بيروت - عمر حبنجر
الاتصالات بشأن تشكيل الحكومة في الثلاجة، رغم مسحة التفاؤل التي اعطاها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في حديثه للقناصل الفخريين وبتشديده على ضرورة تشكيل الحكومة في الساعات القليلة المقبلة والتي تلاقت مع توقع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد تصاعد دخان الحكومة الابيض خلال ايام.
بدوره، عضو التكتل الطرابلسي النائب محمد كبارة نوه بموقف الرئيس سليمان «الذي وضع فيه النقاط على الحروف»، ودعاه الى منع هؤلاء الذين يعرقلون تشكيل الحكومة ويهددون عهده من تحقيق غايتهم.
واضاف ان استمرار تعطيل تشكيل الحكومة يأخذ البلد الى محاذير خطرة.
حزب الله: لا تجاوز للعماد عون من جهته، النائب حسين الحاج حسن (حزب الله) شدد على ان اتفاق الدوحة كل لا يتجزأ، ولا يستطيع احد ان يعدل فيه او يتنصل منه معتبرا ان الاسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية مصلحة وطنية.
علما انه ليس على احد ان يتوهم ان بوسعه تجاوز مطالب المعارضة ومن ضمنها تكتل العماد ميشال عون.
السنيورة وأحداث طرابلس
من جهته، رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة انصرف امس الى متابعة الوضع في طرابلس، باتصالات هاتفية هادفة الى احتواء اجواء التوتر وتعزيز اجواء التهدئة، فأجرى لهذه الغاية اتصالات بكل نواب طرابلس فردا فردا بمن فيهم النائبان العلويان مصطفى حسين وبدر ونوس، كما اجرى اتصالات مماثلة بمشايخ الطائفة العلوية، وحض الجميع على العمل لتعزيز اجواء التآخي والتكاتف في مواجهة محاولات الفتنة.
وخاطب الذين اتصل بهم بالقول ان الواجب الوطني اللبناني والاسلامي والعربي يلزمنا العمل على اطفاء التوتر والحض على التآخي لعدم افساح المجال لأي اياد غريبة لتعبث بين ابناء البيت الواحد والبلد الواحد.
سلة إقليمية
وقد ارجعت جهات موالية انصراف الرئيس فؤاد السنيورة عن موضوع تشكيل الحكومة الى معالجة الوضع بطرابلس، الى عدم تفاؤله، قياسا على تردي الاتصالات الاقليمية، والتي يبدو واضحا ان تشكيل الحكومة اللبنانية، كما قبلها انتخابات الرئيس جزء من هذه السلة! وكان الرئيس السنيورة ابلغ الرئيس نبيه بري، انه لم يعد قادرا على التقديم للعماد ميشال عون، اكثر مما قدم له في عرضه الاخير، والذي ينص على اعطاء كتلته نيابة رئاسة الحكومة ووزارة الاشغال العامة، وهو ما يرفضه عون.
واضاف السنيورة انه حتى هذا العرض لم يعد قائما، والموالاة ليست مستعدة لاطلاق مبادرات جديدة. وطلب من الرئيس بري ان يبادر من تلقاء نفسه الى البحث عما يرضي العماد عون من حصة المعارضة.
النائب نقولا: لسنا من يعرقل واستغرب عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب نبيل نقولا تصوير تكتله وكأنه العقدة بعد كل التنازلات التي قدمها طوال الفترة الماضية عندما سهل انتخاب رئيس الجمهورية وقبل برئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة رغم كل التحفظات على أداء الاخير منذ عام 1992 حتى انه تنازل ايضا عن حقه في الحقيبة السيادية مقابل وزارات شبه عادية.
النائب نقولا، وفي مداخلة صحافية رأى ان العرقلة تأتي من الفريق الآخر، مشيرا الى ان السنيورة ابلغ رئيس تكتله العماد ميشال عون بان لديه مشاكل داخل الموالاة.
نقولا رفض الاتهامات التي تساق ضد التكتل ورئيسه العماد ميشال عون بعرقلة تشكيل الحكومة، متهما الموالاة بالتعطيل نزولا على توجيهات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ومساعدها ديڤيد ويلش التي أبدياها خلال زيارتهما الاخيرة الى لبنان، وتبع ذلك سحب رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة لعرضه على العماد عون بايعاز القائمة بالاعمال الاميركية في لبنان ميشيل سيسون، ووضع ذلك في اطار مخطط الموالاة الرامي الى ابقاء حكومة تصريف الاعمال على رأس الحكم بعد اكتسابها الصفة الشرعية عقب انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعدم التصويت على قانون الانتخابات المقبل بانتظار تغييرات اقليمية وعد بها الاميركيون.
بيضون: الحكومة غدا أو بعده الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون، توقع اعلان الحكومة مساء الثلاثاء او صباح الاربعاء، وقال في حديث اذاعي ان من سيرفض فسيكون مسؤولا عن تخريب البلد.
بيضون دعا سورية وايران الى التعامل مع لبنان كدولة وليس من خلال الجماعات او الافراد، وقال ان اتفاق الدوحة اجرائي وليس نهائيا.
وقال بيضون ما من بلد في العالم يعطي ثلثا معطلا للحكومة لأي طرف، وهذا «الاختراع» الذي اقر في الدوحة، ليس لأهداف محلية، بل لأهداف اقليمية، عندما وافقت الاكثرية على الثلث المعطل وقانون انتخاب مطلوب منه جعل الاقلية اكثرية والعكس بالعكس، وهنا نرجع لعقدة العقد، الاكثرية الجديدة المنتظرة لن تكون قادرة على الحكم، والاكثرية الحالية معطلة، لا يريدون للاكثرية الحالية ان تحكم ولو شهرا.
الصفحة في ملف ( pdf )