Note: English translation is not 100% accurate
بين الانتصار المعنوي لنصرالله والسياسي لنبيه بري
السبت
2006/9/2
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1654
بقلم : محمد بسام الحسيني
ان خروج المظاهرات حول العالم من سيدني وجاكرتا الى دكا ومن اسلام اباد وأنقرة إلى القاهرة ومن الرباط الى كراكاس وسانتياغو وبوينس آيريس ومن بريتوريا وداكار الى باريس ومدريد ولندن وستوكهولم رافعة اعلام لبنان وحزب الله وصور السيد حسن نصرالله، يؤكد ان قائد المقاومة اللبنانية اكبر المنتصرين معنويا بعد الانجاز الذي حققه حزب الله في الحرب كونه ارتقى بالمقاومة اللبنانية الى مصاف اهم الحركات الشعبية عبر التاريخ.
فالعالم المعبأ ضد اسرائيل وتجاوزاتها وغطرستها وجد فيما حققته المقاومة اللبنانية بارقة امل بأن اسرائيل مهما تسلحت وتحصنت فهناك من يوجعها في الصميم ويقلقها ويجعلها تتخبط وتعيد حساباتها.
هكذا تبدو الصورة العامة لنتائج الحرب في مشهدها العام:
تخبط في اسرائيل تعكسه ازمة رئيسي الوزراء والاركان هناك وتعزيز لصورة المقاومة وموقعها وشعبيتها في لبنان، وبقائها نموذجا كامنا وحيا قادرا على الانبعاث بأي مرحلة مستقبلية تقتضيها ظروف المواجهة مع اسرائيل.
ولكن الحرب وبالموازين السياسية الحالية تمخضت بالمقابل سياسيا عن صورة اخرى كان الحاضر الاكبر فيها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي يجمع أغلب المحللين السياسيين على القول إنه «الرابح الاساسي» في الحرب بنتائجها وتداعياتها السياسية.
ان الربح هنا معياره النظرة الحالية للرئيس بري ودوره من قبل طرفي التجاذب في لبنان:
حزب الله لا ينسى دعمه الكبير للمقاومة ومساندته لها بوجه الضغوط الداخلية والخارجية وتوظيفه رصيده الشعبي الكبير لمصلحتها وتوحيده للشارع الشيعي خلفها، وبالمقابل فإن قوى 14 مارس، و«الأكثرية» تشيران باعجاب وتقدير لدوره في تعبيد الطريق امام الوحدة الوطنية حول خطة الرئيس فؤاد السنيورة السباعية التي أسهمت بإنهاء الحرب وتحسين القرار الدولي قبل صدوره.
اذن، الرئيس بري ارضى الطرفين وتوج ذلك في خطابه امس الاول في ذكرى اختفاء الامام موسى الصدر عندما حرص على الاشارة الى نقطتين اساسيتين:
استمرار الشعب اللبناني بحالة مقاومة وممانعة ضد اسرائيل وخطرها واطماعها من جهة، والتأكيد على الايمان المطلق للطائفة الشيعية في لبنان ببلدها خيارا نهائيا في اطار مؤسساته الدستورية وعلى اساس الشراكة مع الطوائف الاخرى من جهة أخرى.
وهذه النقطة الاخيرة كانت ردا تطمينيا واضحا من الرئيس بري على البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله صفير الذي قال من الديمان امس الاول انه لا يمكن لكل طائفة من طوائف لبنان الـ 18 ان تبني لها بلدا، وان خيار المسيحيين هو العيش المشترك.
ان موقف الرئيس بري يكتسب اهميته من ان الطروحات التي يقدمها هي الجسر المطلوب توفيره بين جانبي النزاع السياسي اليوم، وطروحاته هي الحل الوسط وعامل التوازن تماما كما كانت خلال الحرب.