وسط معلومات عن مبادرة سورية ـ سعودية توصل الى إنهاء الفراغ السياسي المستمر منذ قرابة 5 أشهر، أعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أن وحدات بلاده القتالية ستنسحب من العراق خلال شهر واحد مجددا دعوته الساسة العراقيين إلى تشكيل حكومة جديدة. وقال بايدن في خطاب ألقاه في نيويورك أمام جنود أميركيين من «وحدة الجبال العاشرة» العائدين من العراق «قبل أكثر من 7 سنوات أعطيت مهمة لجيشنا في العراق معقدة ومثيرة للتحدي». وأضاف ان العراق كان بمثابة «منطقة حرب من دون ملاجئ آمنة ومن دون جبهات وخطر غير مرئي من المتفجرات حولت الطرق إلى كمائن للموت وعدو استخدم الانتحار كسلاح مدمر يتطلب قرارات سريعة قد تنقذ حياة جنود أو تؤدي إلى قتل أبرياء».
وأشار إلى أن «أكثر من مليون رجل أميركي نشروا للمساهمة في هذه الجهود» وتوجه للجنود قائلا «بمساعدتكم تمكن القادة العراقيون من النجاح».
وأضاف بايدن «أتطلع لهذا اليوم منذ وقت طويل بعد شهر واحد من الآن كما تعهد الرئيس باراك أوباما ستنتهي مهمة أميركا القتالية في العراق».
على صعيد الجهود المتعثرة لتشكيل الحكومة، أكد فتاح الشيخ النائب عن القائمة العراقية التي يرأسها اياد علاوي، أنه يجري اتصالاته حاليا لترتيب لقاء يجمعه مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي عاد إلى إيران بعد زيارته دمشق مؤخرا ولقائه الرئيس بشار الأسد ورئيس قائمة العراقية إياد علاوي، حسبما ذكرت صحيفة «القدس العربي».
القيادي فتاح الشيخ الذي كان في دمشق لإجراء لقاءات مع قيادات عراقية موجودة في سورية تتصل بمسألة تشكيل الحكومة العراقية، أوضح في حديث لـ «القدس العربي» أن مقتدى الصدر خلط الأوراق مؤخرا وجعل المسألة معقدة بالنسبة لإيران التي أكد الشيخ أنها لم ترفع يدها عن دعم ترشيح نوري المالكي لرئاسة الحكومة العراقية بعد، «ليس حبا بنوري المالكي بل بغضا لإياد علاوي» حسب قول القيادي العراقي، مرجحا أن يكون الصدر قد خلط الأوراق دون تنسيق مع إيران ومشددا على أن الصدر مازال ملتزما برفضه ترشيح نوري المالكي لرئاسة حكومة العراق. وردا على سؤال حول ما إذا كانت القيادة السورية نجحت في رفع الفيتو الإيراني عن تسلم إياد علاوي رئاسة الحكومة، أوضح فتاح الشيخ أنه ربما يكون قد حصل هذا الرفع ولكن بشكل مشروط من قبل الطرفين، إياد علاوي والحكومة الإيرانية، فعلاوي وفق ما قاله الشيخ لا يقبل بأي تدخل إيراني في الشأن الداخلي العراقي ويطالب بعلاقات على أساس احترام الجوار وعدم التدخل في الشأن الداخلي من كلا البلدين، فيما تتخوف طهران من أن يكون إياد علاوي أداة بيد الإدارة الأميركية. ولفت الشيخ إلى أن القائمة العراقية أوضحت من خلال الوفد الذي زار طهران سابقا برئاسة القيادي رافع العيساوي أن القائمة العراقية لن تسمح بهذا الأمر الذي تتخوف منه طهران، وزاد فتاح الشيخ أن سورية نجحت في حل جزء مهم من أزمة تشكيل الحكومة العراقية من خلال اللقاء الذي رتبه الرئيس الأسد في دمشق وجمع علاوي والصدر، معتبرا أن هذا اللقاء كان مهما للغاية على مستوى القواعد الشعبية في العراق والتي اعترفت بقبول مقتدى الصدر لحكومة عراقية يرأسها علاوي حسب قوله، كاشفا في الوقت ذاته أن واشنطن كانت تترقب نتائج هذا اللقاء.
وحول ما هو منتظر عراقيا من قمة الرئيس بشار الأسد مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال فتاح الشيخ إن التفاهم السوري ـ السعودي بشأن تشكيل الحكومة العراقية يذكرنا بنفس المبادرة السورية ـ السعودية في مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية وإناطة مسألة تشكيلها للرئيس سعد الحريري، مضيفا أن المسألتين ستكونان متقاربتين، كاشفا عن أن لقاء القمة السورية ـ السعودية سيشهد تحقيق الخطوات النهائية لعملية تشكيل الحكومة العراقية.
وأشار فتاح الشيخ إلى أن إياد علاوي يقترب من الاتفاق مع الائتلاف الوطني العراقي والتحالف الكردستاني، «وهذا ما سيقوده إلى تشكيل الحكومة التي تحتاج إلى الثلثين لتشكيلها».
ميدانيا، أعلن تنظيم دولة العراق الإسلامية، وهو ائتلاف لمجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، أمس مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي استهدف قناة «العربية» الفضائية الاثنين الماضي وأسفر عن مقتل ستة وجرح 20 آخرين. وجاء في البيان الذي تناقلته المواقع الجهادية: «نعلن مسؤوليتنا عن ضرب هذه القناة ونؤكد أن هذه الرسالة التي خطت بالدم والنار لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة».