Note: English translation is not 100% accurate
استقالة بولتون وتقرير بيكر.. انقلاب في المشهد السياسي الأميركي
السبت
2006/12/23
المصدر : الصحافة العالمية
بيتر بيكر وجلين كيسلر
تمر ادارة الرئيس بوش بمرحلة من أصعب المراحل منذ توليها السلطة بعد ان سيطر الحزب الديموقراطي على الكونغرس في الانتخابات النصفية، حيث تدهور الوضع الأمني في العراق، واقتربت الأمور أكثر وأكثر الى الحرب الأهلية الطائفية، في الوقت الذي يقف فيه العالم عاجزا عن التحرك، باستثناء بعض المحاولات أو المبادرات الهشة التي تصدر من البيت الأبيض.
واضطر الرئيس بوش أخيرا إلى الاستسلام لخصومه في الكونغرس والتخلي عن محاولاته لتثبيت «جون بولتون» في منصبه كسفير للولايات المتحدة في المنظمة الدولية، ثم الانصياع للكثير من البنود التي تضمنها تقرير بيكر ـ هاميلتون، وهو ما يؤشر على الكيفية التي تغير بها المشهد السياسي في أميركا منذ أن سيطر «الديموقراطيون».
وكان بوش قد تمكن من قبل من الالتفاف على معارضة مجلس الشيوخ عندما أقدم على تعيين «بولتون» سفيرا في الأمم المتحدة خلال عطلة الكونغرس ـ وهي صلاحية يتيحها الدستور الأميركي للرئيس.
وفي الآونة الأخيرة قام المستشارون القانونيون للإدارة بإعداد مجموعة من الخيارات التي كان الغرض منها استمرار «بولتون» في منصبه بعد أن ينتهي موعد تعيينه الحالي هذا الشهر، ولكن الرئيس بوش صرف النظر في النهاية عن تلك الخيارات لأنه لم يرد على ما يبدو الدخول في مواجهة مبكرة مع «الديموقراطيين» عند استلامهم الكونغرس.
ويعتبر «بولتون» المسؤول الكبير الثاني في فريق الأمن القومي التابع لبوش ـ بعد وزير الدفاع «دونالد رامسفيلد» ـ الذي غادر منصبه منذ أن انتهت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.
بوش يشعر بالحرج لاضطراره للتخلي عن «بولتون» الذي كانت ديبلوماسيته الخشنة، وتشككه في قدرة المؤسسة الدولية على الإنجاز، سببا في اكتسابه شعبية في أوساط «المحافظين»، كما جعلت منه من ناحية أخرى هدفا لهجمات وانتقادات مستمرة من جانب العديد من المؤسسات السياسية في أميركا أو خارجها. ورحيل «بولتون» يضيف ثغرة جديدة إلى الثغرات الموجودة في فريق بوش للسياسة الخارجية، في الوقت الذي يبدو فيه هذا الفريق غارقا لأذنيه في موضوعي الأنشطة النووية لكل من إيران وكوريا الشمالية.
ويذكر أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تمارس عملها دون نائب منذ شهر يوليو الماضي، وذلك بعد استقالة «روبرت زويليك» كما أن مستشارها «فيليب دي. زيليكو» أعلن أنه سيغادر منصبه خلال أيام.
وكان بعض مسؤولي الأمم المتحدة الكبار قد وجهوا انتقادات لـ «بولتون» لاموه فيها على قيامه بتخريب مبادرة الإصلاح الخاصة بالمنظمة، من خلال إثارته للاختلافات بين الدول الفقيرة والغنية، كما اعتبروا أنه كان يمثل عقبة حالت دائما دون بناء الجسور بين الدول المختلفة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما يرجع إلى أنه «شخص صريح للغاية ولا يتورع عن التعبير عن آرائه مهما كانت درجة عدم ديبلوماسيتها».
وكانت معارضة«شافي» بالذات محورية لأنه من دون صوته في لجنة العلاقات الخارجية الأميركية بمجلس الشيوخ الأميركي لم يكن أمام ترشيح «بولتون» أي فرصة لكسب موافقة اللجنة وتحويل الموضوع بعد ذلك للتصويت بواسطة الأعضاء في الجلسة الأخيرة التي يعقدها الكونغرس.
ولكن أصدقاء بولتون قالوا إنه لم يرد أن يضع الرئيس بوش في هذا الموقف وأنه قد رأى أنه «قد قام بمهام وظيفته على خير وجه، وأنه قد دافع عن سياسات لم يكن يتفق معها أحيانا، وأنه قد فعل ذلك باقتدار وأنه قد رأى أنه بمقدوره الآن أن يخرج من منصبه» وذلك حسبما جاء في المقال الذي كتبه ويليام كريستول رئيس تحرير مطبوعة«ويكلي ستاندارد» الذي كان قد التقى بولتون عدة مرات خلال الأسابيع الأخيرة.
ولدى الرئيس بوش الآن فرصة لتعيين سفير جديد بشرط أن يحظى ترشيحه بموافقة الحزبين وبدعم دولي، وأن يكون شخصية لديها القدرة على خدمة مصالح الولايات المتحدة بكفاءة وفعالية في المنظمة الدولية، خصوصا في الوقت الحالي الذي تواجه فيه واشنطن تحديات غير عادية على الساحة الدولية.
ومن بين الشخصيات التي ذكرت أسماؤها باعتبارها شخصيات مناسبة للترشيح لهذا المنصب السفير الأميركي لدى العراق«زلماي خليل زاد» و«فيليب دي. زيليكو» مستشار وزيرة الخارجية الأميركية و«بولا دوبريانسكي» وكيلة وزارة الخارجية للديموقراطية والشؤون الدولية والسيناتور«لينكولن ديه. شافي» أيضا.
محررا الشؤون الخارجية بـ «الواشنطن بوست»
اقرأ أيضاً