أعلن وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر ورئيس طاقم موظفي البيت الأبيض عندما هاجمت إسرائيل المفاعل النووي العراقي ودمرته في العام 1981 إنه لا يوجد الآن خيار عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني.
وقال بيكر في مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس» نشرت مقاطع منها أمس وستنشرها كاملة اليوم «لا يوجد خيار عسكري للقضاء على البرنامج النووي الإيراني».
وأضاف «يصعب الوصف بكلمات تبعات عملية عسكرية ضد إيران فهذه ليست مشابهة لمهاجمة المفاعل العراقي في أوسيراك (تموز) والإيرانيون استوعبوا العبر من ذلك الهجوم وموادهم منتشرة في أنحاء هذه الدولة العملاقة» من حيث مساحتها.
ورأى بيكر أن الطريقة الوحيدة للقضاء بنجاعة على المجهود الإيراني للتسلح بسلاح نووي هي بواسطة عملية عسكرية برية «ولا أعتقد ان لدى الولايات المتحدة رغبة أو قدرة على تنفيذ عملية كهذه».
وأضاف ان «العمليات الأمنية التي نفذناها وفقا للشائعات بنجاح في المجال الالكتروني هي برأيي الطريقة المناسبة لمعالجة التهديد الإيراني وقد تلقيت التشجيع من أقوال رئيس الموساد السابق مائير داغان بأن الأمر سيستغرق 5 سنوات (حتى تركب إيران قنبلة نووية)». وأردف «لقد انتقدوه لأنه قال الحقيقة».
وعبر بيكر عن خيبة أمله من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بالمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وتحفظ على رفض إدارتي جورج بوش الابن وباراك أوباما إجراء اتصالات مع حماس.
وقال انه عندما كان وزيرا للخارجية أمر بمنع نتنياهو الذي كان يشغل منصب نائب وزير الخارجية الإسرائيلي من الدخول إلى مقر الوزارة في واشنطن.
روسيا تحذر
من جهتها، حثت روسيا أمس الأول، حلف شمال الأطلسي على التحقيق في الفيروس الذي هاجم أجهزة الكمبيوتر العام الماضي في مفاعل «بوشهر» النووي الذي بنته روسيا في إيران قائلة ان الواقعة كان من الممكن ان تتسبب في كارثة نووية على نفس قدر كارثة تشرنوبل.
وقال ديمتري روجوزين سفير روسيا لدى حلف شمال الأطلسي ان الفيروس «ستاكسنت» الذي أصاب نظام الكمبيوتر في مفاعل بوشهر تسبب في خروج أجهزة الطرد المركزي عن السيطرة.
وقال «الفيروس.. وهو سام للغاية وخطير.. كان يمكن ان يحدث انعكاسات خطيرة للغاية» واصفا تأثير الفيروس بأنه مثل الألغام المتفجرة.
وقال «هذه (الألغام) كان من الممكن أن تؤدي إلى تشرنوبل جديدة» في إشارة الى الحادث النووي الذي وقع عام 1986 في أوكرانيا التي كانت جزءا مما عرف بالاتحاد السوفييتي.
وأضاف «يجب على حلف شمال الأطلسي ان يحقق في الأمر.. هذا ليس موضوعا خاصا».
وبدأت ايران في تزويد بوشهر بالوقود في أغسطس وقال مسؤولون ان المفاعل سيبدأ في توليد الكهرباء مطلع هذا العام بعد تأخير لعدة اشهر عقب انتشار فيروس الكمبيوتر العالمي الذي يعتقد انه اثر على إيران بشكل كبير.
في سياق آخر، كشفت صحيفة تايمز الصادرة أمس أن المصرف البريطاني ناشيونال وستمنستر (ناتوست) جمد حسابات القناة الفضائية الإيرانية «برس تي في» التي تبث من لندن.
وقالت الصحيفة إن كين ليفنغستون الرئيس السابق لبلدية مدينة لندن ومرشح حزب العمال البريطاني المعارض للمنصب في انتخابات العام المقبل «سيتوقف أيضا على تقديم برنامجه الشهري في قناة «برس تي في» اعتبارا من مارس المقبل». داخليا، قالت وسائل إعلام إيرانية امس الأول إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد انتقد رئيسي البرلمان والسلطة القضائية متهما إياهما «بالتدخل» في عمل حكومته.
وجاء أحدث هجوم من أحمدي نجاد ضد زملائه المحافظين الذين يديرون الجمهورية الإسلامية في رسالة إلى البرلمان الذي قال الرئيس إن قيادته «مصرة على تقييد السلطات القانونية للسلطة التنفيذية والتدخل في بعض نطاقات مهامها».
وزادت الرسالة التي نشرتها كثير من الصحف العداء في نزاع دائر منذ فترة طويلة بين أحمدي نجاد والبرلمان الذي اتهمه بالتعدي على صلاحياته ومحاولة الاستحواذ على مزيد من السلطات لنفسه.
ووجهت أيضا انتقادات لشخصيات بارزة استخدمت مناصبها لانتقاد الرئيس وهم رئيس السلطة القضائية آية الله صادق لاريجاني وشقيقه علي لاريجاني رئيس البرلمان والرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني الذي يتولى حاليا رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام وهو هيئة تتوسط في النزاعات السياسية.
ورفض البرلمانيون انتقادات أحمدي نجاد الذي اتهموه بالتباطؤ في تقديم الميزانيات الوطنية للتدقيق وبالتقاعس عن صرف أموال لمشروعات مثل توسيع شبكة مترو طهران. وقال أحمد توكلي المشرع المحافظ البارز على موقعه الالكتروني «مثل هذا الهجوم ما هو إلا ذريعة للتغطية على مشكلات اجتماعية وإخفاء الضعف الاقتصادي الخطير.. لاسيما في قطاع الإنتاج الذي تتزايد مشكلاته يوما بعد يوم».