تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضربة موجعة جديدة بعدما كشفت معلومات جديدة امس ان أحد أقرب مساعديه وافق على التعاون مع المحققين في إحدى قضايا الفساد التي تهدده.
وبدأت هذه الضربات المتتالية تلقي بثقلها على الأجواء السياسية في اسرائيل مع ازدياد التكهنات حول امكانية إجراء انتخابات مبكرة لاسيما في ضوء تزايد الدعوات المطالبة باستقالة نتنياهو.
ووافق شلومو فيلبر، وهو حليف مقرب من نتنياهو منذ اكثر من عشرين عاما ومدير عام سابق لوزارة الاتصالات، على تقديم شهادته مقابل حصوله على ضمانات بعدم دخوله السجن، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ويعد فيلبر احد مهندسي انتصار نتنياهو في انتخابات عام 2015، وحصل بعدها على منصب مدير عام وزارة الاتصالات، وتم تعليقه عن العمل قبل اشهر.
واعتقل فيلبر الأحد الماضي في قضية تتعلق باشتباه الشرطة في أنه قام، من خلال منصبه في الوزارة، بالوساطة بين نتنياهو ورئيس مجموعة «بيزك» للاتصالات شاؤول ايلوفيتش، والذي حصل على تنازلات في مجال الأعمال مقابل حصول نتنياهو على تغطية ايجابية في موقع «والا» الإخباري الالكتروني الذي يملكه.
وفي قضية اخرى، يشتبه في قيام مقربين آخرين من نتنياهو بعرض ترقية على قاضية مقابل اغلاق ملف جنائي ضد زوجة رئيس الوزراء سارة.
وأفاد الصحافي بن كاسبيت في صحيفة «معاريف» بان «فيلبر هو الأكثر قربا من نتنياهو وهو دائما في الظل، وهو كتوم وايديولوجي. كان بيبي (نتنياهو) يعلم انه بإمكانه الاعتماد على (فيلبر). حتى البارحة».
وبحسب وسائل الإعلام، فإن الشرطة تسعى الى معرفة ان قام نتنياهو بالسعي لضمان تغطية مؤيدة من قبل موقع «والا» مقابل حصول بيزك على امتيازات حكومية، تقدر قيمتها بملايين الدولارات.
وبالإضافة الى فيلبر، تم اعتقال مقرب آخر من نتنياهو وهو المتحدث باسم عائلته نير حيفيتز، ورئيس مجموعة «بيزك» وثلاثة أشخاص آخرين. وتمثل الرئيسة التنفيذية لمجموعة بيزك ستيلا هاندلر ومسؤول آخر امام قاض للنظر في تمديد اعتقالهما او لا.
وقبل اكثر من أسبوع، أوصت الشرطة رسميا القضاء بتوجيه تهم الفساد والاحتيال واستغلال الثقة الى نتنياهو، والقرار الآن بيد النائب العام افيخاي مندلبليت وقد يستغرق أسابيع او أشهرا.
وفي السياق، قال المعلق السياسي في الإذاعة العامة الإسرائيلية يواف كراكوفسكي، نقلا عن مسؤولين سياسيين، ان شهادة شلومو فيلبير المحتملة قد تقرب موعد الانتخابات التشريعية لتجري قبل نهاية عام 2018.
ونشرت صحيفة «اسرائيل هايوم» المقربة لنتنياهو، تحت عنوان «رائحة الانتخابات»، استطلاع رأي اشار الى ان حزب الليكود سيحصل حال إجراء انتخابات على 34 مقعدا في البرلمان من اصل 120، اي اكثر بأربعة مقاعد من الثلاثين مقعد حاليا.
وفي سياق متصل، نقلت الإذاعة الإسرائيلية، عن مصادر في الائتلاف الحكومي، لم تحدد هويتها، ترجيحها أن يقرر رئيس الوزراء تبكير الانتخابات لتجري العام الحالي.
بدوره، اعتبر زعيم المعارضة آفي غاباي ان عهد نتنياهو قد انتهى، داعيا الى الاستعداد للانتخابات.
وعلى صعيد آخر، أعلنت الولايات المتحدة أنها «مستعدة لمحادثات» مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أصر خلال كلمة نادرة أمام مجلس الأمن الدولي على عقد مؤتمر دولي بحلول منتصف 2018 لاستئناف عملية السلام المتوقفة مع إسرائيل وتشكيل «آلية دولية متعددة الأطراف» للإشراف على العملية.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي في إشارة إلى جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي ترامب ومستشاره وجيسون غرينبلات مبعوثه للشرق الأوسط «إن مفاوضينا يجلسون خلفي مباشرة، على استعداد للمحادثات. لكننا لن نلاحقكم. الخيار أيها الرئيس يعود إليك».
وفي هذه الأثناء، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر إن باريس مستعدة لدراسة مقترحات عباس.
بدوره، وصف جوناثان ألين نائب السفير البريطاني بالأمم المتحدة القيادة الأميركية للسلام بأنها «لا غنى عنها».
اما السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا فقد قال إن اللجنة الرباعية الدولية، المؤلفة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية يمكن أن تلعبا دورا في بدء عملية السلام المتوقفة.