عواصم ـ احمد عبدالله
غداة تسليم ايران مقترحاتها لاستئناف الحوار حول برنامجها النووي مع القوى الكبرى، كشف مسؤول ايراني ان هذه المقترحات تتعلق بنزع الاسلحة النووية في العالم، مجددا رفض بلاده تعليق تخصيب اليورانيوم.
وكتبت «جمهوري اسلامي» احدى اهم صحف المحافظين الايرانيين امس ان ممثل طهران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية ادلى بهذه التصريحات امس الاول امام مجلس حكام الوكالة.
مقترحات لجميع المسائل
واضاف سلطانية الذي نقلت الصحيفة تصريحاته ان «هذه المقترحات تغطي كل المسائل التي تهم العالم من منع الانتشار النووي الى نزع الاسلحة واستخدام التكنولوجيا لغايات نووية».
واكد الممثل الايراني مجددا سياسة ايران التي تقضي «بعدم تعليق (تخصيب اليورانيوم) ومواصلة دعم حقنا الثابت في استخدام التكنولوجيا النووية لغايات سلمية».
من جانبها اعلنت وزارة الخارجية الروسية امس ان الاقتراحات «المدعومة بحجج» التي قدمتها ايران من اجل استئناف المفاوضات حول برنامجها النووي تتطلب «تقييم خبراء».
وقال المتحدث باسم الخارجية اندري نسترينكو خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي «سيتم درس الوثيقة، انها مدعومة بحجج قوية وتتطلب تقييم خبراء» رافضا كشف محتوى العرض الايراني.
عرض الحوار
بدورها كررت بريطانيا على ايران عرض الحوار مع مجموعة الست، وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية «نفيد باننا تسلمنا الوثيقة الايرانية ونحن لا نزال ملتزمين بحوار بناء من اجل تبديد قلق الاسرة الدولية حيال البرنامج النووي الايراني».
واضافت «عرضنا للحوار حول المشكلة النووية (قدم في ابريل 2009) لايزال ساري المفعول ونأمل ان تتجاوب ايران معه في اقرب وقت ممكن».
جولة أفق أولية
ومن ناحيته، قال مسؤول في الخارجية الاميركية، فضل عدم الكشف عن هويته، ان الدول الست ستتشاور في مسألة هذه المقترحات الجديدة، موضحا ان الامر لا يتعلق الا بـ «جولة افق اولية».
وكان المتحدث باسم الخارجية الاميركية ايان كيلي اعلن في وقت سابق ان الولايات المتحدة سترد «في الايام المقبلة» على هذه المبادرة، لتقييم ما اذا كانت تشكل ردا على عرض الحوار الذي اطلقه الرئيس الاميركي باراك اوباما في ابريل وما اذا كانت تستجيب لـ «المخاوف التي تم التعبير عنها منذ وقت طويل» حول الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني.
وفي نفس السياق قال ديبلوماسيون اميركيون اطلعوا على الرد الايراني، ان الانطباع الاول عن الرد كان مخيبا للآمال رغم ان طهران لم تغلق باب التفاوض. ونشرت الصحافيــــة الاميركيــة المعروفـــة لورا روزن محتــــوى نقاش دار بينها وبين مصدر ديبلوماسي رفيــع لم تسمـــه قالت فيه ان الديبلوماسي اوضح ان الرد الايراني «لم يجب في حقيقـــة الامــر عن الاسئلة التي قدمناها لطهــــران. لقد اقترح الايرانيـــون التفـــاوض ولكن ليس حــول برنامجهــم النــووي».
وقال الديبلوماسي الاميركي ان الرد الايراني لم يذكر صراحة ما اذا كانت عملية التفاوض المقترحة يمكن ان تتم في اطار مجموعة 5+1 وتابع «ما يقوله الايرانيون باختصار هو انهم مستعدون للتفاوض في كل الامور التي اثرناها باستثناء البرنامج النووي».
وستتكثف في الفترة المقبلة الاتصالات بين عواصم المجموعة الدولية لاعداد موقف منسق من الرد الايراني.