[email protected]
التحرش لفظ «ثقيل طينة» على ألسنتنا ومسامعنا ومتداول، لكنه اليوم صار رائجا لأنه تعبير عن واقع الحال في الإكراه الجنسي أو التعاون والتنازل الجنسي لتحسين ظروف العمل وهو اهتمام جنسي غير مرغوب وكريه!
التحرش هو مضايقة لها أهداف ولا يقصد هنا المدح المؤدي الى المجاملة والإطراء!.. شيء حدث بين طرفين برضاهما ليس بالتحرش ما لم يكن قاصرا؟
النساء بطبيعتهن يحببن سماع المجاملات والإعجاب والتمييز وهناك ما هو صادق بريء وآخر (بريع) بالكويتي من البراعة وقلة الأدب والوساخة!
والتحرش اليوم أنواع وأشكال وتخمينات (وإياك إياك اللمس) وهذا يعرضك للاتهام الصريح المباشر بالتحرش!
بينك وبين المرأة كرجل ألا تتجاهل المقاومة اللفظية الواضحة لتصرفاتك مثل قول المرأة (لا أريد ـ توقف ـ احترم نفسك) وغيرها من المفردات الدالة على الرفض والمقاومة وعدم الرغبة!
الرومانسية زائدة في الأفلام، لكن في الحقيقة أي تصرف غير لائق من تودد ومغامرة لكسب رضى المرأة هو (تحرش)!
أيها المتحرش اعلم أن النظرة المتفحصة والإيماءات وتعبيرات الوجه تعد سلوكيات مرفوضة أخلاقيا وتضعك في خانة المتحرش وتعرضك للمساءلة القانونية!
اعرف أن (الرضا) رهين المرأة، لكن إن رفضت أدخلتك في خانة التحرش وهي مصدَّقة وأنت مكذّب ما لم يكن لديك شهود معتبرون!
أقرأ بين فترة وأخرى عن (تحرشات) في الصحافة والإعلام، خاصة (الميديا) التواصل الاجتماعي عن مسؤولين وأساتذة وإعلاميين ووكلاء ولا أعلم بالضبط حجم انتشار ظاهرة التحرش وكيف يمكن مواجهتها، والسبب كما أعتقد وأتصور (سكوت) المتحرَّش بهن وهن كثرة نسائية وإن كان ايضا تحرشات واعتداءات على الأطفال والتلاميذ والطلاب وهذا مرده الى اضطراب سلوكي يدعمه خلل مجتمعي (يسكت) خوفا من الفضيحة!
٭ ومضة: أين الحلول في قضية (التحرش)؟ ومن يطرح ويبادر في إنقاذ الناس؟، الأكيد أن هذه القضية (حكومية ـ شعبية)، فالحكومة مسؤولة عن تفعيل القوانين وتطبيقها على كل متحرش!
أما قطاعات المجتمع المدني فهي مسؤولة عن قضية التوعية في قضية التحرش بالتوعية المستمرة وتسليط الضوء ورصد المتحرشين!
٭ آخر الكلام: الحديث اليوم في الكويت لا ينقطع حول هذه الظاهرة في الإعلام والندوات والبرامج على المستويين العام والخاص!
لكن علينا أن نلفت النظر الى أن (المتحرشين مستمرون) في الإيقاع بمزيد من الضحايا!
إحصاءات الأمم المتحدة تؤكد أن 99.3% من عينة النساء والفتيات اللاتي خضعن للدراسة قد تعرضن لأحد أشكال التحرش الجنسي!
وإن حالات التحرش عند الحضر أعلى من حالات التحرش في الريف!
في الكويت نحتاج اليوم الى مركز متخصص يستمع الى صرخات وشكاوى الضحايا من التحرش دون كشف الأسماء لتتضح للمسؤولين والقانونيين خريطة التحرش وأماكنها!
أحيانا تطلب المتحرَش بها الحل؟
هي أبدت مقاومة شرسة ثم يصيبها شعور بالانكسار لأنها لو تقدمت وأبلغت قد يخرج المتحرش من الاتهام لوجود أمور كثيرة مثل الفساد والرشوة والواسطة!
الله يعلم حجم اللاتي اضطررن للسكوت وضاع حقهن من أجل أمور كثيرة منها المحافظة على الوظيفة وبلا فضائح ومن يحميني وأنا بالنهاية الخاسرة للأسف؟
٭ زبدة الحچي: ما أحوجنا الى (ناجيات) من التحرش يشكلن فيما بينهن (شركاء) في مكافحة هذه (الظاهرة المتنامية) لتغيير الصورة النمطية والذهنية وحث النساء على المزيد من الثقة بأنفسهن وعدم الشعور بالذنب تجاه سلوك (شخص) مضطرب كانت هي ضحيته للتنفيس عن رغباته وبلاويه!
والله أنا لا ألوم تلك التي تعرضت ونجت من التحرش، لكن القضية الأمرّ مسؤولية من؟ ومن يحمي الضحية القادمة؟
ظاهرة التحرش أزمة أخلاق، والأسرة والمدرسة والمسجد وكل دور العبادة وجمعيات النفع العام مطالبة بالتوعية المطلوبة وعلى الحكومة ومجلس الأمة وضع آلية تطبيق قانون لحماية النساء والأطفال من التحرشات، والسؤال: ما الذي يمنع أن يكون هناك (خط ساخن لحماية الضحايا)؟
آن الأوان لوضع حد للتحرش الوظيفي وفتح ملف المتحرشين جنسيا بالأطفال، خاصة من الأقارب، وأن يفتح ملف الاعتداءات على المعاقين أيضا.
أنا أدعو لعلاج القضية بعيدا عن الإثارة والإعلام لأن أعمارا مختلفة تقرأ الأخبار وقد تكون مغلوطة أو غير صحيحة!
وقد أزعجني خبر قرأته في جريدة السياسة بتاريخ 6/9/2015 وهو عبارة عن دراسة لـ «الأوقاف» كتبها عبدالرحمن الشمري: تفيد بأن 63% من الموظفات يتعرضن للتحرش!
هذا رقم مخيف!
كنا نسمع تقارير وتصريحات عن تحرشات في المغرب والقاهرة، لكننا اليوم نرى ونسمع ونقرأ (التحرش وصلنا)؟
آن الأوان لوقف قليلي الأدب بعقوبات رادعة خاصة بعد توقيع الكويت على اتفاقية دولية تضع (المتحرشين) في قبضة القانون!
أيها القراء.. قضية التحرش.. ضرورة ملحة.. وكم حُرة انظلمت ومحد أخذ حقها من المتحرش؟ فماذا عسانا نفعل؟
في أمان الله..