فيما أشارت النتائج الأولية الى تقدم واضح لمرشحي الحزب الوطني الحاكم في مصر تلاه حزب الوفد الذي حصل على نحو ستة مقاعد، استبقت جماعة الإخوان المسلمين، الإعلان الرسمي عن نتائج انتخابات مجلس الشعب المصري المتوقع صدورها اليوم، وأعلنت انه لم يفز أي من مرشحيها في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت أمس الأول مؤكدة أن 14 منهم سيخوض جولة الإعادة الاحد المقبل.
المنافسة الأقوى
من جهته، علق صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني الديموقراطي بأن نتائج الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشعب جاءت مهمة ولكن تظل المنافسة الأقوى والأهم في جولة الإعادة التي تجرى يوم الأحد القادم في بعض الدوائر.
وأضاف الشريف في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط ان جولة انتخابات الإعادة تحتاج الى مزيد من المشاركة وتمثل الحسم القاطع لإرادة الجماهير.
وقال انه يجب ان نكون أكثر اهتماما وحرصا وأداء والتزاما خلال جولة الإعادة بعد ان حسمت الجولة الأولى أطراف المنافسة سواء في الفائزين أو من تجري بينهم انتخابات الإعادة.
وطالب بعدم التسرع في الحكم على الانتخابات، وقال لابد من الانتظار والاستمرار لمتابعة الانتخابات في شكلها النهائي.
وأبرز الخاسرين هو د.سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للجماعة التي تعرف في الادبيات السياسية الرسمية بـ «المحظورة» في البرلمان المنتهية ولايته والذي قال ان «البعض سيدخل جولات إعادة لكن ما في مرشح واحد من الاخوان فاز من الجولة الأولى».
ومن الوجوه الخاسرة أيضا، النائب في المجلس السابق مصطفى بكري الذي أسهم في كشف عدد غير قليل من قضايا الفساد، وقد خسر مقعده أمام مرشح الحزب الحاكم وزير الإنتاج الحربي سيد مشعل.
وكانت الجماعة صاحبة أكبر كتلة معارضة في البرلمان المنتهية ولايته، أعلنت أنها ستطعن أمام القضاء في إجراءات ونتائج الانتخابات وسيطالبون بإبطالها.
هذا وقد أشارت النتائج الاولية لعملية فرز الاصوات في الدور الاول أمس الى تقدم الحزب الحاكم وسط انتقادات منظمات حقوق الانسان والمعارضة واتهامات بالتزوير تنفيها السلطات.
وأشارت تقديرات نشرتها الصحف الى ان نسبة المشاركة في انتخابات أمس الأول بلغت نحو 25% ما يعني مشاركة عشرة ملايين من 40 مليون ناخب مسجل، وهي نسبة تزيد قليلا عن نسبة المشاركة في انتخابات 2005 التي بلغت قرابة 23%.
وكان التحالف المصري لمراقبة الانتخابات، الذي يضم 123 منظمة حقوقية مصرية أفاد عن مقتل شخصين في اشتباكات انتخابية في أسيوط وشمال سيناء.
وأكد التحالف في تقرير أصدره بعد اغلاق صناديق الاقتراع وبدء عمليات الفرز ان «الانتخابات شهدت جملة من الانتهاكات والتجاوزات تمثلت في المبادرة باستخدام العنف والقوة منذ الساعات الاولى لبدء العملية الانتخابية».وأضاف انه تم رصد حالات «تسويد لبطاقات الاقتراع لصالح مرشحي الحزب الوطني في العديد من اللجان والمحافظات»، مشيرا بذلك الى عمليات تعبئة الصناديق ببطاقات اقتراع مزورة.
فوز جميع الوزراء
وقد كشفت النتائج الأولية أيضا أن الوزراء التسعة الذين خاضوا الانتخابات مرشحين عن الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم حققوا «فوزا كبيرا» على منافسيهم.
وهؤلاء الوزراء هم وزراء المالية والري والإنتاج الحربي والتضامن الاجتماعي والزراعة والبترول والتنمية المحلية ووزير الدول للشؤون القانونية والمجالس النيابية ووزيرة التعاون الدولي.كما أن من أبرز قيادات الحزب الفائزة رئيس المجلس المنتهية ولايته أحمد فتحي سرور وأمين التنظيم بالحزب أحمد عز ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية زكريا عزمي.
هذا وشهدت دائرة قصر النيل لجنة مصلحة الكيمياء مواجهة فيما بين جميلة اسماعيل المرشحة المستقلة بدائرة قصر النيل ورئيس اللجنة القضائية المشرفة على اللجنة بسبب رفضه تحرير محضر ضد معلومات قالت جميلة انها حصلت عليها ان هناك تعليمات وردت الى رئيس اللجنة بكتابة اسماء المرشحين على بطاقات الترشيح لجعل عملية التصويت باطلة.
واكدت جميلة اسماعيل ان هناك تعليمات صدرت الى رئيس اللجنة بكتابة اسماء المرشحين على بطاقات الترشيح لجعل الاصوات باطلة.واشتعلت الانتخابات بدائرة قصر النيل بعد محاولة جميلة اسماعيل ومجموعة من المرشحين ايقاف رئيس اللجنة رقم 4 ومنعه من الهروب بعد قيامه بتسويد بطاقات الترشيح لمصلحة مرشحي الحزب الوطني بالدائرة، بينما مكنته قوات الامن من الهروب، وتحركت جميلة والمرشحون الى قسم قصر النيل مهددين بالانسحاب من الانتخابات والطعن على نتائجها.
ومع ظهور النتائج الأولية، بدأت أعمال الشغب تندلع في بعض المناطق ومن أبرزها محافظة الأقصر، حيث جرى اعتقال العشرات ممن أسمتهم الشرطة «مثيري الشغب» إثر تسريبات عن حسم نتائج الانتخابات في دائرة الأقصر وكوتة المرأة لصالح مرشحي الحزب الحاكم، وأسفرت عن احتراق سيارتين و إتلاف وتحطيم خمس سيارات أخرى بينها سيارة لمرشحة للحزب الوطني بجانب إصابة خمسة من المتظاهرين وأفراد الشرطة.
وقد شب حريق ضخم مساء أمس الأول في اللجنة الانتخابية بمدينة بيلا في محافظة كفر الشيخ بشمال القاهرة، حيث احترقت اللجنة بالكامل وفر رئيس اللجنة ومندوبو الفرز والمرشحون.
وفي مركز الحامول بالمحافظة، لجأت قوات الأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق أنصار المرشحين المستقلين حمدين صباحي وعلي الششتاوي، اللذين ثارا بسبب «تقفيل» اللجان لصالح مرشح الحزب الوطني عصام عبد الغفار.وفي شمال سيناء، قتل شخص في تبادل لإطلاق النار بين أنصار مرشحين للحزب الوطني الديموقراطي وأصيب ثلاثة آخرون.