اتهمت مرجعيات وقيادات إسلامية وفلسطينية سلطات الاحتلال بالالتفاف على الضغوط الدولية والشعبية، بإعلانها إزالة بوابات الكشف الإلكتروني عن المعادن، التي وضعتها عند مداخل المسجد الأقصى المبارك، وطالبتها بإزالة كل الإجراءات التي اتخذتها منذ 14 الجاري، وإعادة الوضع الى ما كان عليه سابقا.
وكانت الحكومة الأمنية المصغرة «الكابينيت»، برئاسة بنيامين نتنياهو قررت إزالة أجهزة الكشف عن المعادن صباح أمس بعد اجتماع استغرق ساعات، على أمل امتصاص الغضب الفلسطيني الذي تحول الى مواجهات دامية هي الأعنف منذ سنوات، أسفرت عن استشهاد عدة فلسطينيين ومقتل مستوطنين.
وذكرت في بيان أن إسرائيل قررت أن تأخذ بتوصية أجهزة الأمن وأن تستعيض عن أجهزة الكشف عن المعادن بوسائل «فحص ذكية».
وعلى الفور بدأ عمال البلدية الاسرائيلية بتركيب عوارض معدنية في بعض الشوارع الضيقة المحيطة بالحرم القدسي من أجل وضع كاميرات مراقبة. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن هناك خططا لشراء أنظمة كاميرات مراقبة متقدمة.
وأضاف بيان مجلس الوزراء أنه تقرر تخصيص ما يصل إلى 100 مليون شيكل لشراء المعدات ونشر المزيد من أفراد الشرطة خلال الشهور الستة المقبلة.
ورفض رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله وكبار علماء الدين الذين يشرفون على مجمع الأقصى الإجراءات الإسرائيلية الجديدة وطالبوا بإزالتها كلها.
وقال الحمد الله: «ندين كل الإجراءات الإسرائيلية التي تسلب شعبنا الحق في أداء عباداته ونؤكد على رفض كل المعيقات التي تحول دون حرية العبادة التي نصت عليها المواثيق الدولية والشرائع السماوية» مطالبا بعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل 14 يوليو.
من جهته، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من ان إسرائيل ستدفع ثمن خلاف على إجراءات الأمن التي فرضتها عند مدخل المسجد الأقصى في القدس، ودعا المسلمين الى زيارة القدس وحماية المقدسات.
ورفضا لمحاولة الالتفاف الإسرائيلية، ولليوم التاسع على التوالي أدى المقدسيون المرابطون في القدس الصلوات أمس في أقرب نقاط للمسجد الأقصى وقرب أسواره. وأقيمت صلاة الظهر في أسفل شارع باب الأسباط، وأخرى داخل باب الأسباط من أمام المسجد المبارك وأمام باب المجلس، وذلك وسط انتشار واسع لشرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال رئيس مجلس الأوقاف الفلسطيني عبدالعظيم سلهب ان المرجعيات الدينية لافت مديرية الأوقاف الإسلامية بالقدس وطواقمها الفنية «بتقديم تقرير أولي عن الحالة داخل المسجد الأقصى المبارك وخارجه للوقوف على ما تم من عدوان داخل وخارج المسجد الأقصى المبارك ونؤكد ضرورة إزالتها».
وقال مفتي القدس محمد حسين: «على ضوء هذا التقرير سيكون اتخاذ الموقف المناسب».
وجددت المرجعيات رفضها التام لكل إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية منذ يوم 14 يوليو. وأكدت ضرورة فتح جميع أبواب المسجد الأقصى لجميع المصلين من دون استثناء وبحرية تامة.
من جهته، أعلن الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، أن المقدسيين سيستمرون في أداء صلواتهم خارج المسجد الأقصى. وأضاف في مؤتمر صحافي: «سنستمر بالصلاة، كما كنا أمس وأول من أمس». وأضاف: «أي قرار فيما يخص الدخول إلى المسجد، سيكون بالتشاور مع الجميع». واعلن أن «المرجعيات الإسلامية» في المدينة، قررت عدم دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، حتى تلقي تقرير من دائرة الأوقاف الإسلامية، عن حالة المسجد.
ويأتي كذلك في أعقاب وصول جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى اسرائيل لإجراء محادثات بشأن الأزمة فيما حذر من التصعيد.
من جهته، أكد مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي انه «من الأهمية بمكان التوصل الى حل للازمة بحلول يوم الجمعة هذا الاسبوع».
وتابع ان «المخاطر على الأرض ستتصاعد إذا كانت هناك صلاة جمعة أخرى من دون حل الأزمة الحالية»، محذرا من اتساع دائرة العنف «لتتجاوز الشرق الأوسط».
محادثات سرية برعاية أميركية و«تفاهمات حول الأقصى» أنهت التوتر بين إسرائيل والأردن
كشف السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان لأعضاء كنيست إسرائيليين أمس أن محادثات «سرية» بين الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن ساهمت في نزع فتيل التوتر في وضع «كان من الممكن أن يسوء بشدة» وذلك على خلفية مقتل أردنيين اثنين داخل السفارة الإسرائيلية في عمان. وأفضت المحادثات عن عودة العاملين في السفارة الإسرائيلية في عمان ومن بينهم حارس الأمن الذي قتل الأردنيين بعد قيام احدهما بطعنه بمفك إثر مشادة.
وكان الأردن يريد استجواب الحارس الذي تعرض لإصابة طفيفة لكن إسرائيل قالت إن لديه حصانة ديبلوماسية وينبغي أن يعود حيث استقبله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقد أفاد مصدر حكومي أردني وكالة فرانس برس بأن عمان سمحت للديبلوماسي الإسرائيلي الذي قتل الأردنيين بالمغادرة الى إسرائيل بعد استجوابه والتوصل مع حكومته الى «تفاهمات حول الأقصى». وقال المصدر «سمح للديبلوماسي بالمغادرة الى بلده بعد سماع أقواله حول الحادث الذي وقع في سفارة إسرائيل في عمان، و«الوصول إلى تفاهمات مع الحكومة الإسرائيلية تتعلق بالوضع في القدس والمسجد الأقصى».