موسى المطيري
يطل علينا عيد الأضحى المبارك وهو ثاني أعيادنا، وفيه يؤدي المسلمون القادرون فريضة الحج التي تتآلف بها القلوب وتزداد إيمانا، حيث يقف حجاج بيت الله بين يدي الكريم ممجدين عظمته وقدرته سبحانه في أحب بقاع الأرض وأطهرها.
وأذكر في عام 1999 حين أديت مناسك الحج أنا ومجموعة من الأصدقاء فيما يعرف «بحملة الرصيف» حيث اتفقنا على أداء الحج قبل الوقوف بعرفة بيومين تقريبا فكان الإعداد للذهاب إلى مكة سريعا، واذكر حينها كم غلفني الاندهاش والرهبة من تلك الجموع التي تدفقت لطلب الرحمة والغفران في يوم مهيب، حيث تجمعت حشود من المسلمين في مكان واحد لطلب واحد ولدعاء واحد لإله واحد هو الله.
وتفرض مناسك الحج والتنقل بين مشعر وآخر، وأداء هذه المشاعر المقدسة روحا جديدة على الإنسان حيث يكتشف أشياء ويزداد إيمانا، وتقبل نفسه الأمارة بالسوء على الانزواء، وتتعالى به همته الإيمانية في أجواء كريمة تمنح نفسه المزيد من البياض والنقاء.
وأذكر حين أدائي هذه الفريضة أنني طُفت بالبيت العتيق طوافي الحج والإفاضة في الطابق الثالث والذي تزيد فيه المسافة للضعفين إذا ما قورنت بالصحن ولم نصب بأي تعب ولا أي إرهاق، وذلك لعظم المكان والأجواء التي كانت تحيط بنا اثناء أدائنا لهذه الفريضة، وايضا حينما واجهنا ازدحاما خانقا في مزدلفة حيث لم نستطع تحريك مركبتنا مترا واحدا، فتركناها ومشينا من مزدلفة حتى مكان رمي الجمرات فكانت مسافة طويلة جدا لكن التعب يُنسى وتبقى روعة المشاهد وتبقى كذلك حصيلة هذا الفرض الإيماني على القلب فتزداد النفس عفافا ورضا.
وبهذه المناسبة لا يسعني الا ان أتمنى المزيد من الرفعة لأمتنا الإسلامية التي تسير على هدي نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الأخيار، وان يمن الله على هذا البلد بمزيد من الاستقرار تحت ظل قيادتها الحكيمة وان يعيد كل حاج لبلده وكل عام انتم بخير.