ڤيينا ـ هدى العبود
قال الرئيس السوري بشار الأسد «نحن أمام مزاج جديد بالعالم ولا يعني هذا أن كل شيء إيجابي، لكن هناك موجة من التفاؤل ولا نعرف متى تنتهي، المهم علينا أن نتحرك بأقصى سرعة لنحول التفاؤل لعمل منتج».
وأضاف الأسد في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس النمساوي هانز فيشر عقب جلسة مباحثات في ڤيينا أمس «يجب التحرك بأقصى سرعة تجاه عملية السلام كأولوية».
وتابع «ركزنا على عملية السلام بمعناها الواسع والمسارات السوري واللبناني والفلسطيني وأكدنا على مكافحة الإرهاب وأنها لا تنفصل عن السلام، كما أكدنا على أنه بعد 18 عاما من مؤتمر مدريد للسلام لا يعكس الواقع أي وجود لسلام حقيقي ونرى المزيد من الدماء وهناك بعض المفاوضات لكن النتائج تكون عكسية».
الأسد الذي يقوم بزيارة رسمية لڤيينا تستغرق يومين أكد «هناك تحرك على المستويين الدولي والإقليمي للتواصل والحوار مع الأطراف المعنية، كما بحثنا دور النمسا وأوروبا التي تدعم عملية السلام وتحاورنا كيف يمكن أن نحرك المواقف إلى خطة عمل تنفيذية».
وعن الملف الإيراني قال «أكدنا ضرورة التزام أية مبادرة دولية بمعاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل والتي تعطي الحق لأي دولة بالحصول على مفاعل نووي للأغراض السلمية ضمن آليات المراقبة».
وأضاف «أعربنا عن تقدير سورية لإمكانية الحوار مع إيران وعن ارتياحنا للأوضاع الأمنية في العراق خاصة على خلفية الانتخابات المحلية التي شكلت خطوة للأمام للعملية السلمية».
وأعرب الأسد عن تفاؤله «بأن العراق أصبح أبعد عن خطر الحرب الأهلية وسورية تسعى لمساعدته».
وفي رده على سؤال حول التصريحات الإسرائيلية بشأن عملية السلام قال الرئيس الأسد «إن الحديث عن المفاوضات مجرد حديث إعلامي وما نراه من المواقف يناقض التصريحات، لقد سمعنا من الحكومة الإسرائيلية أنها لا ترغب بإعادة الجولان وانها رفضت مبدأ الدولتين رغم الإجماع الدولي».وأضاف «هناك دعم دولي لسورية حول حقها في استعادة أراضيها، ومن الصعب القول ان هناك شيئا جديا باتجاه السلام لا من حيث المؤشرات ولا الأفعال».
وتابع «عندما يكون هناك تصريح واضح نستطيع أن نتحدث عن الضمانات الممكنة».
وقال «لا نستطيع أن نقول الجولان مهمة، بل هي حق ويجب أن تعود في كل الأحوال، منذ اغتيال رابين ليس هناك مبادرات ولا نستطيع القول إن هذه الحكومة ستعطي السلام لكنها صريحة، لا تناور بالقول إنها تريد السلام».
وعن العلاقة مع حزب الله قال الرئيس الأسد «حزب الله ليس موجودا في سورية بل في لبنان وله قواعده الشعبية وحماس موجودة في فلسطين وإذا كانوا يريدون التعامل مع الجهتين في إطار السلام فهذا يعني أن السلام الشامل ضمن المسارات الثلاثة».
وأضاف «سورية دائما مع إطلاق المفاوضات على المسارات الثلاثة بشكل متوازن وصولا للسلام الشامل».
من جانبه أكد الرئيس النمساوي أن زيارة الرئيس الأسد ليست مفيدة فقط للنمسا بل لسورية ولأوروبا ككل.
وقال فيشر في رده على سؤال حول دور بلاده في عملية السلام «إن وجود النمسا كعضو غير دائم في مجلس الأمن يجعلها تنتهز الفرصة لإفادة عملية السلام بصورة إيجابية وعادلة» وأضاف «نحن نتصل مع سورية باستمرار ومع بقية الأعضاء في هذا الشأن ووزير الخارجية موجود الآن مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل ويمكن أن يقوموا بدور فاعل، كما قمت بزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية ونقوم بكل ما بوسعنا».
وأشار فيشر إلى أن «ما حدث في غزة ليس عادلا وغير متناسب وأدى إلى وقوع الكثير من الضحايا».
وبشأن توقيع اتفاق الشراكة السورية ـ الأوروبية قال فيشر« وجهة نظرنا تتمثل بإمكانية توقيع الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي وهناك دول كثيرة تشجع وجهة نظرنا» مشيرا إلى أن «سورية تقوم بدور جوهري في قضية الشرق الأوسط».
وقال «أنظر إلى هذه الزيارة في إطار تطورات ومقاربة جيدة وإيجابية بين سورية والاتحاد الأوروبي» لافتا إلى ان «السنوات الماضية كانت صعبة بوجود إدارة أميركية تنظر لسورية بنوع من القلق والنقد.