لم تفلح مساعي تخفيف التوتر في نزع فتيل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية بين الشقيقتين اللدودتين سيئول وبيونغ يانغ، وارتفع منسوب القلق بعد إعلان مسؤول عسكري كوري جنوبي أمس أن الجيش الكوري الجنوبي كان يرصد 4 غواصات كورية شمالية لكنها اختفت من قاعدتها في البحر الشرقي بعد إجراء تدريب بحري في أوائل هذا الأسبوع.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن المسؤول العسكري توضيحه ان وجهة الغواصات الكورية الشمالية الأربع التي تبلغ سعة كل منها 300 طن مجهولة منذ يومين مؤكدا العمل على تحديد مكانها «عبر تجنيد كل القدرات البحرية في البحر الشرقي».
ولفت المسؤول إلى ان الغواصات غادرت قاعدة تشاهو التي تقع بالقرب من موقع منصة إطلاق الصواريخ في موسودان ري في محافظة هامكيونغ الشمالية في الساحل الشمالي الشرقي الكوري الشمالي.
بموازاة ذلك، ذكر المتحدث باسم وزارة الوحدة الكورية الجنوبية شون هاي سونغ ان كوريا الشمالية أبلغت الموظفين الحكوميين الكوريين الجنوبيين بأن عليهم مغادرة المجمع الصناعي المشترك في كوريا الشمالية في كيسونغ، وهدد بإغلاق المشروع اذا ما استمرت سيئول بمواقفها المناهضة لبيونغ يانغ.
المتحدث كرر نية بلاده «معاقبة» كوريا الشمالية التي تتهمها بلاده بإغراق بارجتها تشيونان ومقتل 46 من بحارتها، وقال انه «كان يجب على كوريا الشمالية الاعتذار من الهجوم على تشيونان ومعاقبة المسؤولين لكنها توجه مجددا تهديدات تقوض بشكل اضافي العلاقات بين الكوريتين».
خطوة تصعيدية أخرى لوحت بها كوريا الشمالية أمس عندما هددت بقطع آخر طريق بري مع كوريا الجنوبية عبر المنطقة الحدودية المدججة بالسلاح وهو ما يهدد بعرقلة حركة الاشخاص والبضائع من وإلى المنطقة الصناعية المشتركة.
وجاءت الرسالة في إخطار من الجيش الكوري الشمالي الى الجنوب نشرته وكالة الانباء الرسمية لكوريا الشمالية وقالت انها ستتخذ هذا الاجراء إذا اعادت سيئول إذاعة رسائل دعائية ضدها عبر مكبرات الصوت على الحدود المشتركة. ومرة أخرى جددت كوريا الجنوبية عزمها معاقبة كوريا الشمالية المتهمة باغراق البارجة مستندة الى الدعم الذي حصلت عليه أميركيا وعلى اعلى مستوى، حيث أكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لسيئول «الالتزام القوي» للولايات المتحدة بأمن حليفتها كوريا الجنوبية، ودعت النظام الشيوعي في بيونغ يانغ الى وقف «استفزازاته وسياسة التهديدات». وأكدت ايضا ان المجموعة الدولية يجب ان «ترد» على غرق البارجة الكورية الجنوبية تشيونان في نهاية مارس الماضي. وقالت كلينتون في ختام لقاء مع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك «ندعو كوريا الشمالية الى وقف استفزازاتها وسياسة التهديد والنزعة الحربية تجاه جيرانها».
واضافت ان «الولايات المتحدة تدرس خيارات اضافية لمحاسبة كوريا الشمالية وقادتها»، وتابعت ان اغراق البارجة يتطلب «ردا قويا لكن مدروسا». واضافت «لا يمكننا التغاضي عن الاستفزاز والنزعة الحربية». وعبرت كلينتون عن دعمها لإحالة هذه القضية الى مجلس الامن الدولي معتبرة انه «لدى المجموعة الدولية مسؤولية وواجبا للرد».
من جهته، اعتبر وزير خارجية كوريا الجنوبية يو ميونغ هوان أمس ان الوقائع التي ظهرت في ختام التحقيق الدولي «والتي ستعرض على مجلس الامن الدولي» يفترض ان تقنع الصين.
وقال هوان - خلال مؤتمر صحفى مشترك عقده مع كلينتون في سيئول - إنه ناقش مع نظيرته الأميركية الوضع الأمنى للبلاد وحادث السفينة (تشيونان) والاجتماعات التي سيتم عقدها في شهر يوليو المقبل بالإضافة إلى بعض القضايا الأخرى.
وأضاف «سيستغرق الامر وقتا، لكنني اعتقد ان الصين وروسيا لن تتمكنا من نقض الوقائع». ومضى هوان قائلا إنه اتفق مع نظيرته الأميركية على مسؤولية بيونغ يانغ بشأن حادث السفينة الحربية، وأكدا على العلاقات القوية التي تربط بلديهما.