سيف محمد الرشيدي
قامت وكالة أنباء الشعر العربي أمس بنشر قائمة الـ 100 شاعر الذين اختارتهم لجنة تحكيم المسابقة الشهيرة والأهم على مستوى العالم «شاعر المليون» من بين أكثر من 5000 شاعر قابلتهم اللجنة بشكل مباشر في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك من أصل ما يزيد على 12 ألف شاعر تقدّموا للمشاركة في المسابقة الأضخم من نوعها ليس على المستوى العربي فحسب، بل وعلى الصعيد الدولي كذلك.
وبذلك فقد بات جمهور الشعر النبطي المتعطش على بُعد خطوات من معرفة أسماء الـ 48 شاعرا الذين سيتأهلون للمرحلة النهائية من خلال البــث المبـاشر لمسابقة «شاعــر المليون» التي ستنطــلق مســاء يــــوم الثــــلاثــاء الـمــــوافــق 18 ديسمبر الحالي، وذلك بعد أن تابع الملايين من هذا الجمهور الواسع والـ 12 ألف شاعر الذين ترشحوا للمسابقة، وعلى مدى الأسابيع الماضية عبر تلفزيون أبوظبي مقتطفات مختارة من بعض المقابلات التي أجرتها اللجنة للشعراء في جولتها الخليجية أخيرا، والتي استند فيها الحكام لتقييم الشعراء على العديد من المعايير والأسس الفنية والنقدية، وخاصة الشروط الصارمة للالتزام بالوزن والقافية وقوة الإلقاء والحضور، فضلا عن اللغة الشعرية المستخدمة من حيث التعبير وكيفية وطريقة تناول الغرض الشعري والبناء الفني للقصائد، والصور والتراكيب المستخدمة فيها. حيث بدأت لجنة التحكيم بعد انتهائها من تلك الجولات الماراثونية، وفي اجتماعات عديدة مكثفة، بتطبيق الآلية والمعايير الدقيقة لفرز أفضل المشاركين مع الأخذ بعين الاعتبار درجات التقييم التي حصل عليها الشعراء في أثناء مقابلتهم للجنة.
وأكد محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن أبوظبي قد نجحت عبر مشروعها الضخم (شاعر المليون) أول وأهم مسابقة للشعر على مستوى العالم، في توسيع قاعدة الشعر النبطي والتراث الأصيل في المنطقة العربية من خلال أهم الوسائط الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية، حتى وصلت أصداء هذه المسابقة المبتكرة إلى مختلف قارات العالم التي بهرت بما تم تحقيقه في مجال إعادة إحياء الاهتمام الشعبي بالشعر.
وقال إن الشعر النبطي هو وثيقة تاريخية لأبناء منطقة الجزيرة العربية على وجه الخصوص، وهو التعبير الصادق لما يختلج في النفوس من مشاعر وأحاسيس وعبر وأمثال. والشعر النبطي أدب عريق لصيق بهذه المنطقة، دوّن حقائقها التاريخية التي لم تكن لتُعرف لولا تلك القصائد النبطية الخالدة، التي استقى منها المؤرخون جُلّ معلوماتهم عن تلك الأيام المليئة بالتحديات. وأعاد المزروعي التأكيد على حرص الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على دعم التحديات والمسؤوليات التي تضطلع بها استراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في الحفاظ على التراث الثقافي الغني لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات، ونقله إلى الأجيال القادمة، وهذا ما يتمثل في اهتمام سموه المباشر بكل المشاريع التراثية والثقافية التي تطلقها الهيئة.
واعتبر أن حسن اختيار لجنة التحكيم كان من أهم العوامل التي ساعدت على الرقي بمهرجان أبوظبي للشعر النبطي ومسابقة «شاعر المليون» في الدورة الأولى، مشيرا إلى أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث قد نجحت في اختيار لجنة تحكيم شاملة تقوم على جميع عناصر بناء القصيدة وتماسكها فنيا، ألفاظها وتراكيبها، طبيعة الصور الفنية الواردة، وزن القصيدة وبنية القافية، الأغراض الشعرية المتناولة، طريقة إلقاء الشاعر، ومستوى حضوره على المسرح وتأثيره على الجمهور، الأمر الذي صب في صالح البرنامج والشعراء المشاركين قبل أي شيء آخر، خاصة أن عدد أعضاء لجنة التحكيم هو خمسة أعضاء من أهم خبراء الشعر النبطي، وذلك نظرا لأهمية لجنة التحكيم في تحقيق النجاح والتميز للبرنامج من خلال اختيار الأفضل من القصائد المشاركة، ومنح الشاعر ما يستحقه من التقييم وإنصافه من خلال هذه المسابقة الهادفة.
16 ديسمبر في أبوظبي
هذا وستعقد هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مؤتمرا صحافيا مهما يوم الأحد الموافق 16 ديسمبر الحالي في مقر الهيئة بأبوظبي، وذلك للإعلان عن التطورات الجديدة التي تشهدها الدورة الحالية من مسابقة «شاعر المليون» والإجابة عن جميع تساؤلات وسائل الإعلام من داخل وخارج دولة الإمارات، حيث من المتوقع أن يشهد المؤتمر الصحافي حشدا من وكالات الأنباء والصحف والمجلات الشعرية التراثية والثقافية المختصة، إضافة للعديد من القنوات الإذاعية والتلفزيونية.
قائمة الـ 100
ومن جهته قال سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر بأبوظبي وعضو لجنة تحكيم مسابقة شاعر المليون، بأن الاجتماعات والمشاورات مازالت قائمة وتعقد بشكل مكثف بين مختلف أعضاء لجنة التحكيم للإعلان عن قائمة الـ 48 شاعرا الذين سيشاركون في المنافسات بدءا من 18 الجاري في أولى حلقات البث المباشر للمسابقة في دورتها الثانية.
أما بالنسبة لقائمة أفضل 100 شاعر اختارتهم اللجنة من أصل أكثر من 5000 شاعر تمت مقابلتهم، فتضم: 10 شعراء من دولة الإمارات، 4 شعراء من دولة قطر، 3 شعراء من سلطنة عُمان - شاعرين من كل من مملكة البحرين واليمن وفلسطين، شاعرا واحدا من كل من موريتانيا والأردن وسورية، 15 شاعرا من الكويت، و59 شاعرا من المملكة العربية السعودية.وذكر العميمي أن قائمة الـ 100 شاعر تعتبر الأفضل من حيث المشاركة والموهبة الشعرية، علما أن هناك العديد من الأسماء المهمة والمواهب الشعرية الشابة التي ظهرت أو التي كشفت عنها المسابقة، ولكن نظرا لقوة التنافس وحدّته فقد وقع الاختيار في النهاية على قائمة الـ 100 شاعر المذكورة.
وأوضح أن المسابقة قد شهدت مشاركة كبيرة في الدورة الحالية مقارنة بالدورة الماضية التي حققت نجاحا إقليميا وعربيا وعالميا فاق جميع التوقعات، ولذلك فقد سعت العديد من الأسماء الشعرية المعروفة والتي كانت بعيدة عن الساحة للمشاركة في مسابقة «شاعر المليون» نظرا للمصداقية الكبيرة التي حازتها المسابقة، حيث فضلت تلك الأسماء العودة للساحة الشعرية من خلال «شاعر المليون» بعد النجاح الكبير الذي حققه، ومصداقية لجنة التحكيم وحياديتها.وقد شهدت الدورة الثانية مشاركة واسعة من 16 دولة عربية ومشاركات من دول آسيوية وأوروبية (باكستان، الهند، هولندا)، والمزيد من مشاركات العنصر النسائي.
يُذكر أن لجنة تحكيم مسابقة «شاعر المليون» في دورتها الثانية تضم كلا من الأساتذة: سلطان العميمي من الإمارات، تركي المريخي من السعودية، د. غسان الحسن من الأردن، حمد السعيد وبدر صفوق من الكويت.
كما سيقوم عضو لجنة تحكيم المسابقة في دورتها الماضية الأستاذ علي المسعودي بالإشراف على الملف الشعري لضيوف الشرف في البرنامج. إلى ذلك ذكرت وكالة أنباء الشعر عبر موقعها أن بعض الأسماء الكبيرة التي ضمتها قائمة المائة المتأهلين يحتمل أن تعلن انسحابها من المسابقة خلال الساعات القليلة المقبلة وذلك حفظا لماء الوجه كما نقلت الوكالة عن أحد الشعراء الذين أعلنت أسماءهم دون أن تسميه.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )