- ليس صحيحاً أن روسيا تؤيد المعسكر الشيعي ضد المعسكر السُّني فالملايين من مواطنينا مسلمون وغالبيتهم من السُّنة ونحن ضد أي حرب طائفية
- إذا رفضت إسرائيل إرسال روسيا لـ 300 جندي ضمن بعثة المراقبة الأممية في الجولان فعليها إعطاء المبررات
- الموقف الروسي واضح بعدم تدخل أي طرف في سورية وعندما التقيت بمسؤولي حزب الله قالوا: «ما دامت الأطراف الأخرى لم تلتزم بعدم التدخل فستكون لنا ردة فعل»
- للرافضين لمشاركة إيران في «جنيف 2» على أساس أنها جزء من المشكلة نقول: على افتراض أنها كذلك فهذا يعزز الحاجة لحضورها وإلا فكيف سيلتزم من لم يشارك في المؤتمر؟
- ما أُثير عن تدخل روسيا في الأحداث الأخيرة في تركيا دسائس وشائعات.. وعلاقة بوتين بأردوغان قوية وننظر لتركيا كشريك لنا رغم الخلافات في بعض القضايا
- اتفقنا مع الرئيس مرسي على التعاون الإستراتيجي مع مصر واستغرق اجتماعه الأول مع بوتين ساعة ونصف الساعة بدلاً من 20 دقيقة وهذا يدل على أهمية مصر بالنسبة إلينا
- من المهم جداً أن تتعامل إيران بشكل جدي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونأمل إحداث تقدم وأعتقد أن الملف سينتظر نتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية
- مستعدون للتعاون مع السلطات الجديدة في ليبيا وتسليح العراق والكويت وأي دولة تطلب ذلك ضمن القوانين الدولية
- «الفيتو» جزء من الشرعية الدولية وعلى الجميع احترام قوانين العمل في مجلس الأمن
موسكو
يوسف خالد المرزوق ـ محمد الحسيني ـ أسامة أبو السعود
في خضم ما تشهده منطقة الشرق الاوسط من متغيرات وأحداث ملتهبة على أكثر من صعيد، استقبل المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وفد «الأنباء» في مكتبه بمبنى وزارة الخارجية في موسكو امس، حيث دار حوار مفتوح حول جميع قضايا الساعة، لاسيما الملف السوري وموقف بلاده منه، حيث شدد على أهمية إنجاح مؤتمر «جنيڤ 2» لتفادي التدمير الكامل لسورية وهو الأمر الذي لن تسمح به روسيا ابداً.
كما نفى بوغدانوف بشدة أن تكون روسيا مؤيدة للمعسكر الشيعي ضد المعسكر السني، قائلا: «عدد كبير من المواطنين الروس هم من المسلمين السنة، وموقفنا في الشرق الأوسط هو الا نسمح بتطور الأزمة وتحولها إلى أزمة طائفية لأن الحروب الطائفية مدمرة ولا نهاية لها».
وعن استعداد روسيا لارسال قوات حفظ سلام الى منطقة الجولان، قال بوغدانوف: أبدى الرئيس بوتين موافقته على رغبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في ان تشارك روسيا في قوات حفظ السلام في مناطق مختلفة حول العالم وبأوسع نطاق.. وتصادف ذلك مع التطورات في الجولان وخاصة انسحاب بعض الدول المشاركة في قوات الفصل الدولية.
ونفى بوغدانوف ايضا ما أثير عن تدخل بلاده ووقوفها وراء الأحداث والاحتجاجات الشعبية الأخيرة في تركيا، مؤكدا أنها «دسائس وشائعات» لأن موسكو تتعامل مع أنقرة كشريك.
وقال بوغدانوف: «العلاقات مع تركيا جيدة جدا رسميا وشعبيا، وهناك عواطف متبادلة بين البلدين، وتركيا تحظى بالمرتبة الاولى بالنسبة للسياح الروس، وتركيا كانت ولاتزال شريكا مهما جدا رغم بعض الخلافات معهم كما هو الحال في القضية السورية».
وأعلن نائب رئيس الخارجية الروسي استعداد بلاده لتوقيع عقود تسليح مع العراق او اي دولة اخرى يهمها ذلك وفقا لنصوص القوانين الدولية.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
نبدأ معكم من الملف الأهم في منطقة الشرق الأوسط وهو الملف السوري حيث تواجه روسيا اتهامات بدعمها للنظام السوري على حساب الشعب، فما حقيقة ذلك؟
في البداية وكما نعلم جميعا فإن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول هو مبدأ من مبادئ ميثاق الامم المتحدة، وعلينا ان نحترم هذا المبدأ، وهذا الأمر لا يخص سورية وحدها بل يعني كل دول العالم بما فيها الكويت وروسيا وغيرهما، ولذلك ندعو جميع الدول إلى الالتزام بهذا المبدأ وان تراعي مواقفهم مبدأ سيادة الدول واحترام ذلك.
واذا فهمنا هذا المبدأ فسيكون موقف روسيا واضحا، فنحن ندعو الجميع إلى ان يكفوا عن التدخل في شؤون سورية.
لكن الواقع يشير إلى حدوث تدخل خارجي لصالح النظام السوري من خلال إيران وحزب الله الذي اعلن أمينه العام السيد حسن نصر الله ذلك وبشكل قاطع تدخل حزب الله في سورية ووقوفه مع نظام الأسد وشاهدنا دوره في المعارك الميدانية على مدى الأيام الماضية، كيف تنظرون لذلك؟
٭ خلال زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى موسكو يناير الماضي تحدث عن اعلان بعبدا بخصوص اعتماد لبنان سياسة «النأي بالنفس» عن التدخل في الوضع السوري، وقد رحبت موسكو بهذا الاعلان خاصة انه حظي بموافقة جميع الكتل والتيارات السياسية والمجتمع اللبناني.
ولو لاحظتم انه وخلال زياتي الأخيرة إلى لبنان التقيت كل مكونات المجتمع والمسؤولين في لبنان دون تمييز من 8 آذار و14 آذار وعموم الفرقاء وقد أكدت للجميع ما نشدد عليه منذ البداية وهو رفض التدخل في الشأن السوري الداخلي.
والجميع يعلم كيف تطورت الأزمة السورية والقوى التي تدعمها من بلدان مجاورة كتركيا وغيرها بما فيها لبنان، وعندما التقيت بمسؤولي حزب الله شرحوا لي وفهمت منهم قولهم «مادامت الاطراف الاخرى لم تلتزم بعدم التدخل وأقدمت على اختراق السيادة السورية من خلال الدول المجاورة فستكون لنا ردة فعل».
هل صحيح ما يتردد ان روسيا تساند المعسكر الشيعي في الشرق الاوسط وتعادي المعسكر السني؟
٭ طبعا هذا الكلام غير صحيح، فعدد كبير من المواطنين الروس هم من المسلمين وغالبيتهم من السنة، وموقفنا في الشرق الأوسط هو الا نسمح بتطور الأزمة وتحولها إلى أزمة طائفية لأن الحروب الطائفية مدمرة ولا نهاية لها، وهذا كان موقف وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في لقائه مع الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي د.اكمل احسان اوغلو الذي قال له انه وعبر التاريخ لم تكن هناك حروب بين السنة والشيعة او اقتتال على اساس ديني طائفي.
ولقد عملت شخصيا في سورية ولبنان والمجتمعان مختلطان من سنة وشيعة وعلويين ومسيحيين والرئيس السوري بشار الأسد متزوج من سيدة سنية ـ كما نعلم، ودستورنا في روسيا ينص على التعايش السلمي بين الجميع ونحرص على ذلك في الخارج ونريد لكل مواطني سورية ولبنان وغيرهما ان يكونوا سواسية ويتمتعوا بنفس الحقوق والواجبات.
نأتي إلى مؤتمر جنيف 2 إلى أي مدى وصلت التحضيرات لهذا المؤتمر وهل تعقدون آمالا كبيرة على نجاحه في إنهاء الوضع الحالي الذي تمر به سورية ام لديكم تشاؤم إزاء احتمالات نجاحه؟
٭ في 7 مايو الماضي وخلال زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري ولقائه مع وزير خارجية روسيا وصلنا إلى نقطة تفاهم حول إيجاد طرق لحل سلمي للازمة السورية وصولا إلى عقد مؤتمر دولي على اساس هذا التفاهم الروسي ـ الاميركي، ومبادرة لافروف ـ كيري وبهدف واحد هو التطبيق الكامل لبيان جنيف الذي توصلت اليه مجموعة العمل في 30 يونيو 2012.
واليوم فان اغلب الاطراف وافقوا على هذا المقترح بما في ذلك الحكومة السورية التي قررت ارسال وفد ـ وبدون شروط مسبقة ـ ويقوم شركاؤنا الاميركيون بإجراء اتصالاتهم مع المعارضة السورية حتى تشكل وفدا مشتركا وتذهب للمؤتمر بموقف مشترك.
ونحن في روسيا لدينا علاقات واسعة واتصالات مع أطراف المعارضة باستثناء «جبهة النصرة» لأنها جماعة ارهابية.
ومن المرتقب عقد لقاء ثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة في 25 يونيو الجاري، ونحن نعطي اهتماما بالغا لنجاح مؤتمر جنيف القادم ليكون نهاية للأزمة بين الأطراف المتنازعة في سورية.
هل لديكم سيناريوهات اخرى للتعامل مع الأزمة السورية في حال فشل مؤتمر «جنيف 2»؟
٭ لا يبقى اذا فشل مؤتمر «جنيف 2» إلا سيناريو واحد وهو الحرب وتدمير سورية بالكامل وهذا مرفوض كليا، لأنه يشكل طريقا للدمار والخراب وتحويل سورية إلى الفوضى.
لذا فنحن نشدد على ضرورة إنجاح مؤتمر «جنيف 2» والطريق إلى ذلك مسجلة بوضوح في البيان الختامي لـ«جنيف 1» عبر وقف اطلاق النار ومساعدة النازحين والمتضررين من الحرب وهي جزء لا يتجزأ من مجمل القضية والتي جوهرها عملية سياسية انتقالية يفترض بالأطراف المعنية المساهمة فيها لتشكيل «الهيئة الانتقالية» ذات الصلاحية المطلقة للتوافق على انتقال سورية إلى بلد ديموقراطي، وهذه الهيئة ستخلق الظروف المناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة بشفافية لتقرير مصير البلد ونظامه من قبل الشعب السوري.
قوات سلام روسية
أين وصل موضوع إرسال روسيا قوات سلام إلى الجولان، وهل لذلك علاقة بالصراع الدائر في سورية اليوم؟
٭ الأمين العام لمنظمة الامم المتحدة السيد بان كي مون حينما التقى الرئيس بوتين في مدينة «سوتشي» عبر عن رغبة الامم المتحدة في ان تشارك روسيا في قوات حفظ السلام في مناطق مختلفة حول العالم وبأوسع نطاق.
وقد أبدى الرئيس بوتين موافقته على رغبة الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك وتصادف ذلك مع التطورات في الجولان وخاصة انسحاب بعض الدول المشاركة في قوات الفصل الدولية بين سورية وإسرائيل وآخرها كان قرار القيادة النمساوية سحب قوات النمسا المرابطة في الجولان منذ وقت طويل.
وفي ضوء تلك الاوضاع المقلقة على الأرض في الجولان اقترح الرئيس بوتين إرسال 300 مراقب روسي في اطار مهمة الأمم المتحدة إلى هناك واذا كانت هناك دول أخرى مستعدة لهذه المهمة فأهلا وسهلا، ولكن مشاركتنا مرهونة بموافقة الأطراف المعنية في سورية واسرائيل، والسوريون رحبوا فورا بمشاركة المراقبين الروس في الجولان ـ كما تعلمون ـ لأنهم يفهمون خطورة الوضع ولا يريدون برأيي أي استفزازات او تصعيد للموقف في الجولان.
وقالوا لنا ان هذه خطوة مرغوبة ونرحب بها، ولكن فيما يخص قوات الفصل الاممية في الجولان فهي ترتكز بوجودها على الاتفاق السوري ـ الاسرائيلي عام 1974 بعد حرب اكتوبر، حيث اتفق الطرفان برعاية اممية واقر اتفاقهما في مجلس الأمن بنصوص منها تحديد عدد المراقبين الدوليين «الجنود» بـ 1125 جنديا دوليا، لكن تم استثناء الدول الخمس دائمة العضوية من المشاركة، ولذلك فقد لا تستطيع روسيا المشاركة ، ونحن نقول ان هذا صحيح لكن منذ 40 عاما تغيرت الدنيا وعندما أقر ذلك الاستثناء في ظل وجود حرب باردة ومجابهة في العالم، اما اليوم فهناك تفاهم روسي ـ أميركي لحفظ السلام في العالم وتسوية الازمات بالطرق السلمية وعلاقة جديدة نوعيا بين روسيا واسرائيل، وعندي اليوم وفد برئاسة وزير الخارجية الاسرائيلي بالوكالة وسنجري مفاوضات معهم.
وقد اتصل الرئيس بوتين برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وشرح له الموقف واسرائيل قد توافق وقد ترفض، ولكن بحال الرفض يجب ان تعطي المبررات.
في سورية لأنه لا حل إلا بوجود بشار الأسد على رأس النظام السوري، ما رأيكم بهذا الطرح؟
٭ طبعا ذهاب الرئيس السوري او بقاؤه متعلق بمواطني سورية، فلسنا نحن ولا غيرنا من يقرر ذلك بل المواطنون السوريون فقط.
صرح وزير الخارجية الروسي لافروف في إحدى المناسبات بأن اداة الفيتو لاتزال ضرورية ويحتاجها العالم، كيف تنظرون لما يطرح حول تعديل نظام الامم المتحدة ومجلس الامن خاصة في ضوء الازمة السورية؟
٭ المشكلة ليست في الفيتو لأن الفيتو جزء لا يتجزأ من الشرعية الدولية وقوانين مجلس الامن، وعلى الجميع ان يحترم قوانين العمل في مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة وهذا حق للدول الـ 5 دائمة العضوية، ونحن نتصرف في هذا الموضوع حسب رؤيتنا، ولدينا تجربة وخبرة ونعرف كيف يستفيد بعض الاطراف من وجود الفيتو او عدمه.
وفيما يخص الأزمة السورية اتفقنا بالإجماع على البيان الختامي لمجموعة العمل في «جنيف 1» وبعدها اقترحنا أن يصدر البيان بصيغة قرار من مجلس الأمن كما هو دون إدخال أي تعديلات، ولكن فوجئنا بأن بعض الأطراف التي وافقت على البيان عارضت إصداره بقرار، وقد حضرت الكويت المؤتمر ولكن تعرقلت الأمور بسبب عدم تنفيذ ما جاء في البيان، وطلبنا الاجتماع مجددا.
أين كانت تكمن العرقلة تحديدا؟
٭ أود أن أشير إلى أن مؤتمر «جنيف 2» ليس جزءا أو دورة ثانية لاجتماع مجموعة العمل، بل نعتبره مؤتمرا دوليا أوسع وأشمل، فاجتماع المجموعة لم يشارك فيه السوريون، بينما مؤتمر «جنيف 2» يستهدف إجراء حوار سوري ـ سوري بحضور نحو 20 دولة وتشجيع السوريين حتى يجلسوا على طاولة الحوار ويتحاورا.
ونحن ندعو بوضوح إلى مشاركة إيران في المؤتمر وكذلك السعودية، ونعتبر أن عدم حضور البلدين في اجتماع مجموعة العمل كان غلطة، لأنه من المفروض مشاركة كل من يملكون التأثير في الملف السوري بغض النظر عما يثار عن لعب دور سلبي أو إيجابي، فكل منا يرى الأمر بالنهاية من زاويته وبشكل نسبي وبحسب المواقف من الأزمة.
إذن أنتم غير مقتنعين بمبررات استبعاد إيران؟
٭ الهدف من الدعوة هو بلورة رؤية مشتركة من جميع من يملكون التأثير، والمشاركة ضرورية للخروج بموقف مشترك، فكيف نلزم من لم يشارك؟ اذن فالمشاركة ضرورية لضمان الالتزام، كما أننا نستغرب منطق الآخرين بشأن إيران، فهم يتحججون بأن إيران جزء من المشكلة وليس الحل، ونحن نرد بأنه على افتراض أن إيران جزء من المشكلة فهذا يعزز الحاجة لحضورها، لأن حل أي مشكلة يكون من قبل المسؤول عنها أو من له علاقة بها، فهي تحل مع المعنيين وليس من الآخرين.
هناك أنباء عن موافقة اميركية على تسليح المعارضة المعتدلة في سورية، ما تعليقكم على ذلك؟
٭ «يضحك»..لا تعليق، لقد مررنا بالتجربة الليبية ورأينا الى اين ذهب السلاح، لذا لسنا مع الموضوع.
وكيف تنظرون لموقف الاتحاد الاوروبي؟
٭ لقد اتفقوا على عدم تمديد حظر السلاح، وهذا يعني انه يمكن لأي دولة ان تقدم السلاح الى المعارضة السورية وهذا امر يعود لها، والمقصود فرنسا وبريطانيا، وفي الوقت نفسه اعلن الاتحاد الاوروبي تأجيل الامر الى اغسطس لاعطاء فرصة للعمل الديبلوماسي ونحن نشجع على الحل الديبلوماسي.
لكن روسيا ايضا تمد النظام السوري بالسلاح؟
٭ نحن نتعامل مع دولة وليس مع منظمات غير حكومية وغير شرعية وهنا الفرق، بالنسبة الى قوانين الشرعية الدولية، فموضوع التسليح هنا يناقش على اسس مفهومة ومرتكزات قانونية.
الإخوان المسلمون
نتحول من الملف السوري الى علاقتكم مع الاخوان المسلمين في ظل نفوذهم المتنامي في المنطقة؟
٭ روسيا على اتصال بمختلف المجموعات السياسية والقوى والمنظمات في المنطقة بعد بدء الربيع العربي، ولدينا تواصل مع الاخوان في المغرب وتونس وليبيا ومصر، والرئيس بوتين التقى الرئيس المصري محمد مرسي مرتين.
العلاقة مع ليبيا
هل تضررت مصالحكم في ليبيا بعد موقفكم خلال الثورة الليبية؟
٭ لا، فنحن مستعدون للتعاون مع السلطات الجديدة هناك بما يضمن المصالح المشتركة للجانبين.
تسليح العراق
ماذا عن صفقة التسليح مع العراق؟
٭ نحن مستعدون للتعاون مع الحكومات والدول ذات السيادة سواء في العراق او الكويت او أي دولة على اساس الالتزامات الدولية بما فيها العقوبات، واذكركم بما حصل في ليبيا حينما صدر القرار الدولي بحظر التسلح، فقد وضع الرئيس بوتين المرسوم الداخلي في روسيا لمنع التعاون الفني العسكري مع ليبيا من قبل أي مؤسسات في روسيا، وكذلك شمل الحظر جميع شركاتنا وسحبنا من ليبيا جميع الخبراء. ولكن للاسف وجدنا الاطراف الاخرى العربية وغير العربية لم تحترم قرارات مجلس الامن الدولي.
تركيا
كيف تقيمون العلاقات الروسية - التركية اليوم؟
٭ العلاقات مع تركيا جيدة جدا رسميا وشعبيا، وهناك عواطف متبادلة بين البلدين، وتركيا تحظى بالمرتبة الاولى بالنسبة للسياح الروس، وحجم التعامل والتبادل التجاري والاستثمارات متطور جدا، وتركيا كانت ولاتزال شريكا مهما جدا رغم بعض الخلافات معهم كما هو الحال في القضية السورية، وبعض الامور الاخرى، لكن نتطلع لمناقشة هذه الخلافات بشكل معمق مع الشركاء الاتراك لحلها، ونخطط لاجراء مفاوضات تفصيلية مع تركيا.
ما حقيقة ما اثير عن دور روسيا في تحريك الاحتجاجات الشعبية ضد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان؟
٭ انا ادعو الاعلام ليستقي معلومات من تصريحات القيادة الروسية وليس الاشاعات والدسائس، فالرئيس بوتين اكد انه تربطه علاقة مليئة بالود مع السيد اردوغان الى جانب العلاقات المتميزة بين البلدين التي اشرنا اليها.
مصر
نأتي إلى العلاقات مع مصر بعد ثورة 25 يناير.
٭ انا حضرت لقاءين للرئيس بوتين مع الرئيس محمد مرسي في دوربن، وهناك اتفقنا مع المصريين على ان يستغرق اللقاء الاول 20 دقيقة، ولكن المقابلة استغرقت ساعة ونصف الساعة لان الحديث كان مهما، والرئيس بوتين كان مهتما بأن يسمع من الرئيس مرسي شرحا عن الاوضاع في مصر.
ان افق العلاقات بين البلدين واسع جدا، فلدينا اتفاقية استراتيجة وعلينا ان نبني علاقاتنا على هذا الاساس، وانا كنتa سفيرا في مصر، وحتى الرئيس مرسي تحدث عما شهدته العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس عبد الناصر، والتعاون منذ الخمسينيات بين البلدين، اضافة الى العواطف المتبادلة بين الشعبين، وهي رصيد يجب البناء عليه، كما شجعنا الاصدقاء المصريين على ايجاد الحلول لمشاكلهم السياسية، وهي امور متوقعة في دول تشهد ثورات وتغيرات وتحتاج الى صبر وخبرة وتفاهم لتجاوز المشاكل.
ونحن كما ذكرنا مستعدون للمساعدة، وأود الاشارة الى انه في اللقاء بين بوتين ومرسي كان نصف الوزراء حاضرين، الاقتصاد والطاقة والنفط والسياحة وغيرهم، وجرى الحديث عن التعاون الفني والعسكري وتدريب الكوادر.
إيران
ما آخر التطورات في الملف النووي الايراني؟
٭ لست مسؤولا عن هذا الملف، ولم اشارك في المفاوضات التي تتم بين ايران ومجموعة الـ 6 والسيدة كاثرين اشتون وزيرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي، لكني اعلم ان الجلسات والاتصالات مستمرة، ومن المهم جدا ان تتعامل ايران بشكل جدي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونأمل إحداث تقدم، ولكن حاليا ـ وهذا انطباعي الشخصي ـ اعتقد ان الملف سينتظر نتائج انتخابات الرئاسة في إيران والتي سيكون لها تأثير بلا شك.
دعوة صاحب السمو لزيارة روسيا مفتوحة
أكد بوغدانوف خلال اللقاء ان دعوة روسيا لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد مفتوحة، مضيفا ان القيادة الروسية تكن لسموه ولتاريخه على الساحة الدولية احتراما كبيرا.
العلاقات مع الكويت مميزة تاريخيا
قال بوغدانوف نحن مسرورون للتعاون بين روسيا والكويت على كل الصعد ويسعدنا وجود اعلاميين كويتيين بيننا في موسكو ونتمنى بكل رحابة صدر الاجابة عن تساؤلاتكم وتوضيح مواقف روسيا. والكويت من اولى الدول الخليجية التي عقدنا معها علاقات ديبلوماسية معها، وانا شخصيا لدي انطباعات خاصة عنها منذ ان كنت في آخر سنة دراسة بمعهد العلاقات الخارجية عام 1973 عشية حرب اكتوبر وتحديدا في سبتمبر حيث دخلت الخدمة في الخارجية السوفييتية وعملت في ادارة الشرق الاوسط وفيها قسم الخليج، وكانت الكويت ـ آنذاك ـ التي كانت لنا علاقات جيدة معها خليجيا والسفارة السوفييتية الوحيدة في الخليج كانت في الكويت.
نذكر كديبلوماسيين روس علاقة سمو الأمير مع وزير الخارجية غروميكو
قال بوغدانوف: نذكر في روسيا الزيارات المهمة التي كان يقوم بها صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد حينما كان سموه وزيرا للخارجية وعلاقته المميزة مع وزير الخارجية الاسبق اندريه غروميكو في مرحلة تاريخية مهمة، ونحن نعتز بهذه العلاقات مع شخصية بارزة دوليا، فالكويت تلعب دورا مهما في العالم العربي والخليج، وسموه يتمتع بخبرة استثنائية.
سياسة مد الجسور
اشار بوغدانوف الى ان روسيا تقدر للكويت سياستها في مد الجسور وفتح الحوار رغم انها مرت بمحن تاريخية صعبة مثل الغزو العراقي.
رئيس التحرير: نهتم بروسيا انطلاقا من ثقلها وتأثيرها في القضايا الدولية
توجه رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق بالشكر الى بوغدانوف على حسن الاستقبال، مشيرا الى ان الكويت دولة مسالمة ويدها على الدوام ممدودة للجميع بالخير والسلام، مضيفا ان روسيا دولة ذات ثقل كبير ومؤثر في الاحداث بمختلف دول العالم خاصة الشرق الاوسط، ومن هنا كانت مبادرة «الأنباء» بإجراء هذا الحوار والتواصل مع المسؤولين الروس.