تمحورت الحلقة الثالثة من سلسلة الوثائق السرية التي تنشرها قناة الجزيرة بخصوص مفاوضات السلام، حول ما قالت انه تنسيق أمني بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ونظيرتها الاسرائيلية وادت الى تصفية عدد من قادة المقاومة.
وذلك ما دعا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الى المطالبة أمس بـ «عزل وحصار» السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير. وقالت الحركة ان «وثائق الجزيرة خطيرة جدا وتمثل ادلة قاطعة على تورط القيادة المتنفذة في السلطة ومنظمة التحرير في تصفية مقاومين فلسطينيين والتحريض على حصار غزة واعادة احتلالها والتخطيط مع الاميركيين والاحتلال في محاولة لتصفية حماس».
واضافت في بيان صحافي «ندعو شعبنا في كافة اماكن تواجده للتعبير عن رفضه لهذا السقوط الأمني والسياسي والعمل على عزل وحصار هذه الفئة الساقطة امنيا وسياسيا».
وأكدت حماس أنها «تجري مشاورات معمقة داخل الحركة وخارجها مع قوى فلسطينية وشخصيات وطنية لبلورة موقف وطني في مواجهة هذا السقوط الامني والسياسي للفريق المتنفذ في السلطة ومنظمة التحرير».
وكشفت بعض هذه الوثائق ونشرتها صحيفة الغارديان أمس أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني «إم آي 6» وضع خطة أمنية سرية لسحق حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الوقت الذي رفضت الخارجية البريطانية التعليق على ما وصفته بالنشاطات الاستخبارية.
وقالت الصحيفة إن الخطة يعود تاريخها إلى العام 2004 وقبل فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية التي جرت بعد عامين وسيطرتها على قطاع غزة وتهدف حسب مسؤولي الجهاز الاستخباراتي إلى «تشجيع وتمكين السلطة الفلسطينية من الوفاء التام بالتزاماتها الأمنية في إطار المرحلة 1 من خطة خارطة الطريق التي دعمتها الولايات المتحدة كمبادرة للسلام عام 2003 ووافقت بموجبها اسرائيل على وقف بناء المستوطنات وتعهدت السلطة الفلسطينية بكبح جماح نشاط المتشددين»، في اشارة الى حماس.
وتعرض الخطة الأمنية عددا من الوسائل لاضعاف قدرات جماعات الرفض مثل حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي وكتائب الأقصى، من بينها عرقلة اتصالات قياداتها وقدرات القيادة والسيطرة لديها واحتجاز قادتها وناشطيها ومصادرة ترساناتها من الأسلحة ومصادرها المالية داخل الأراضي الفلسطينية وإغلاق المحطات الإذاعية التابعة لها واستبدال أئمة المساجد المتعاطفين معها». واضافت الصحيفة أن خطة جهاز الأمن الخارجي البريطاني «أوصت أيضا باحتجاز الضباط من الرتب المتوسطة في حركة حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي وكتائب الأقصى والجماعات المسلحة المسؤولة عن العمليات الانتحارية والهجمات الصاروخية ضد اسرائيل». ونسبت إلى ألستير كروك الضابط السابق في جهاز (إم آي6) والذي عمل أيضا في اسرائيل والأراضي الفلسطينية قوله «إن الوثائق البريطانية تعكس القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء الأسبق توني بلير عام 2003 لربط المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بالسياسة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة التي تقودها الولايات المتحدة ضد حماس والتي أتت بنتائج عكسية حين فازت الحركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام2006».
من جهته، اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين في منظمة التحرير صائب عريقات قناة الجزيرة بتعريض حياته للخطر من خلال «حملة التشويه الشريرة» بزعم أنه قدم تنازلات كبيرة في محادثات السلام مع إسرائيل وقال عريقات إن القناة التلفزيونية أساءت تقديم تصريحات له واختلقت تصريحات أخرى خلال تغطيتها «للأوراق الفلسطينية» وهو الاسم الذي أعطته لما تقول انه وثائق مسربة تظهر أن الفلسطينيين يقدمون تنازلات كبيرة لإسرائيل. وأضاف عريقات الذي ظل على مدى سنوات شخصية محورية في محادثات السلام «ما يفعله أصحاب الجزيرة هو أنهم يدعون الفلسطينيين لتصفيتي جسديا. هذا هو ما يفعلونه. إنهم يقولون.. أنت مذنب وبالتالي ينبغي إعدامك».