كلنا فخر واعتزاز بقائد الإنسانية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بقيادته الحكيمة وبقيادة مشروع تطوير الجزر الشمالية وهو من المشاريع الحيوية الاستثمارية العملاقة في المستقبل وربطها بطريق الحرير، وقد تحمل سموه مشقات وعناء السفر والتنقل من أجل فعل الخير للإنسانية جمعاء، ففي شهر يوليو الماضي قام سموه بالزيارة التاريخية للصين الصديقة من أجل جعل الكويت الشريك لأكبر القوى العظمى في العالم وهي الصين الصديقة، وما أسفرت عنه تلك الزيارة الميمونة من توقيع سبع اتفاقيات تعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والتجارية.
وقد جاء اختيار الصين مميزا لما تمثله من ثقل صادق بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، كما أنها تعد من أكبر الشركاء التجاريين للكويت وهذا يمثل علاقة وطيدة بين البلدين.
والشراكة الحقيقية تتمثل في العمل مع الصين بتطوير الجزر الشمالية للكويت والجزر المحاذية لجون الكويت وهذه الجزر (وربة ـ بوبيان ـ مسكان ـ فيلكا ـ عوهة) وذلك لأهمية هذه الجزر وقربها من حضارات عريقة كحضارة بلاد الرافدين والهلال الخصيب وصحراء بادية الشام وشبه الجزيرة العربية والحضارة الفارسية وذلك من أجل تنويع الاقتصاد الكويتي الذي يعتمد على النفط وهو شبه وحيد والخطر من إيراد النفط أنه معرض للنضوب، وكذلك خطر كبير عندما تهبط أسعاره على ميزانية الدولة فتتعرض للهزات الاقتصادية وعدم الاستقرار، والسياسات الدولية لها تأثير كبير على تسويقه وسوقه ولأهمية المنطقة الشمالية للكويت حيث تحظى بموقع جغرافي استراتيجي مميز يربط قارة آسيا بمنطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا وهي محاذية لتجمعات بشرية، وقد كانت فيما مضى جزءا مما يعرف بطريق الحرير وبتطوير الجزر الشمالية وربطها مع طريق الحرير قد تغير معالم الاقتصاد الكويتي إلى الأفضل والأحسن ومن سيطرة البترول على الاقتصاد وكذلك جذب الاستثمار المحلي والخارجي وخلق فرص العمل للشباب وخلق مناطق حيوية وثقافية واستثمارية وسياحية وإنشاء مراكز تجارية بمناطق حره تخدم شمال الخليج العربي وتفتح مجال التعاون مع دول الجوار من أجل الاستقرار والسلام.
وإعلان الصين الصديقة شريكا إستراتيجيا للمشروع لأنها تأتي كثاني اقتصاد في العالم، فالصين أطلقت مشروعا عملاقا باسم «الحزام والطريق» أي طريق الحرير الجديد يربط الجزر الشمالية بطريق الحرير وسيكون أثره على الدول المجاورة في الشرق الأوسط ويدفع إلى التنمية وسيخفف البعد الجغرافي بين الدول العربية وبين الصين وسيعكس السلام في منطقة الشرق الأوسط. وطريق الحرير يتفرع إلى ثلاثة خطوط الأول يربط شرق الصين بأوربا عبر آسيا الوسطى وروسيا الاتحادية.
الخط الثاني يبدأ من الصين ويمر وسط وغرب قارة آسيا ومنطقة الخليج العربي وصولا إلى البحر المتوسط.
الخط الثالث الخط البحري يمتد من الصين مرورا بجنوب شرق قارة آسيا فالمحيط الهندي.
وللكويت حظ أن تكون منطقتها الشمالية على خط السير الثاني وعلى مقربة من الخط الأول. وبهذا الانفتاح على العالم ستصبح الكويت بمصاف الدول العالمية الكبرى وستصبح منارة مضيئة ومشعة على دول العالم. وكلنا أمل واشتياق أن يتحقق هذا الحلم على أرض الواقع والتفاؤل بمستقبل واعد وجميل والمأمول بالخيرات الكبار.
[email protected]