الخلق البشري مستمد من مصدرين: الأول عام يتمتع به كل البشر ولا تقيده ضوابط ولا مبادئ مثل التعاون والصدق وغيرهما وهذا لا يحاسب عليه الإنسان بمعنى أنه من الممكن أن يلتزم به ومن الممكن عدم الالتزام، كما من الممكن أن يتخلق به الإنسان عند الحاجة.. أما الثاني فهو مما تقره الأديان وتحاسب من يخل به، حيث نجد ذلك على سبيل المثال، أخلاق الإسلام التي دعا إليها القرآن وأكدت عليه سنة محمد صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال الآيات القرآنية والهدي النبوي الشريف.
فقد وصف الله نبيه محمدا عليه أفضل الصلوات والتسليم بحسن الخلق، فقال تعالى في سورة القلم (وإنك لعلى خلق عظيم).. كما بدأ سبحانه وتعالى أوصاف عباده بحسن الخلق فقال تعالى في سورة الفرقان (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).. وقد وضع منزلة حسن الخلق قبل الدعوة وتجنب الجهل والجاهلين فقال عز وجل في سورة الأعراف (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين).
أما الهدي النبوي الشريف فقد احتوى على كثير من الأحاديث من أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال «أقربكم إليّ منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا»، كما أنه استقبل نصارى نجران في مسجده وسمح لهم بالصلاة في أحد أركانه.
علينا نحن أتباع هذه الدين العظيم أن نكون قدوة لغيرنا من البشر.. يرون بنا حسن الأخلاق والتعامل ويودون أن يكونوا مثلنا بل بعضهم يحسدنا على ما نحن فيه مع أننا تركنا كثيرا من قيمنا الإسلامية، فقد قال جل وعلا في سورة البقرة (ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق).
هذه تعاليم ديننا الحنيف فأين نحن منها وكم طبقنا من قيمها وآدابها.. لابد من وقفة مع النفس نحاسبها على التقصير وندعوها إلى أن نكون خلفاء لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وعمّارا لدينه العظيم.
[email protected]