أصيب عدد من الفلسطينيين النازحين لدى محاولتهم العودة إلى شمال قطاع غزة برصاص الجيش الإسرائيلي، في وقت اعتبر خبراء ان الدمار العمراني الذي حل في غزة هو الأكبر في تاريخ الحروب.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن الزوارق الإسرائيلية أطلقت النار تجاه عشرات النازحين الذين حاولوا العودة إلى منازلهم في شمال القطاع، ما أدى لإصابة خمسة منهم على الأقل بجروح متفاوتة، حسبما نقلت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية.
وذكرت المصادر أن طفلة توفيت متأثرة بجروح أصيبت بها أمس الأول جراء استهدافها وعائلتها من قبل الجيش الإسرائيلي خلال محاولتهم العودة إلى شمال القطاع.
واتهمت وزارة الصحة في قطاع غزة الجيش الإسرائيلي بارتكاب 7 مجازر في القطاع خلال 24 ساعة، وأوضحت أن «مستشفيات غزة استقبلت 68 شهيدا و94 مصابا من ضحايا تلك المجازر».
وبذلك يرتفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة «إلى 33 ألفا و797 شهيدا، و76 ألفا و465 جريحا منذ السابع من أكتوبر الماضي».
وناشدت الوزارة المؤسسات المعنية إنشاء مستشفيات ميدانية بمدينة غزة وفي شمال القطاع لتوفير الخدمات الصحية للسكان.
وقالت بسمة سلمان وهي نازحة من غزة كانت تحاول العودة إلى شمال غزة «مهدم أو مش مهدم (المنزل) سنعيش فيه. لا أستطيع البقاء في الجنوب لأنها أصبحت مليئة بالناس. لا نقدر أن نتنفس حتى. الحرب كانت (تداعياتها) سيئة جدا علينا».
من جهته، حذر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، في رسالة مقتضبة نشرها عبر حسابه على منصة «إكس»، من أن منطقة شمال القطاع منطقة قتال خطيرة.
وجاءت رسالة أدرعي في أعقاب محاولة بعض سكان شمال القطاع منذ ساعات الصباح لليوم الثاني على التوالي العودة إلى المناطق التي نزحوا منها.
وقال أدرعي إن «منطقة شمال قطاع غزة هي منطقة قتال خطيرة ونكرر دعواتنا لكم في البقاء في المناطق الإنسانية والمآوي في منطقة جنوب القطاع وتجنب محاولة العودة إلى شمال القطاع وذلك حفاظا على سلامتكم».
في غضون ذلك، قال خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن تدمير المنازل والبنى التحتية في قطاع غزة هو الأعلى مقارنة بأي صراع آخر في التاريخ، واعتبروا أن التدمير الممنهج والواسع في غزة يمثل جريمة ضد الإنسانية، حسبما نقلت عنهم قناة «الجزيرة».
في موازاة ذلك، واصلت إسرائيل شن عشرات الغارات الجوية على القطاع، وفق ما أعلنت حركة حماس، حيث أكدت اسرائيل ان الهجوم الإيراني عليها لن يصرف اهتمامها عن الحرب التي تخوضها في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري «حتى أثناء تعرضنا لهجوم من إيران، لم نصرف ولو للحظة الانتباه عن مهمتنا الحاسمة في غزة لإنقاذ رهائننا من أيدي حركة حماس المدعومة من إيران».
وأفاد مكتب الإعلام الحكومي التابع لـ «حماس» بأن «الاحتلال شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي استهدفت مخيم النصيرات ومنطقة المغراقة في وسط القطاع (..) ومحيط المستشفى الاوروبي بجنوب شرق خان يونس، وحي تل الهوى والزيتون».
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل «انتشلت طواقمنا في محافظة خان يونس 18 جثة شهداء من مختلف الفئات والأعمار وتم نقلهم إلى مستشفى الأوروبي بخان يونس».
وأفاد الدفاع المدني عن «العثور على 5 من جثامين على الأقل لشهداء تحت السواتر الرملية التي أقامها جيش الاحتلال بعد توغله في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة».
من جهتها، أعلنت سرايا القدس استهداف «تموضع للتحكم والسيطرة تابع للعدو الصهيوني في محيط جامعة فلسطين شمال النصيرات بوابل من قذائف الهاون العيار الثقيل».
في المقابل، أعلن الجيش أنه بصدد استدعاء «بحدود كتيبتين من جنود الاحتياط لنشاطات عملياتية على جبهة غزة» وذلك بعد نحو أسبوع من سحب معظم القوات البرية من القطاع.
وبينما تحاول الدول الوسيطة التوصل إلى هدنة في غزة، تتزايد المخاوف من مخطط إسرائيلي لشن عملية برية في رفح التي باتت الملاذ الأخير لغالبية سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وقالت «حماس» إنها قدمت ردها على مقترح التهدئة الذي قدمه وسطاء أميركيون وقطريون ومصريون خلال المحادثات التي بدأت في القاهرة في وقت سابق من أبريل.
وأعربت «حماس» عن تمسكها بمطالبها، خصوصا الوقف الدائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع والسماح بعودة السكان إلى مساكنهم.
وأكدت الولايات المتحدة أن جهود الوساطة مستمرة. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي «هناك اتفاق جديد مطروح.. إنه اتفاق جيد» يطلق بموجبه سراح بعض الرهائن ويتوقف القتال وتدخل المزيد من المساعدات الإنسانية.