رغم وقوع أعمال عنف في طريق سير الزوار الشيعة إلى مدينة كربلاء لإحياء أربعينية الامام الحسين بن علي بن أبي طالب، مازالت المسيرات الراجلة متواصلة ويتوقع أن تبلغ ذروتها اليوم قبل يوم واحد من بلوغ مراسم الزيارة ذروتها غدا.
وقد ارتفع عدد قتلى التفجير الذي نفذته امرأة بحزام ناسف أمس الأول بين الزوار في منطقة الاسكندرية شمال الحلة الى أكثر من 40 قتيلا.
ويفضل غالبية المشاركين في إحياء الذكرى الذهاب المشي على الأقدام سواء كانوا من الرجال أو النساء أو حتى المرضى على هيئة أفراد أو ومجاميع تكتظ بهم الطرق الخارجية قاصدين مدينة كربلاء لأداء الزيارة، فيما تقوم قوات من الجيش والشرطة بتأمينهم.
والى جانب العراقيين وصل نحو 100 ألف زائر عربي وأجنبي غالبيتهم العظمى من الإيرانيين وآخرين من البحرين والكويت والسعودية والإمارات والهند وباكستان وجزر القمر وتنزانيا وعراقيين مقيمين في بلدان أوروبية واستراليا في مشهد غير مألوف يعكس مدى التحسن الأمني الذي تشهده البلاد.
وتنتشر الأجهزة الأمنية وقوات الجيش والشرطة ورجال المرور في كل مكان في الشوارع الرئيسية والتقاطعات ومداخل الشوارع وفوق أسطح البنيات العالية وداخل أكشاك التفتيش، فيما تحاط المدينة من الخارج بقوات عسكرية مجهزة بالأسلحة فضلا عن نشر مئات النساء الشرطيات لتفتيش النساء.
على صعيد متصل، استكملت الحكومة جميع الإجراءات المعدة لاستقبال الزوار وعقدت سلسلة من الاجتماعات لتدارس الاجراءات الأمنية والخدمية التي ستقدمها الأجهزة الأمنية والدوائر الخدمية للزائرين، بالإضافة الى وجود 3128 موكبا خدميا في كربلاء تشرف عليها الشرطة.
ومع توقعات بزيادة بوصول عدد الزائرين في يوم الاربعين الى نحو ثمانية أو تسعة ملايين، تعددت طرق ووسائل وصول الزائرين الى المدينة المقدسة لدى الشيعة، فبينما فضل الآلاف الوصول الى مرقد الامام الحسين سيرا على الاقدام، اعتمد البعض على وسائل النقل، سواء التي وفرتها جهات حكومية أو تلك التي حرص على تأمينها الاهالي، فيما وصلت وفود عربية وأجنبية عبر مطار بغداد الدولي او المطارات الأخرى.
في الوقت نفسه، انتشرت مراكز طبية تابعة لدائرة الصحة على الطريق ذاته الى جانب المركبات الحوضية التي خصصتها دائرة الماء ودائرة الإطفاء لنقل الماء في اطار حملة خدمية للزائرين تشرف عليها لجنة من المحافظة وأبناء ميسان المحسنين.
على الصعيد، نفسه أكد مدير الوقف الشيعي في ميسان محمد جاسم النوري ان الوقف سير موكبا آليا مكونا من عدد من المركبات المحملة بالمواد التموينية والتجهيزات الخاصة براحة الزائرين.
وأوضح أن الوقف يقدم المعونات العينية للمواكب والهيئات المشار إليها، الى جانب تقديم وجبات غذائية خفيفة إلى الزوار بشكل مباشر بالإضافة الى المستلزمات التي تعين الزائر على مواصلة المسيرة كالمناشف والمناديل.
فيما قال قائد عمليات كربلاء إن القوات الأمنية جاهزة لحماية ملايين الأشخاص الذين سيؤدون مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين، مبينا أن القوات الأمنية منتشرة في المناطق المحيطة بكربلاء بمساندة الطيران الاستطلاعي تحسبا لأي طارئ.
فيما أكد المدير العام لشرطة كربلاء اللواء الركن علي جاسم محمد أنه تم تقسيم المدينة إلى ثلاثة أطواق وثمانية قواطع ونشر نحو 30 ألف رجل أمن وعدد كبير من رجال الاستخبارات والقناصين والكلاب البوليسية لحماية الزوار الذين يتوافدون على مدينة كربلاء من كل حدب وصوب لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين ثالث الأئمة عند المسلمين الشيعة يوم الاثنين المقبل ضمن خطة أمنية وصفها
بـ «المحكمة والمرنة».