هددت ايران بلسان قائد حرسها الثوري بفرض قيود على مضيق هرمز، الممر الحيوي لعبور النفط من الخليج، في حال تعرض الجمهورية الإسلامية الإيرانية لهجوم محتمل.
ونقلت صحيفة جام جم الإيرانية امس عن قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري قوله: «من الطبيعي ان تستخدم كل دولة تتعرض لهجوم من عدوها كل امكانياتها وفرصها لمواجهة الخصم.
فيما يتعلق بالطريق الرئيسي لخروج موارد الطاقة فان إيران ستعمل بالتأكيد على فرض قيود على الخليج الفارسي ومضيق هرمز».
وارسل المسؤولون الإيرانيون في السابق إشارات متضاربة عما إذا كانت إيران ستستخدم النفط كسلاح في أي مواجهة.
والتوتر بين إيران رابع اكبر دولة منتجة للنفط في العالم وكل من الغرب واسرائيل بسبب خططها النووية من بين العوامل التي ساهمت في الارتفاع الكبير لأسعار النفط.
ويشار الى ان الخليج الفارسي ومضيق هرمز يمر عبرهما نحو خمسي تجارة النفط العالمية.
وقال جعفري: «إذا وقعت مواجهة بيننا وبين عدو من خارج المنطقة فإن نطاق المواجهة سيمتد بالتأكيد للموضوع النفطي».
اضاف: «بعد هذا التحرك (اي فرض إيران قيود على الممر المائي في الخليج) فإن سعر النفط سيرتفع بدرجة كبيرة جدا وهذا من بين العوامل التي تردع الأعداء».
تحذير لدول اقليمية
وحذر الدول في المنطقة من السماح بأن تستغل أراضيها في أي هجوم عسكري على ايران.
وللولايات المتحدة تمركز عسكري في المنطقة بما في ذلك العراق وأفغانستان المجاورين لإيران، وكثيرا ما طالبت طهران بضرورة انسحاب القوات الأميركية وأن تترك لدول المنطقة إدارة شؤونها الأمنية.
وقال جعفري: «إذا استخدم الأعداء من خارج المنطقة أراضي دول إقليمية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ستكون حكومات تلك الدول مسؤولة وسيكون لنا حق واضح في التحرك بنفس الطريقة ضد قدراتهم العسكرية وضد قدرات الأعداء في أي مكان».
واوضح ان سواحل ايران الطويلة بامتداد الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان تعني ان من سيهاجمون ايران او يدعمون عملية من هذا القبيل «سيلحق بهم الضرر».
وقالت كل من الكويت التي كانت قاعدة انطلاق لغزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة والعراق نفسه الذي تتمركز فيه القوات الامريكية حاليا انهما لن يسمحا باستخدام اراضيهما لضرب ايران.
وللجيش الاميركي قواعد في دول خليجية أخرى وفي أفغانستان.
وتزايدت التوقعات بشن هجوم محتمل على إيران بسبب طموحاتها النووية المتنازع عليها منذ أن نشر تقرير هذا الشهر بأن إسرائيل أجرت تدريبا على شن مثل هذا الهجوم.
.. ولاسرائيل عبر حزب الله
وحذر قائد الحرس الثوري الايراني اسرائيل بقوله: «هذا البلد يقع على مرمى صواريخ الجمهورية الاسلامية، ولا يمكن للنظام الصهيوني - رغم كل قدراته - مواجهة قوتنا وقدرتنا الصاروخية».
وتابع قائلا: «الاسرائيليون يعرفون انهم اذا قاموا بعمل عسكري ضد ايران، فإن قدرات العالم الاسلامي والشيعي خاصة في المنطقة ستوجه ضربات قاتلة».
وقال ان حلفاء ايران ومن بينهم حزب الله يمكن ان يردوا ايضا، واشار الى روابط ايران بمن يعيشون في جنوب لبنان الذي تقطنه اغلبية شيعية دون اشارة الى جماعة بعينها.
وجاءت تصريحات قائد الحرس الثوري الايراني بعدما ذكرت وسائل اعلام اميركية ان اسرائيل شاركت باكثر من 100 طائرة في مناورات مع اليونان في وقت سابق من هذا الشهر قد تكون استعدادا لاحتمال شن ضربة عسكرية ضد ايران.
.. وللقوات الاميركية
واردف قائلا ان القوات الاميركية «اكثر عرضة للهجوم من القوات الاسرائيلية» نظرا لتواجد قواتها في المنطقة.
واضاف: «بوسع ايران ان تلحق بمختلف الوسائل الضرر بالمصالح الاميركية حتى بعيدا جدا عن المنطقة.
واضاف الجعفري: «ربما يكون هدف العدو من مهاجمة المواقع النووية الايرانية تأخير نشاطاتنا النووية، ولكن اي توقف سيكون قصيرا جدا لان القدرات العلمية الايرانية تختلف عن تلك السورية والعراقية».
وتصر الجمهورية الإسلامية على أن برنامجها النووي سلمي ويهدف إلى توليد الكهرباء، لكن الغرب وإسرائيل يخشيان من سعي إيران لانتاج أسلحة ذرية.
وتقول واشنطن انها تريد انهاء الخلاف النووي من خلال الوسائل الديبلوماسية لكنها لم تستبعد أي عمل عسكري إذا فشل الحل الديبلوماسي.
الصفحة في ملف ( pdf )