بيروت - عمر حبنجر
المشاورات التوافقية بدأت تتأثر بمناخ زيارة زعيم الاكثرية اللبنانية سعد الحريري الى الولايات المتحدة للقاء الرئيس جورج بوش غدا.
حزب الله بدأ بتوجيه طلقات تحذيرية من الدور الاميركي ومن السفير الاميركي، من دون التعرض لصاحب الزيارة، في وقت رفع الحريري الصوت، في افطار رمضاني وبحضور سفير ايران محمد رضا شيباني، معلنا ان قرار الحرب والسلم في لبنان يعني اللبنانيين وحدهم.
الحريري كان يرد في قوله هذا على تصريحات عبر فضائيات عربية تلوح بتحويل أرض لبنان الى ساحة معارك!
وقال رئيس تيار المستقبل ان هذا الاسلوب من التطفل على لبنان مرفوض، فلبنان ليس أرضا سائبة أو صحراء مفتوحة للفلتان الامني أو المسلح.
وعن رئاسة الجمهورية قال، في حضور سفيري ايران واندونيسيا وعدد من النواب والفعاليات البقاعية: نريد رئيسا لبنانيا خالصا، رئيسا لا يعتبر دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهداء من النواب الذين استشهدوا بعده، وابطال الجيش والأمن الداخلي، دما رخيصا، رئيسا صُنع في لبنان، وقلبه على لبنان وعقله يقول له لبنان أولا وأخيرا.
اشارة هنا الى عبارة وردت على لسان السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان بعد لقائه وزير الدفاع الياس المر تمنى فيها «أن يتمكن اللبنانيون وجيرانهم ايضا من التوصل الى رئيس جديد».
ورغم هذه الاشارة الدالة، فقد تعرض فيلتمان لانتقاد حاد من «اذاعة النور» الناطقة بلسان حزب الله على خلفية محاولته فرض القرار 1559 على الرئيس المقبل وهو ما ابلغه الى العماد ميشال عون، خلال لقائه أمس الاول.
من جهته، نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وفيما يبدو ردا منه على سعد الحريري قال في احتفال في بعلبك أمس: اذا أردنا انجازا لبنانيا للاستحقاق الرئاسي، فعلينا ان نمنع التدخل الاميركي.
وأضاف: عندما رأينا تباشير توافق داخلي جاءنا من يستحضر تدخلا دوليا بكل اشكاله وابعاده، فما شأن القرار 1559 ومجلس الأمن باستحقاق الرئاسة، فللانتخاب وقت محدد وآلية محددة، ونحن جميعا نسعى لاتمام الاستحقاق في مواعيده وفق الدستور، ولا داعي لاستحضار الضغط الدولي والاميركي.
بدوره، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قال: ينبغي على الاتصالات والمشاورات ألا تقارب سلاح حزب الله، لأنه خارج اطار كل البحث، مشددا على ان موضوع الدفاع الوطني عن لبنان ليس محل بحث مع أحد على الاطلاق.
وقال لإذاعة «النور»: المطلوب ان يأتي رئيس عاقل للبنان، لا ان يأتي رئيس على طريقة جورج بوش، لا يقيم وزنا لا لقانون دولي ولا لأعراف ولا لقيم، الرئيس العاقل هو الذي يمكن أن يتفاهم مع المقاومة، ومن دون ذلك لا يستطيع أن يدير شأنا من شؤون هذه البلاد، لأنه يريد ساعتئذ من خلال ادائه ان يضع البلاد تحت مطرقة الابتزاز الاسرائيلي والاميركي وهو ما لا يقبل به شعبنا في لبنان على الاطلاق.
وأضاف: اذا كان الرئيس لحود يدفع اليوم ثمن التزامه بخيار المقاومة، فإن أي رئيس يتخلى عن المقاومة سيدفع ثمنا، فالامر ليس بهذه البساطة التي يتصورها من يريد أن يأخذ البلاد الى خيار الاستسلام الى ارادة الولايات المتحدة الاميركية، وبالتالي مصافحة العدو الصهيوني بشكل أو بآخر.
الصفحة في ملف ( pdf )