هيثم السويط
بهدوء الأمواج التي تهادت فوق مسرح شاطئ الراحة كان هناك حاضرا شعرا وشعورا امتاز بعذوبة التلقائية وأسلوبه الذي مزج بين السهل الممتنع وفرط الأحاسيس بصدق غير متناه، شاعر أثبت لنفسه قبل الجميع بأنه مبدع وبأن التميز له أدب وخلق تحلى بهما عايض عبهول الظفيري في مسرح شاطئ الراحة. أسلوبه الحزين في قصائده قرب الكثيرين لعايض وأعجب الملايين من محبي الشعر في الخليج والوطن العربي كافة، تفرد بعذوبة نصوصه التي تحمل بين طياتها حزنا هادئا ومزنا هطلت لتبلل قلوبنا شعرا، يحمل بداخله إنسانا يتجلى بخلق وتشعر حين تسمعه يلقي قصيدته كأنها كتبت لك وقادر على كسب حب الجمهور من أول ظهور له على الكرسي الأحمر في مسرح شاطئ الراحة، حصل على أعلى تقييم شعري وأشاد به أعضاء لجنه التحكيم بالإجماع.
عايض الظفيري كيف تريد أن تعرف نفسك لجمهور الشعر؟ هل من خلال طرحك بشاطئ الراحة أم بغير ذلك؟
أنا عرفت عايض الشاعر من خلال اكبر وأهم منبر شعري والحمد لله لاقيت نجاحا وصدى واسعا لمشاركتي واشعر برضا تام عما قدمته من خلال مسرح شاطئ الراحة.
بماذا تقيم حضورك الأول عبر منبر إعلامي ضخم مثل شاعر المليون والذي يخدم الشاعر؟ وكيف ترى تقييمك من خلال المشاهدين والقراء؟
تجربة شاعر المليون هي تجربة مميزة وناجحة جدا بالنسبة لي، فأنا من ضمن الشعراء الذين حصلوا على رضا جمهور الشعر، وهذا توفيق من الله، وقد اخترت هذا المنبر للظهور لكونه المنبر الأشهر والأهم ويضع الشاعر في تحد مع نفسه، والحمد لله نجحت.
لسنوات لم نسمع أو نشاهد أي نص للشاعر عايض الظفيري وما سبب توجهك للإعلام؟
هذه المسابقة هي شكل جديد للساحة الشعرية وهي شكل عصري ومتطور جدا للساحة، فمثلما كانت الساحة عبارة عن برامج تلفزيونية ثم تطورت الى مجلات وملاحق صحافية من خلال الجرائد هذا شكل جديد يطرح الآن من خلال هذه المسابقات التي تحظى بجماهيرية واسعة.
نرى تأثير قصائدك وهي تذكرنا بشعراء أمثال سعد الحريص ومتعب التركي وسليمان المانع؟
قد أكون انا ممن عاشوا ذلك الجيل الجميل وقد قرأتهم بحب، لكني أرى نفسي مختلفا عنهم وشعورك بأنني اذكرك بهؤلاء العمالقة الذين يتفق الجميع على روعة ما يكتبون هذا يعني ان ما يطرح الآن متشابه ولا يوجد هناك فارق كبير في التجارب الحالية، لكن الاسماء التي ذكرتها بقت علامة فارقة في مسيرة الابداع.
سمي شعراء حفر الباطن بشعراء المفاجأة ولنا أمثلة كثيرة ممن سبقوك في النسخة الأولى والثانية، ما هذا الزخم؟ هل هم مقيدون إعلاميا؟ ودائما ما نرى لهم الفرصة خارج المملكة؟
نعم شعراء حفر الباطن قبل شاعر المليون هم أنفسهم، ويكتبون بنفس الابداع، لكن بُعد المدينة عن مراكز الاعلام أبعدهم قليلا عن الضوء، لشاعر المليون اسبقية تسليط الضوء على هذه المدينة والحمد لله استطاع شعراء حفر الباطن حفر أسمائهم في ذاكرة المتابعين.
الشاعر عايض الظفيري من يسمع نصوصك يحس أنها كتبت له ما سبب ذلك؟
كثيرا ما يقال هذا الكلام لكني مقتنع بأن الشاعر كلما اسهب في كتابة نفسه ينجح في كتابة الآخرين، بمعنى ان التركيز على الحالة الشعورية اثناء كتابة النص اهم من أي شيء آخر، اكتب نفسك اولا ستكتب الآخرين حتما هذه هي المعادلة الصعبة صدقني.
نرى أنك ابتعدت كثيرا في نصوصك عن الفزعة والنخوة القبلية بعكس كثير من الشعراء الذين آثروا بقصائدهم الحماسية تجاه القبيلة، هل تعمدت ذلك؟
قبيلتي عزيزة دون قصائدي ولن أزيدهم شيئا فقد كتبوا قصائدهم حينما كانت القصائد على ظهور الخيل، انا مشترك في مسابقة شعرية والميدان ميدان أدب وليس ميدان حرب هذا كل ما في الأمر، صدقني ان الشاعر الواعي يتحمل الجزء الأهم عن مثل هذه النزعات القبلية التي تطرح في البرنامج انا لا أتنازل عن الوعي الذي املكه من اجل ارضاء من لا يملكه.
فوزك بالمركز الثاني هل تعتقد أنك راض بهذه النتيجة؟ وما شعورك حين تسلمك الجائزة؟
الحمد لله على كل حال، نعم انا راض عن النتيجة وعن مسيرتي خلال البرنامج بغض النظر عن النتيجـــة وقـــد كان شعوري مغايرا ومختلفا لأنني تقدمت بالشعر الذي اريد وقد وصلت وهذا توفيق من الله.
لاحظنا أن شاعر المليون النسخة الثالثة سعودي ـ سعودي ماذا يعني لك ذلك؟
منذ القدم والشعر يصنع في السعودية ولكن الساحة خارجها، فقد كانت للكويت اسبقية في ظهور المجـــلات المهتمـــة بالشعر مما جعل الكويـت ساحـــة الشعر، ولـــم يكــن محــط استغراب ان يكون النهائي هذه السنة سعوديا خالصا لأن الجميــع يعــرف ان المملكة تزخر بالشعــراء ومدارس الشعر.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )