العنوان كتاب بدأت في كتابته منذ سنوات ولم أكمله حتى الآن وللأسف.
كتاب يحمل بين طياته بعض الذكريات التي حملتني للمحاماة أو حملت المحاماة إليّ لست أدري، وسنوات جميلة مرت ولاتزال، بعضها له وقع إيجابي وآخر لم أستطع نسيانه حتى الآن.
ولعلي محظوظ جدا لأني زاملت من جيل العمالقة خليفة الفرج وحمد العيسى وعصام العيسى وعبدالعزيز طاهر وخالد خلف وابراهيم الأثري وعبدالله الأيوب وآخرين أطال الله في عمر من بقي منهم ورحم الله من رحل.
ومن جيل الوسط زاملت مشاري الغزالي ودوخي الحصبان وبدر البدر وناصر الأربش وخالد العبدالجليل وابراهيم حياتي وآخرين غيرهم.
ومن هذا الجيل كذلك هناك نخبة جميلة من المحامين أتمنى لهم التوفيق والسداد.
لكني اعتقد أن المحاماة تمر اليوم بأسوأ أوضاعها وأحوالها، فقد فقدنا كثيرا من أبجديات المحاماة وآدابها وأخلاقها التي سطرها المحامي القدير محمد شوكت التوني، رحمه الله، في كتابه البديع «المحاماة فن رفيع».
بل فقدنا لقسوة الأيام كما يبدو الأسس الرفيعة والحصون المنيعة لأدب التقاضي، وأصبحنا نلهث وراء الماديات ونسينا ان المحاماة رسالة إنسانية هدفها حماية القانون والدفاع عن المظلومين، ولهذا أقسمنا على احترام «ميثاق الشرف لتقاليد وآداب مهنة المحامين»، والذي ينص على ان المبدأ الأساسي الذي تنطلق منه مهنة المحاماة هو المحافظة على كرامة الإنسان والدفاع عن حقوقه ونجدته بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين وينص كذلك على أن مهنة المحاماة مهنة إنسانية ذات دور اجتماعي مهم ووسيلة أساسية لتطوير الانسانية وتقدم حضارتها، وتقوم على العلم والخبرة والأخلاق وتمارس وفقا للقانون.
واليوم يعاني جسد المحاماة من تمزق رهيب وغريب لم يمر به من قبل، وضاعت بسبب هذا التمزق الكثير من الأخلاقيات والآداب بيننا.
وأرجو ان يتسع صدر الاخوة في جمعية المحامين حين أقول اننا اليوم نمر بفترة غريبة الأطوار نحتاج فيها لتدريس كتاب شوكت التوني، رحمه الله، أو كتاب الاستاذ احمد حسن شنن وعنوانه «عظمة المحاماة» للزملاء الجدد على الأقل، رغم ان بعض الاخوة الكبار يحتاج للتذكير كما يبدو.
ونحتاج من الزملاء الأقدم والأكثر خبرة ان يكونوا نموذجا وقدوة فلا يحاربوا الشباب الصغار في أرزاقهم أو يمكروا بموكليهم حتى يضيقوا عليهم، أو يدفعوا باتجاه تمزيق جمعية المحامين الى كتل وطوائف وأحزاب.
الأخلاقيات قد تفتقد مع تحجر القلب عند بعض الكبار وللأسف، وتوجد عند شاب صغير كالمحامي الزميل أنور ثويدان المطيري الذي عشت معه قضية سابقة أثبت لي فيها ان الدنيا بخير والمحاماة بخير، وأخلاق أهل الكويت لاتزال بحمد الله بخير.
المحاماة وجدت لإسعاد الناس وإنقاذ المحتاج منهم، والأتعاب جزء من الرسالة وليست هدفا بحد ذاتها فافهم يا فهيم، ولنتق الله جميعا، فلا نكون طرفا في تمزيق العلاقات أو هدم الأساسات التي بني عليها المجتمع الكويتي.
والله من وراء القصد.. كلمة الزميل الكبير أبوطلال محمد مساعد الصالح، حفظه الله.