مع بداية العام الدراسي يكون من حسن الطالع أن نقلب صفحات صفراء لأحداث أخلت بسمعتنا العلمية بعد أن قام البعض بالحصول على شهادات جامعية وشهادات عليا بطرق ملتوية تعددت أشكالها وتصنيفاتها، لينكشف المستور ويوجهون لنا صفعة (مدوية) بعد أن (فشّلونا) بحقيقة أمرهم وأنهم (يبون يصيرون جامعيين ودكاترة بالغوتره) نعم.. نختلف معهم في الأسلوب ونتفق على الهدف للحصول على تلك المرتبة العلمية فائقة التقدير والأهمية. ثم فوجئنا بوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المحلي بأنواعه تتحفنا بفضيحة ونشر غسيل من قام بالحصول على هذه الشهادات بطرق ووسائل غريبة وعجيبة وبمغزى مريب، وهم (جالسون على مكاتب عملهم وآخرون في بيوتهم).
«ليش»؟ يقول البعض: (على شان البرستيج) وامتلاك مفاتيح (مزنجره) لدخول أبواب الشهرة و(يمكن) من خلالها (يصير) لهم شأن في المجتمع! وآخرون للحصول على امتيازات مالية مغرية - دون وجه حق - (يعني الدخول بعش الفساد من أوسع أبوابه) مع تحول حرف (د) ليصبح معيارا للمكانة الاجتماعية والعلمية، ما جعل الحصول على مسمى (دكتور) أغلى الأهداف والمقاصد!
إن سعي (عيالنا) لبلوغ أعلى المراتب العلمية أمر محمود لا خلاف عليه، لكن المصيبة في الأسلوب، فشتان بينهم وبين وصية والدة الإمام سفيان الثوري له عندما كان صغيرا واهتمامها بتعلم ابنها، حين أوصته بقولها: يا بني اطلب العلم وأنا أكفيك من مغزلي، أي إنها تعمل وتكدح وتغزل الأثواب لبيعها من أجل لقمة العيش لها ولابنها، فآثرت ألا يعمل ولدها ويتفرغ لطلب العلم فكفته البحث عن العمل، وتحملت هي أعباء الصرف عليه وشراء الكتب ودفع متطلبات تعلمه وتوفير كريم العيش لها وله.
هكذا هو الجهاد المباح وطلب العلم بالأسلوب المتاح والارتقاء بمراتبه العلمية بطرق ووسائل كريمة بالجد والكفاح. فاليوم يستطيع (عيالنا) أن يظفروا بالشهادات العلمية بعد تطبيق كل الشروط اللازمة والحصول على التفرغ الدراسي دون الانشغال بالبحث عن قوتهم وقوت (عيالهم) فرعاية الدولة تكفيهم العناء والشقاء لمواصلة تعليمهم بأنواعه داخل البلاد أو خارجها وفق طرق رسمية مع ضمان أمنهم الاجتماعي والاقتصادي وحتى النفسي.
لله درك يا أم سفيان الثوري، وما أثمن وصيتك (يا بني اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي)، لنحمد الله على الممكن والمتاح لتحقيق الحلم وبلوغ الهدف المباح. وشتان ما بين ظروف الإمام سفيان، ومغزى عيالنا من طلب علم رفيع الشأن!