Note: English translation is not 100% accurate
سل التاريخ عنا يا بنديكت الإسلام والعقل (2)
الأربعاء
2006/9/20
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 3020
بقلم : مشعل الظفيري
بعدما استنطقنا التاريخ في المقال السابق، ليفند لنا فرية أن الإسلام انتشر بالسيف، نأتي اليوم على الفرية الأخرى التي صدرت من بابا الفاتيكان في حق الإسلام وهي أنه يناقض العقل.
ولا أدري ـ حقيقة ـ أي مسألة من مسائل الاعتقاد في الإسلام تناقض العقل؟!
فبساطة العقيدة الاسلامية وموافقتها للفطرة الانسانية، امر لا يحتاج إثباته الى جهد كبير.
فما المشكلة في الإيمان بإله واحد اتصف بصفات الكمال والجلال والجمال، وتنزه عن النقائص والقبائح، وتعالى سبحانه عن الند والشبيه والنظير والمثيل.
وما المعضلة في الإيمان بنبي ختم جميع الأنبياء، وأمر بالإيمان بهم جميعاً، وجاء بالعدل والإحسان ومكارم الأخلاق، وكان في سيرته وسلوكه مثالاً أعلى لكل ما دعا إليه من الفضائل، وظهرت آثار دعوته وبركة تعاليمه على أمته إلى هذه الساعة، وإلى أن تقوم الساعة؟!
وأين مناقضة العقل في شريعة ميسرة ليس فيها ما لا يطاق، حفظت للناس دماءهم وعقولهم وأعراضهم وأنفسهم وضبطت لهم سلوكهم، ونشرت بينهم العدل والعفة والبر والصلة، والاخوة والتكافل في أبهى صورة، حتى صار المجتمع الاسلامي في كل زمان ومكان هو الأطهر على الاطلاق، والأكثر تماسكا والأقل تفككا وانحلالاً.
والحديث في ذلك كثير التفاصيل، وحسبنا منه ما ألمحنا إليه.
ولو كانت هذه الدعوى ـ أي مناقضة الإسلام للعقل ـ صدرت من أناس عقلانيين أو ماديين، لقلنا انهم اناس رضوا بحكم العقل في جميع تصوراتهم، ولا يؤمنون بالرسل والغيبيات، ولا يستغرب هذا منهم.
ولكن ان يتهم الاسلام من قبل من قامت عقائدهم على ما لا يستسيغه اضعف الناس عقلا فهذا هو ما لا يحتمل، ولا ينقضي منه العجب.
فبالله عليك يا بابا الفاتيكان، أي قداسة لإله ينمو في رحم امرأة يتغذى بكل ضعف واحتياج عن طريق الحبل السري؟!
وأي عظمة في إله يجرجره أعداؤه لما جهر بدينه، وهم يركلونه ويهينونه، ثم يصلبونه حتى يموت وهو لا يملك انقاذ نفسه، هل هذا يوافق العقل يا بابا الفاتيكان؟!
وأين العقل في شريعة تحرم على رهبانها الزواج، فيخالفون بذلك الفطرة التي فطر الله الناس عليها، حتى رأينا الآثار المدمرة لذلك على سلوكيات وأخلاقيات الرهبان والراهبات، الذين ما احتملوا هذا الحرمان، وهذه المناقضة للفطرة والعقل، والحديث يطول عما يناقض العقل، ولكن يكفي ما ألمحنا اليه على عجل.
إن الاسلام هو الدين الذي احترم العقل، ووضعه في موضعه الصحيح من النص الشرعي، فلا يفهم النص إلا من ذوي العقول، ولا يثبت النص إلا من ذوي العقول.
ولكن عقولنا البشرية تقصر أحيانا كثيرة عن ادراك كنه الحقيقة الشرعية، أو الحكمة من المسائل الشرعية والعقدية، وذلك لقصورها أمام النص، لا لخلل في النص.
وأرجح الناس عقلا قبل مائة عام، كان يستبعد ـ بكل ثقة ـ ولا يصدق أن إنساناً بإمكانه ولو في المستقبل أن يكلم إنسانا آخر في أقصى أطراف الأرض، فلما ظهر الهاتف والمخترعات الحديثة، ظهر أن تلك العقول الراجحة مهما بلغت في التفوق، لا يمكن ان تكون حكماً على المسائل الغيبية، مثلما لم تكن مؤهلة للحكم على المسائل المادية التي كانت تجهلها!
اقرأ أيضاً