نتابع الحديث عن استراتيجية «22-28» وملاعبها الستة التي سبقتها حوادث من خلال التاريخ الطويل للحركة الرياضية.. والسؤال: هل فعلا ستنفذ هذه الاستراتيجية أم حسب ما قيل «استراتيجية بيض الصعو»؟ أحب أن أسرد هنا قصص حوادث رياضية، أولاها حصلت لي أنا شخصيا وتحديدا في سنة 1969 أي قبل 52 سنة، والقصة الثانية سوف أذكرها في مقال لاحق في هذه الجريدة حدثت سنة 1974 أي قبل 47 سنة لكني عرفت عنها كل التفاصيل فقد سمعتها وذكرت لي مباشرة من قبل أشخاص أعرفهم جيدا وعايشتهم وكنت معهم في النادي وأثق في كلامهم لكنهم انتقلوا إلى دار الحق وتحت رحمة مليك مقتدر وهو الغفور الرحيم وأنقل كلامهم بحسب ما فهمته وهذا الكلام سوف أحاسب عليه من رب العالمين وسوف أذكره حسبما سمعته دون زيادة أو نقصان.
القصة الأولى حدثت في إحدى أمسيات شتاء سنة 1969، حيث كنا نجلس في جلستنا اليومية الاعتيادية نحن أعضاء نادي الكويت الرياضي غير اللاعبين في صالة النادي في الليل ودار الحديث عن احتراف اللاعبين وأهمية هذا الاحتراف في تطور الرياضة الكويتية بصورة عامة وتطور كرة القدم عندنا بصورة خاصة، وكان من ضمن الجالسين في الصالة بعض الشخصيات الرياضية التي لها مكانتها وثقلها القوي في المجال الرياضي في ذلك الوقت (رحمة الله عليهم جميعا)، وأكدوا أن هذا الاحتراف مهم لتطور الرياضة وتقدمها ولكن هذا الاحتراف يحتاج فعلا إلى مبالغ مالية طائلة لا يمكن للدولة أن تقدمها خصوصا ان الرياضة في الكويت هي فكرة «الطمباخية» التي كانت معششة في عقول المسؤولين في ذلك الوقت والتي لاتزال مستمرة في عقلية بعض المسؤولين إلى يومنا هذا.
فقمت ورددت بالكلام على الموجودين بأن الاحتراف الرياضي فعلا يحتاج إلى مبالغ كبيرة ولكنه لن يكلف الدولة فلسا واحدا أحمر وأن كل ما في الأمر هو أن الدولة تقوم فقط بتوفير الأراضي لإنشاء الأندية. وتعجب الحضور من كلامي هذا لدرجة انه علا الصراخ في الصالة: شلون احتراف دون دعم الدولة؟ وكيف لا تدفع الدولة ما تدفع إذا كانت ترغب في الاحتراف؟
فقلت لهم كلاما مسهبا واقتنعوا به وسوف ألخصه في نقطتين:
1- الأولى هو أن يصدر قانون من الدولة باستقطاع ما نسبة 1% من صافي أرباح جميع الشركات والبنوك والشركات المالية والجمعيات التعاونية وغيرها من مؤسسات مالية وطنية وأجنبية لدعم الرياضية والحركة الرياضية.
2- يصدر قرار يندب فيه جميع اللاعبين وكافة الممارسين للنشاط الرياضي في الأندية والذين هم في الوقت نفسه يعملون في القطاع الحكومي يندبون للعمل في وزارة الشؤون الاجتماعية بنفس درجتهم الوظيفية لأن وزارة الشؤون في ذلك الوقت هي الجهة التي كانت مسؤولة عن قطاع الشباب والأندية الرياضية.
3- يكون مقر عمل اللاعب الموظف والمنتدب لوزارة الشؤون هو النادي الذي يلعب فيه.
4- يطبق على اللاعب المنتدب لوزارة الشؤون قانون الوظائف العامة.
بهذه الخطوات تكون طبقت قانون الاحتراف وجعلت اللاعب متفرغا للعب في النادي كأنه محترف وفي الوقت نفسه حفظت للاعب وظيفته دون حاجة إلى قانون التفرغ الذي ترفضه الوزارات والهيئات الحكومية في وقتنا الحاضر.
كلامي هذا اقتنع به بعض الشخصيات الرياضية التي كانت موجودة في النادي ومن شدة اقتناعهم به وأنه يصلح ليكون الخطوة الأولى في تطبيق الاحتراف الرياضي في الكويت فقد نقلوه ودون علمي أو أخذ رأيي أو موافقتي إلى كبار المسؤولين في الحكومة كوجهة نظرهم كشخصيات رياضية وفي نفس الوقت لجس نبض الحكومة ومعرفة رد فعلها إزاء هذا المقترح، ومرت أيام عديدة يمكن أن تتجاوز الشهر على هذا الكلام إلى درجة انني نسيته ولم يعد في ذهني أو ذاكرتي بتاتا فلم يدر في فكري أبدا ولو للحظة واحدة أن هذا الكلام الذي نتحادث به في صالة النادي في ليالي الشتاء الباردة سوف يقتنع به بعض الشخصيات الرياضية ثم بعد ذلك يطرح عند مسؤولين كبار في الحكومة.
هذا الذي لم أتوقعه أبدا ولو كنت أتوقع ذلك أقسم بالله العظيم ما ذكرت هذا الحديث أبدا. ولكن الذي حصل قد حصل وبدون علمي ومعرفتي بأن كلامي هذا قد وصل للمسؤولين الكبار ولكن لم يذكر فيه اسمي وخرج المقترح على أنه من الشخصيات الرياضية النافذة في نادي الكويت الرياضي والمهم انه بعد عدة أيام وإذا أحد هذه الشخصيات الرياضية (رحمة الله عليه) يناديني بقوله: تعال أبيك واعتقدت في أول وهلة أن الموضوع الذي يناديني عليه يتعلق بلاعب صغير في كرة القدم من البراعم طلب مني إقناع ولى أمره بانضمامه إلى فريق البراعم في المراحل السنية في النادي وتوقعت أن يسألني هذه الشخصية عما تم بشأن هذا اللاعب الصغير وإذا به يقول لي: «اقتراحك أرفضوه» فرددت على الفور أي اقتراح يا بو فلان؟ أنا ما قدمت اقتراحات في النادي، فقال لي: تذكر من كم ليلة أنت ذكرت في كلامك عن الاحتراف وعدم دفع الدولة أي مبالغ لهذا الاحتراف؟ قلت: اي نعم أذكر، ولكن يا بو فلان أنا كلامي قلته استدلالا لرأي عندي وضحته لأصحابي وأصدقائي في النادي وليس اقتراحا يقدم لجهة حكومية، فرد علي قائلا: أحنا نقلناه (لم يحدد من هم احنا) على أنه مقترح مقدم من نادي الكويت الرياضي وقدمناه لمسؤولين كبار لدراسته وتطبيقه وعلى العموم تم إبلاغنا بخصوص هذا المقترح بكلام جاف وقال كلمة لا أنساها أبدا «الجماعة الظاهر تشببونا» (إي تشب واسكت)، وقالوا لنا بالحرف الواحد: سدوا باب هذا الموضوع ولا تجيبون طاريه مرة ثانية. واستمر في حديثه قائلا: «أعتقد أن هذا المقترح لأنه طالع من نادي الكويت ولذلك فهو مرفوض عندهم ولكن لو كان طالع من نادي ثاني يمكن يكون فيه كلام آخر». لكن نادي الكويت نادي مكروه عندهم ويسمونه «.......» وكم مقترحا قدم باسم تطوير الرياضة في الكويت وعلى سبيل المثال (منع اللاعبين الأجانب من اللعب في الأندية) وكان الهدف الأساسي من هذا القرار والذي أضر بالرياضة في الكويت بصورة عامة هو منع نادي الكويت بالذات من إحراز البطولات. فقلت له: «يا بو فلان هل كنت تعتقد أو تتوقع من المسؤول الحكومي الكبير أن يوافق على هذا الاقتراح من ناد هم أنفسهم يسمونه «.......» مثل ما تفضلت، وإذا احترموا هذا النادي قالوا عنه نادي عيال التجار ما يقولون عنه نادي الكويت الرياضي»، والسبب الأكمة وما وراء هذه الأكمة.
بعد هذا الكلام التاريخي الذي ذكرته هل يتوقع أن الرياضة سوف تتقدم في الكويت خصوصا بعد ما أصابت المنتخب «الفلعة العودة» وما هي «صعرورة» بالهزيمة التي تفشل وتكسر الوجه من منتخب التشيك مؤخرا والله العظيم ماني قادر أكتب نتيجة المباراة كثر ما هي تفشل والله ما ألومك «يا نادر كرم» على التعصيبة القوية ولكن أقول شكرا لكل أعضاء اللجنة في الاتحاد التي اختارت هذه الهيئة الفنية لتدريب المنتخب والتي لا تعرف «الكوع من البوع في كرة القدم» وانتم بالله عليكم يا لجنة يا فنية بالاتحاد تكفون علمونا وين طحتم على هؤلاء المدربين ومن أي غار طلعتوهم، علمونا حتى يستفيد منهم الناشئون ومن وراهم الأجيال القادمة وصحيح مثل ما قالوا: «ان الكويت أحسن بلد خليجي يختار السيئين في كل المجالات».
وللحديث بقية إن شاء الله.