وضع المناهج يمجد ـ برأس الهرم ـ وان الكويت بصدد تدريس بعض المناهج التعليمية في رياض الاطفال حتى يكون للكويت السبق والريادة في ادخال التعلم على جميع المراحل التعليمية! هل أنت وامثالك وما اقترفته يداك كفء لتحميل الاسرة الكويتية فوق ما تحتمل من مشقة التعليم والبحث بكل السبل لتوصيل المعلومة بسهولة الى ابنائنا، «بس» اظن ان ابلغ وصف لحالة التخبط والتخطيط في وضع المناهج هو (قال منو اللي أمرك قال منهوا اللي نهاني)!
فالواجب على المعلم ان يخرج عن صمته الذي ادى به الى التقوقع في مدرسته حاملا همومه بين جنبات صدره الذي فاض به الحمل، وليتحدث في كل الوسائل الاعلامية عن نظرته لواقع الحال، ولا يجعل الآخرين عليه اوصياء، واتحدى وزارة ـ الهرم المقلوب ـ ان تنشر اي استبيان بشرط ان يكون من جهة اكاديمية محايدة ليكشف الواقع المرير عن الرضا الوظيفي لمن ابناؤنا أمانة عندهم.
بقعة ضوء:
هل يعقل ان يكون لدينا في الكويت جيش من حملة الثانوية العامة التي حصلوا عليها من دول الخليج، ليش لغة التدريس المعتمدة لدينا.. اسبانية!