نظم انصار الحوثيين مسيرة حاشدة في العاصمة صنعاء امس شلوا خلالها حركة السير في جميع شوارع العاصمة لمدة ساعة، تلبية لدعوة زعيمهم عبد الملك الحوثي بالبدء في تنفيذ مراحل التصعيد الثوري الثالثة والأخيرة والتي تتمثل بالعصيان المدني لإسقاط الحكومة، وفي الوقت ذاته نفى الحوثيون اي نية لديهم لإسقاط صنعاء عسكريا.
وكان الحوثي قد دعا انصاره الى التصعيد وصولا الى العصيان المدني في اطار التحرك الذي اطلقه للمطالبة بإسقاط الحكومة، وذلك بالرغم من الاتصالات السياسية لإبعاد البلاد من حافة الحرب الاهلية، متوعدا بـ «خطوات حاسمة اذا لم يستجب الفاسدون».
وانتقد الحوثي في كلمة لها مساء امس الاول بيان مجلس الامن الذي دعا الحوثيين الى سحب المسلحين من صنعاء ومداخلها، معتبرا انه موقف يدعم الفساد في اليمن.
وقال ان هذا البيان يتماشى مع السياسية الأميركية «التي تدعم الفساد وسياسة الإفقار والتجويع». وأعلن الحوثي البدء في «المرحلة الثالثة» من التحرك الاحتجاجي، داعيا انصاره الى التحرك «في كل خطوة من خطوات المرحلة الثالثة والأخيرة لتصعيدنا الثوري والتي لها خطوات متدرجة كلها تندرج ويمكن أن يندرج معظمها في إطار العصيان المدني».
وفي غضون ذلك، نفى محمد البخيتي القيادي في جماعة أنصار الله (الحوثيين) اي تفكير لديهم «لإسقاط صنعاء عسكريا لأن الوضع في البلاد لا يسمح بذلك».
وأضاف البخيتي في حديث خاص لمراسل وكالة الأناضول أن خياراتهم التصعيدية هي سلمية ومشروعة، وليس لديهم نية لإسقاط العاصمة عسكريا لأن صنعاء لها خصوصيتها وهي لكل اليمنيين، معتبرا أنه في حال «استفراد أي طرف بالقرار السياسي، فهذا يشكل تهديدا ليس فقط لاستقرار اليمن وإنما للوحدة».
ودعا البخيتي الشعب اليمني إلى «إسقاط العملية السياسية في اليمن برمتها، لتكون هناك عملية سياسية نابعة من هذا البلد وتحقق مصالحه وليس من الخارج»، في إشارة على ما يبدو إلى المبادرة الخليجية (التي تنحى بموجبها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أواخر 2011 بعد اندلاع ثورة شعبية ضد نظام حكمه).
وقال إنه «عندما تفرض العملية السياسية من الخارج فإنها تخدم مصالح الخارج أكثر من مصالح البلد، وهناك أيضا أطراف في الخارج يسعون لتصفية حساباتهم مع قوى في الداخل، وهذا يحد من الاستقرار في البلد».
وأضاف البخيتي أن «الجيش اليمني منقسم، وفيه ميليشيات تابعة لحزب معين، ولا تخضع للقرار السياسي من رئيس الجمهورية (عبدربه منصور هادي) أو وزير الدفاع (محمد ناصر أحمد)»، دون أن يسمي هذا الحزب.
وحول مطالبة الرئيس اليمني للجماعة بالانسحاب من عمران (شمال)، قال القيادي في جماعة أنصار الله إن «الوضع الآن تغير، وتم تسليم كل مؤسسات الدولة للجهات المعنية، والرئيس زار عمران، وقال إنها أصبحت آمنة وبيد الدولة، ومطالبته الجماعة بتسليم عمران والانسحاب منها هو تناقض مع تصريحاته السابقة».
وأضاف انهم يطالبون «بإسقاط الحكومة وليس إسقاط الرئيس»، معتبرا أن هادي محل إجماع كل القوى السياسية.
وطالب السلطة اليمنية بتحقيق مطالب الحوثيين، مضيفا «لو توصلنا إلى اتفاق، فعلى الثوار أن يظلوا في الساحات وأن يبقوا مستعدين حتى يشكلوا وسيلة ضغط لتنفيذ مثل تلك الاتفاقات».