الحياة سلسلة من المواقف المتتالية، فلا يجوز ان يتوقف المرء عند موقف ما مهما كان صعبا لتتلون حياته بالسواد وتأخذ طعم المرارة، لكن بالتحدي وقوة الإرادة يمكن دوما مواجهة المستحيل، فإن من يدري ماهية الحياة والهدف منها لا يمكن أبدا أن يسيطر عليه الكدر والحزن إلا بما يتلاءم مع النفس البشرية وطبيعتها وفطرتها، أي بقدر محدود ثم سرعان ما يعود إلى فطرته التي فطره الله عليها من سكينة وهدوء وحسن إدراك لحكمة الخالق فيما يواجهه من مواقف قد لا يحبذها في وقتها.
يقول الله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) صدق الله العظيم، ومن يستوعب معنى الآية جيدا يعلم أنه عليه أن يتمهل ويمعن في التفكير والتدبر قبل أن يحكم على الأمور وألا يأخذ المواقف بظواهرها فربما يكون هناك فيما تكره خير كثير.
أيا ما كانت المشكلات التي تواجهك اليوم وتطرد من عينك الفرحة ومن على وجهك البسمة ومن قلبك السكينة وراحة البال، تفاءل وانظر الى النصف الممتلئ من الكوب وانتظر الخير غدا، فغدا يوم آخر.