أعلنت طالبان الباكستانية امس مسؤوليتها عن هجوم انتحاري بسيارة ملغومة في مدينة لاهور أمس الاول وأسفر عن مقتل 24 شخصا واصابة نحو 300 آخرين.
وقالت الحكومة ان الهجوم الذي وقع في منطقة خاضعة لاجراءات أمنية مشددة تضم مقرا للشرطة ومبنى لخدمات الطوارئ ومكتبا للمخابرات العسكرية جاء انتقاما من الحملة ضد طالبان في منطقة وادي سوات شمال غربي اسلام اباد.
وقال قائد متشدد موال لزعيم طالبان باكستان بيت الله محسود ان هجوم لاهور جاء كرد فعل على الحملة في سوات.
وصرح القائد حكيم الله محسود لرويترز عبر الهاتف من مكان لم يكشف عنه «حققنا هدفنا. كنا نسعى وراء هذا الهدف منذ فترة طويلة. انه رد فعل على عملية سوات».
وتلعب اسلام اباد دورا حيويا في الخطط الأميركية لهزيمة القاعدة ووقف الدعم لطالبان افغانستان.
وحذر حكيم الله محسود من مزيد من الهجمات مضيفا «نريد من سكان لاهور وروالبندي واسلام اباد وملتان أن يغادروا هذه المدن حيث نخطط لهجمات كبيرة ضد المنشآت الحكومية في الايام والاسابيع المقبلة».
وحذرت الحكومة من أن المتشددين قد يشنون هجمات بالقنابل انتقاما من الحملة العسكرية على سوات حيث يقول الجيش ان نحو 1100 متشدد وقرابة 60 جنديا قتلوا.
3تفجيرات في بيشاور
وانفجرت قنبلتان امس بشكل متلاحق في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان مما ادى الى مقتل ما لا يقل عن 5 اشخاص واصابة 30 آخرين وفقا لما ذكره مسؤول انقاذ لرويترز. وفي وقت لاحق أمس قالت الشرطة ان تفجيرا انتحاريا استهدفها في بيشاور واوقع 5 قتلى حسب الحصيلة الاولية.
وفي شرق افغانستان وعلى مقربة من الحدود مع باكستان قتل 34 عنصرا ينتمون لطالبان في هجوم مشترك شنته الشرطة الافغانية والجيش الاميركي ليل امس الاول في ولاية بكتيكا.
وقال الناطق باسم الشرطة حميد الله زوهاك ان هذه القوات المشتركة هاجمت ليلا مجموعة من عناصر طالبان مجتمعين في منطقة وور ماناي على الحدود مقابل المناطق القبلية الباكستانية حيث تملك حركة طالبان قواعد خلفية بفضل دعم طالبان باكستان. واضاف ان «34 من عناصر طالبان قتلوا». بدوره اعلن الناطق باسم القوات الاميركية في افغانستان الكولونيل غريغ جوليان عن «مقتل نحو 30» شخصا، حيث مازال تعدادهم جاريا.
ولم يقتل اي مدني او عسكري بحسب المصادر الاميركية والافغانية. وبدأت القوات المؤيدة للحكومة هجوما بريا قبل شن غارات جوية. وقال جوليان: المتمردون قتلوا في غارة جوية بعد حصول اشتباكات برية. وهدفت العملية الى اعتقال «سانغين الملقب بفاتح، وهو قائد نافذ في شبكة حقاني المسؤولة عن هجمات كثيرة في شرق افغانستان» وتسلل «مئات من المقاتلين الاجانب من باكستان» بحسب بيان للجيش الاميركي.
نتائج إستراتيجية أوباما خلال عام
في غضون ذلك قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض إنه من السابق لأوانه قياس نتائج الاستراتيجية الأميركية لأفغانستان وباكستان بعد تعديلها ولكن سيتضح نجاحها من عدمه خلال عام.
ووضع الرئيس الأميركي باراك أوباما استراتيجية في مارس الماضي تتضمن زيادة في حجم القوات في أفغانستان والمزيد من المساعدات لها ولباكستان المجاورة. كما استبدل الجنرال ديڤيد مكيرنان قائد القوات الأميركية في أفغانستان بقائد آخر.
وقال المستشار الأمني للبيت الأبيض الجنرال جيمس جونز في منتدى بمجلس الأطلسي وهو جماعة معنية بالسياسة العامة «بالمقاييس والمعايير السليمة أعتقد أننا سنعلم خلال سنة ما إذا كانت الاستراتيجية ستنجح».
وقال جونز إنه راض عن جهود الجيش الباكستاني في محاربة متشددي طالبان في وادي سوات وعما قال إنه ترحيب المجتمع الباكستاني بذلك. وأردف قائلا «الجيش يلقى حتى الآن مساندة الشعب الباكستاني. ارتفعت شعبية الحكومة قليلا في استطلاعات الرأي وسيكون لهذا أثر في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان».