- الرئيس الأميركي: لحظة مقتل بن لادن «جبارة».. وصهر زعيم تنظيم «القاعدة»: قد يكون انتقاله إلى المبنى حيث قتل تم ضمن صفقة
عواصم ـ وكالات: اكد الرئيس الأميركي باراك اوباما مجددا امس التزام بلاده بأمن اسرائيل. وقال اوباما في كلمة القاها بمؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية ـ الإسرائيلية في واشنطن امس، ان وجود اسرائيل قوية وآمنة يصب في مصلحة الامن القومي الأميركي بسبب «مصالحنا الاستراتيجية المشتركة».
وتابع «اننا نتفهم التحديات التي تواجهها اسرائيل، ولذا فانني وادارتي اعطينا اولوية لامن اسرائيل. هذا هو السبب وراء قيامنا بزيادة التعاون بين جيشينا الى مستويات غير مسبوقة واتاحة تكنولوجياتنا الاكثر تقدما لاسرائيل وزيادة تمويلنا العسكري الخارجي الى مستويات قياسية رغم الاوقات العصيبة من الناحية الاقتصادية». واضاف «كما اعلنت في الامم المتحدة في العام الماضي، ان وجود اسرائيل غير قابل للنقاش. واشنطن ستقف بحزم امام اي محاولة لنزع الشرعية عن دولة اسرائيل او عزلها في الحلبة الدولية». وتابع «اعلنت الخميس الماضي ان الاتفاق الاخير بين فتح وحماس عقبة امام السلام. لا يمكن توقع قيام دولة بالتفاوض مع منظمة ارهابية مصممة على تدميرها. سنواصل ان تتحمل حماس مسؤوليات السلام وهى الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود ونبذ العنف والالتزام بكل الاتفاقيات القائمة». واستطرد «انني قلت ان الولايات المتحدة تعتقد ان المفاوضات يجب ان تسفر عن اقامة دولتين مع حدود فلسطينية دائمة مع اسرائيل والاردن ومصر وحدود اسرائيلية دائمة مع فلسطين».
وقال «حدود اسرائيل وفلسطين يجب ان تقوم على اساس خطوط 1967 مع تبادل للاراضي يتم الاتفاق عليه حتى تتم اقامة حدود امنة ومعترف بها للدولتين».
واشار الى «ان لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها ويجب ان تكون اسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ضد اى تهديد. يجب ان تكون بنود الاتفاق قوية بالقدر الذي يحول دون استئناف الانشطة الارهابية ووقف تهريب الاسلحة وتوفير الامن الفعال عند الحدود. الانسحاب الكامل على مراحل للقوات الاسرائيلية يجب ان يتم بالتنسيق مع الاضطلاع بالمهام الامنية الفلسطينية في دولة منزوعة السلاح ذات سيادة. مدة الفترة الانتقالية يجب الاتفاق عليها ويجب اثبات فعالية الترتيبات الامنية عمليا».
واوضح اوباما «هناك التزام بامننا المشترك وتصميمنا على منع ايران من الحصول على اسلحة نووية». وكان أوباما قد قال في خطاب الخميس الماضي «إننا نعتقد أن الحدود الدائمة ينبغي أن تكون استنادا إلى حدود عام 1967 مع تبادل للأراضي بين الجانبين» مشددا على ضرورة أن «يكون للفلسطينيين الحق في حكم انفسهم مع ضمان أمن إسرائيل التي ينبغي أن يكون لها الحق في الدفاع عن نفسها بنفسها مثل أي دولة أخرى».
واكد على التزام الولايات المتحدة القوي بأمن اسرائيل وبتصديها لانتقاد اسرائيل في المحافل الدولية.
في غضون ذلك وصف أوباما لحظة مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر بأنها كانت «جبارة»، مشيرا إلى أن ذلك يعد واضحا في ردود الأفعال داخل الولايات المتحدة الأميركية.
وأعرب أوباما ـ في حديث خاص لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أذاعته امس ـ عن تقديره للأداء غير المسبوق للفريق الأميركي الذي نفذ عملية قتل بن لادن، مشيرا إلى أنه عندما يتم إرسال قوات سواء كانت من الرجال أو النساء لتنفيذ أي عملية فإن القلق يكون حول ما إذا كانوا سيعودون أم لا.
وأشار أوباما إلى أن تنفيذ مثل هذه العملية دون سقوط ضحايا يعد عملا غير عادي. وبسؤال الرئيس الأميركي عما إذا كانت عملية استهداف بن لادن قتلا أو أسرا، قال أوباما «إنه إذا كانت قتلا أو أسرا فلقد أرسلنا رجالنا إلى هذا المجمع دون معرفة ما إذا كان يوجد أي شخص لديه قنابل يستعد لشن هجوم عليهم أم لا». كما أكد أوباما أن خروج الفريق المكلف بتنفيذ المهمة سالما كان على رأس أولوياته فضلا عن أدائه، معربا عن اعتقاده أنهم نفذوا هذه المهمة بطريقة غير عادية حيث لم يصب أو يقتل أي من المدنيين المتواجدين بالمجمع خلال تنفيذ العملية. وحول ماذا كان يجب فعله لكي تتمكن القوات الأميركية من اعتقال بن لادن حيا، قال أوباما إنه لا يريد الخوض في تفاصيل المهمة، مؤكدا صعوبتها الشديدة بكل المقاييس، مشيرا إلى أن الأوامر لديهم كانت بالخروج من العملية بأقل الخسائر وهذا أحد أسباب اختيار هذه المجموعة لتنفيذ المهمة. وقال اوباما امس ان بلاده ستدرس تنفيذ عملية مماثلة لتلك التي قتل فيها بن لادن في حالة اكتشاف زعيم مسلح آخر في باكستان.
في هذا الوقت، أكد صهر بن بن لادن سعد بن عبدالله الشريف أنه كان على اختلاف معه، مشيرا إلى أن جوهر الاختلاف هو «أنني بعد التجربة الأفغانية وخروج الروس لم أعد أرى نفعا من اتجاه الجماعات المسلحة، وأن التغيير ممكن أن يحدث بطريقة سلمية، وأن العمل ضمن مؤسسات مدنية والتأثير من خلالها أفضل، أما مسألة مقاومة المحتل فهذه مسألة مسلم بها في كل الشرائع السماوية والأرضية، لكنها قضية مختلفة تماما عما سارت عليه الأمور بعد ذلك».
وفي الجزء الأول من حديثه إلى «الحياة»، أوضح أنه لم يندم يوما لأنه تعرف على بن لادن «فأنا مستقل التفكير منذ البداية، فأعرف الرجال بالحق ولا أعرف الحق بالرجال، وهذا التفكير الذي نشأت عليه هو ما جعلني أكون حيثما كان الصواب، وحيثما كان الخطأ أجانبه، مع أسامة أو غيره».
وحول قصة مقتل بن لادن، أشار الشريف إلى أنه «في منطقة مثل باكستان لا شك أن هناك تحايلا في أن يوجد في مثل هذا المكان، تطبيقا لنظرية: كلما كنت قريبا من العدو كنت أكثر أمنا، لكن التساؤل الأول: مكان مثل الذي صور وبهذه المواصفات كيف يمكن ألا يوجد به أفراد للحماية؟ ولم يكن بداخله سوى أربعة أشخاص منهم ابنه خالد، وقد يكون هذا من باب إذا كثر العدد لفت النظر، لكن التساؤل الثاني: أن المبنى كبير ولابد من أن يكون له مداخل ومخارج عدة، وأعتقد أن العملية كلها لم تستغرق إلا خمس أو ست دقائق أما بقية الـ 40 دقيقة التي قيلت فكانت في البحث والتفتيش عن محتويات المكان». وردا على سؤال حول الجانب الذي وفر له الحماية، رأى أنه «قد يكون من تصور أنه يخدم قضية معينة أو لمصلحة جهة تخدم جهة أخرى أيا كانت، وسواء كان هذا التصور بسبب عقدي أو مصلحي، فإنه هو الراجح عندي، وهو الذي مكنه من الإقامة في منطقة أكثر أمنا».