جاء في تقييم مخابراتي نشر امس ان اسرائيل تعتقد ان ايران لن تكون قادرة على امتلاك قنبلة نووية قبل عام 2015 وان مسؤولا اسرائيليا كبيرا نصح بعدم توجيه ضربات عسكرية وقائية.
وأظهر التقرير الذي قدمه مئير داجان مدير جهاز المخابرات الاسرائيلية (الموساد) قبل تقاعده امس الاول ثقة اسرائيل الجديدة في العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد ايران والتحرك السري الذي يهدف الى تثبيط همة او تعطيل البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم.
واتفق ذلك مع التصريحات العلنية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامن نتنياهو التي تتسم بالحذر فيما يتعلق باللجوء الى القوة مع ايران والتي تتماشى أيضا مع تحفظات أشد ترددها ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وتنفي ايران سعيها لامتلاك أسلحة نووية وتوعدت بتوجيه ضربات ثأرية للمصالح الاسرائيلية والأميركية اذا تعرضت لهجوم.
وقال داجان «ايران لن تمتلك قنبلة نووية قبل 2015 اذا حدث هذا أصلا».
وفي يونيو عام 2009 أبلغ داجان لجنة برلمانية اسرائيلية ان ايران يمكن ان تحصل على أول رأس نووي بحلول عام 2014.
وأرجع تقييمه الزمني الذي قدمه قبل ان يترك منصبه الى مجموعة من العوامل منها التوترات الداخلية في ايران والتأثير السلبي للعقوبات الدولية.
وتعرض برنامج التخصيب الايراني لانتكاسة فنية ربما تكون بسبب عملية تخريب أجنبية في حوادث منها العطب الذي أصاب أجهزة نووية ايرانية من جراء فيروس الكمبيوتر ستاكس نت.
وأبدى داجان تحفظا إزاء امكان اللجوء الى القوة المعلنة ضد المواقع النووية الإيرانية وقال ان اي تحرك عسكري ضد ايران يجب ان يكون الملاذ الأخير.
وداجان هو جنرال سابق وينظر اليه على نطاق واسع على انه المحرك الرئيسي وراء تصعيد الحروب الاسرائيلية المستترة ضد أعداء في الخارج.
وقال داجان ان الهجمات العسكرية الاسرائيلية قد تدفع ايران الى التخلي عن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والمضي في برنامجها قدما بعد ان تتخلص تماما من عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة.
واستطرد «يجب الا تتسرع اسرائيل بمهاجمة ايران، عليها ألا تفعل هذا إلا اذا اصبح السيف مصلتا على رقابها».
وأبرزت وسائل الإعلام الاسرائيلية تصريحات داجان ونشرتها الصحف وبثتها الشبكات التلفزيونية والإذاعية.
ويعتقد على نطاق واسع ان اسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط لكن يرى كثير من المحللين ان سلاحها الجوي أصغر من ان يضرب وحده مواقع ايران البعيدة المتفرقة والمحصنة.
وأعلنت الولايات المتحدة انها لا تريد ان ترى حربا اقليمية جديدة لكنها مثل اسرائيل لم تستبعد استخدام القوة ضد ايران.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يوم الثلاثاء انه «يجب عدم استبعاد اي خيار من الطاولة» لكن «الوقت مازال وقت الديبلوماسية» لحسم المواجهة مع ايران.
وقال في خطاب «المطلوب هو عقوبات أشد من تلك المفروضة الآن، مثل تلك العقوبات التي تصيب بالشلل هي وحدها القادرة على اختبار عزيمة ايران».
الى ذلك، أعلنت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون امس ان المفاوضات النووية بين ايران ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين وألمانيا) ستستأنف في 20 الجاري في اسطنبول.
وقالت مايا كوتشيانتشيك «انه موعد مقرر نقوم بدراسته، وقد تلقينا مؤشرات إيجابية من الإيرانيين في هذا الصدد.
وأوضحت ان هذه المفاوضات ستستمر لنحو يوم ونصف اليوم.
وتتولى اشتون دور الوسيط لمجموعة 5+1 في هذا الملف، وعقد اجتماع سابق في 6 و7 ديسمبر الماضي في جنيف بعد توقف هذه المحادثات لمدة 14 شهرا.
والأربعاء رفضت متحدثة باسم كاترين اشتون العرض الذي قدمه الإيرانيون للاتحاد الأوروبي وعدة دول اخرى لزيارة منشآتهم النووية في منتصف الشهر الجاري معتبرة ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المسؤولة عن القيام بذلك.