أعلنت نقابة الأطباء المركزية في السودان عن مقتل ما لا يقل عن 6 أشخاص وإصابة أكثر من 61 آخرين نتيجة اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بغربي البلاد، وذلك غداة مرور عام على اندلاع القتال بين طرفي الصراع.
في الغضون، افتتح في باريس امس مؤتمر دولي حول السودان، وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه انه «منذ عام، وجد السودانيون أنفسهم ضحايا حرب رهيبة (...) لا تترك إلا الفوضى والمعاناة». وأضاف «السودانيون هم أيضا ضحايا النسيان واللامبالاة».
وتابع «هدف اجتماعانا هو كسر جدار الصمت المحيط بهذه الحرب ودفع المجتمع الدولي إلى التحرك».
منذ افتتاح الاجتماع الذي ترأسه فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، أعلن جمع أكثر من 840 مليونا، 110 ملايين من باريس و244 من برلين و350 من بروكسل و138 من واشنطن.
وقال نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان «الفكرة هي إعادة الأزمة إلى صدارة جدول الأعمال. يجب ألا يُسمح بأن يصبح السودان أزمة منسية».
من جهتها، قالت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك إن هذا المؤتمر يعقد فيما اهتمام العالم منصب على الوضع في الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل مساء السبت.
وأشارت إلى أن المجتمع الدولي يجب ألا يصرف نظره عن الحرب في السودان التي تسببت في أزمة إنسانية كارثية، متحدّثة عن «المعاناة التي لا توصف» للسودانيين ضحايا حرب «جنرالين عديمي الرحمة» وشعورهم بأن العالم تخلى عنهم.
وأضافت أن مبادرات الوساطة المتعددة لم تثمر، داعية المجتمع الدولي إلى «العمل بشكل منسّق لجلب الطرفين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى وقف لإطلاق النار».
من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه من خلال «الضغط الدولي» فقط يمكن دفع الطرفين المتحاربين إلى التفاوض.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن إدارة الأزمات يانيز لينرتشيتش إن هناك حاجة ملحة للتحرك مع «انهيار» السودان، متحدثا عن خطر زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي برمّتها مع دفع الحرب العديد من السودانيين إلى النزوح واللجوء.
ويسعى مؤتمر المانحين في باريس إلى معالجة ضعف تمويل الطوارئ في السودان والدول المجاورة والنقص الذي يبلغ أكثر من 2,5 مليار دولار.
وفي السياق ذاته، حضّت مديرة القرن الإفريقي في منظمة «هيومن رايتس ووتش» ليتيسا بدر على صدور «رسالة صارمة» وعقوبات دولية ضد طرفي الحرب اللذين «حالوا دون وصول المساعدات الانسانية» وقاموا بنهب ما وصل منها، وخططوا لعمليات «قتل العاملين الانسانيين»، إضافة الى سلسلة من الانتهاكات بحق المدنيين.
وشددت على أنه «من الضروري أن يعقد هذا المؤتمر، لكنه يجب ألا يصبح ذريعة... لنيسان السودان مرة جديدة».