دعا الشيخ صباح الخالد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، المجتمع الدولي الى ممارسة مسؤولياته في وضع حد للممارسات الإسرائيلية الإجرامية في مدينة القدس.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الشيخ صباح الخالد لدى ترؤسه امس وفد الكويت المشارك في الاجتماع الوزاري العربي لبحث الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى.
وجاء نص كلمة الشيخ صباح الخالد خلال الاجتماع كما يلي:
«بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
معالي الأخ عبدالقادر مساهل وزير الشؤون الخارجية في الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية الشقيقة
أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود
معالي الأخ أحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية
الأخوات والاخوة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود بداية أن أتقدم بخالص التعازي بوفاة المغفور له باذن الله تعالى السفير أحمد بن حلي نائب أمين عام جامعة الدول العربية والذي ساهم في إثراء وتعزيز أعمال منظمتنا العتيدة برؤيته وحكمته وعطائه التي اتسم بها طوال سنوات عمله ضارعا للباري عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
كما أتوجه بالتهنئة الى معالي الأخ عبدالقادر مساهل على توليه منصب وزير الشؤون الخارجية في الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية الشقيقة، متمنيا له كل التوفيق في مهام عمله الجديد وكل النجاح في رئاسة دورتنا الحالية للمجلس الوزاري للجامعة.
كذلك لا يفوتني وبمناسبة المشاركة الأولى لمعالي الأخ ناصر بوريطه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في المملكة المغربية الشقيقة في اجتماعنا أن أتقدم له بخالص التهاني، متمنيا له كل التوفيق والسداد.
وأود أن أعبر عن بالغ التقدير على الدعوة لعقد هذا الاجتماع المهم متقدما بجزيل الشكر ووافر الامتنان الى المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة على هذه الدعوة وكل الدول الأعضاء التي أيدت عقد اجتماعنا اليوم لمناقشة الخطوات والتحركات التي يمكن اتخاذها لمواجهة التصعيد الإسرائيلي الخطير.
والشكر موصول أيضا الى معالي الأخ أحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية وجهاز الأمانة العامة على الإعداد والتنظيم المميزين لاجتماعنا هذا.
أصحاب المعالي والسعادة الحضور الكرام
ان الكويت وإذ تعرب عن إدانتها واستنكارها الشديدين لما تم من ممارسات إسرائيلية قمعية وتدابير أمنية تعسفية فرضتها سلطة الاحتلال الإسرائيلي في محيط المسجد الأقصى فإننا ندعو المجتمع الدولي الى ممارسة مسؤولياته في وضع حد لهذه الممارسات الإجرامية والتعدي على المقدسات الدينية واتخاذ مواقف حازمة حيال الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في القدس عملا بكل القرارات والمراجع الدولية ذات الصلة وخاصة قرارات مجلس الأمن رقم 476 و478 و2334 وحمل إسرائيل على الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية ولاسيما اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.
وأود في هذا الخصوص ان أتقدم بالشكر لجميع الدول العربية على الجهود التي بذلتها والاتصالات التي قامت بها لرفع العقبات التي تحول دون أداء الشعائر الدينية وضمان عدم تكرارها وحفظ مكانة هذه المقدسات بما يكفل حق المصلين في أداء شعائرهم بيسر وطمأنينة.
أصحاب المعالي والسعادة الحضور الكرام
ان الشعب الفلسطيني يستحق منا كل الدعم في مقاومتهم من أجل الحفاظ على هوية القدس والسعي من أجل الوصول الى حل لقضيتهم العادلة.
وأود في هذا الصدد أن أوجه رسالة تضامن لأشقائنا في فلسطين ووقفتهم البطولية في وجه استهداف المسجد الأقصى وفي مواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة الى تهويد المدينة المقدسة والتعبير عن الرفض القاطع لتلك المخططات في تغيير الوضع التاريخي القائم.
ان الكويت لتجدد موقفها الثابت والمبدئي في الاستمرار بتقديم كل الدعم والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني لحين حصولهم على حقوقهم الشرعية الكاملة وتسوية القضية الفلسطينية وإيجاد حل عادل وسلام دائم وشامل يؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967 طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وفي الختام أجدد الشكر على الدعوة لعقد هذا الاجتماع ونسأل الله عز وجل أن يتحقق لاجتماعنا هذا النجاح والتوفيق والسداد».
وفي سياق متصل، التقى الشيخ صباح الخالد، على هامش اجتماعات الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية، كلا من: وزير الشؤون الخارجية في الجمهورية الجزائرية عبدالقادر مساهل، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية ايمن الصفدي.
وضم وفد الكويت المرافق كلا من مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ د.أحمد ناصر المحمد، وسفير الكويت لدى مصر محمد صالح الذويخ، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي السفير عزيز رحيم الديحاني وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.
هذا، ودعا مجلس الجامعة العربية في ختام اجتماعه الطارئ، مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته وتطبيق قراراته ذات الصلة بالقدس الشريف، وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف اعتداءاته المتواصلة على المدينة، والمسجد الأقصى.
وقرر الوزراء الإبقاء على مجلس الجامعة في حالة انعقاد لمتابعة التطورات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى ومراقبة مدى التزام الاحتلال بعدم تكرار القيام بأي إجراءات تصعيدية من شأنها أن تهدد الأمن والاستقرار في المدينة المقدسة وبعدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف.