- برلين تدعو السياح الألمان إلى عدم مغادرة فنادقهم
لم يغب الارهاب طويلا عن تركيا وحط امس مدينة اسطنبول قلب تركيا السياحي، حيث أدت عملية انتحارية في شارع الاستقلال أحد أهم معالم المدينة التاريخية، الى سقوط 5 قتلى بينهم المنفذ، فضلا عن إصابة نحو 36 آخرين بجروح، وسط مخاوف من تصاعد مثل هذه الهجمات مع حلول عيد رأس السنة الكردية الذي يصادف الـ21 من مارس.
وقالت وكالة «اناضول» التركية للأنباء إن قتلى التفجير الذي وقع بجانب مركز تجاري بينهم منفذ الهجوم، مشيرة إلى أن سبعة من المصابين كانوا في حالة خطرة.
ولفتت إلى أن الشرطة التركية أغلقت مخارج ومداخل مكان التفجير الذي يعد من أبرز المقاصد السياحية وأكثرها ازدحاما ويؤمه آلاف الأشخاص يوميا.وتوجهت فرق التحقيق وتفكيك المتفجرات إلى مكان الحادث.
وأعلن مسؤولان تركيان لـ «رويترز» أن الأدلة تشير إلى أن المهاجم ينتمي على الأرجح لحزب العمال الكردستاني المحظور أو تنظيم داعش. وأكد أحدهما أن المهاجم كان يستهدف في الأصل منطقة أكثر ازدحاما.
وأوضح رافضا الكشف عن اسمه «المهاجم فجر القنبلة قبل الوصول إلى منطقته المستهدفة لأنه كان خائفا من الشرطة».
وقال أحد المقيمين في المنطقة لـ«رويتر»: «أحد أصحاب المحلات في المنطقة أخبرني بأن أحدهم فجر نفسه وسرت نحو نهاية الشارع.. شاهدت شخصا مصابا في الشارع لم يكن أحد يحاول معالجته، ثم رأيت شخصا يبدو مواطنا عاديا يحاول فعل شيء لهذا الشخص. وكان هذا كافيا بالنسبة لي فاستدرت وعدت».وكان شارع الاستقلال الذي عادة ما يزدحم بالمتسوقين خلال نهاية الأسبوع، هادئا على غير المعتاد قبل الانفجار مع بقاء المزيد من الناس في منازلهم بعد سلسلة من التفجيرات الدموية التي يعتبر هذا رابعها منذ بداية العام.
وقالت محطة «إن.تي.في» التلفزيونية: إن ستة من المصابين سائحون إسرائيليون واثنين آخرين من ايسلندا، فيما تحدثت تقارير عن ان من بين القتلى ثلاثة اسرائيليين.
وتتنقل التفجيرات بين اسطنبول والعاصمة انقرة التي شهدت في اكتوبر الماضي عملية انتحارية اوقعت 103 قتلى امام محطة القطارات الرئيسية في انقرة، ونسبته السلطات التركية الى تنظيم داعش.
كما وقع اعتداء بالسيارة المفخخة الاحد الماضي اسفر عن 35 قتيلا في قلب العاصمة التركية، بعد اعتداء مماثل في 17 فبراير اوقع 29 قتيلا في وسط انقرة ايضا. وتبنت مجموعة «صقور حرية كردستان» المنبثقة عن حزب العمال الكردستاني الاعتداءين.
من جهتها، دعت ألمانيا رعاياها من السياح في اسطنبول أمس إلى عدم مغادرة فنادقهم واخذ الحيطة والحذر في اعقاب التفجير. كما ناشدت الخارجية الألمانية في بيان رعاياها في اسطنبول الاستفسار عبر الانترنت عن اجراءات السفر والسلامة. وحثت الوزارة كذلك رعاياها على الالتزام بتعليمات الجهات الامنية التركية وعدم مخالفتها.
هذا، وتعهد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس بأن مكافحة بلاده للإرهاب ستتواصل بكل قوة، بينما أدان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الهجوم واصفا اياه بـ«الإرهابي» الذي يكشف «الوجه القبيح للإرهاب». جاءت تصريحات الوزيرين في مؤتمر صحافي مشترك عقداه في اسطنبول أمس.
في غضون ذلك، أعلنت رئاسة الاركان التركية أمس شن مقاتلاتها غارات جوية على مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وذكرت رئاسة الاركان في بيان ان 20 طائرة حربية قصفت اهدافا لحزب العمال في مناطق (سينات) و(حفتنين) و(غارا) مساء أمس الأول.
وأضاف البيان ان عشر مقاتلات تركية نفذت غارات على مواقع للحزب في (غارا) أيضا أمس، مشيرا الى ان عمليات القصف دمرت مخازن للأسلحة وملاجئ وتحصينات لعناصر الحزب.