عاد التفاؤل «الحذر» بعقد القمة الأميركية ـ الكورية الشمالية، نظرا لسجل المواقف المتغيرة بشكل مفاجئ، لكل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكذلك زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وعاد خطاب التهدئة يسود لغة المسؤولين لدى الجانبين.
وفيما بدا أنه محاولة لإعادة قطار القمة التاريخية إلى السكة، أعلنت كوريا الجنوبية أن رئيسها مون جيه إن اجتمع مع نظيره الشمالي أمس لمناقشة ترتيبات لقاء ترامب ـ كيم.
وقال مكتب رئيس كوريا الجنوبية إن مون وكيم اجتمعا شمال الحدود شديدة التحصين في المنطقة منزوعة السلاح بقرية الهدنة بانمونجوم، بعد ظهر أمس لتبادل وجهات النظر بهدف تمهيد الطريق لعقد القمة الاميركية ـ الكورية الشمالية. وهذا هو ثاني اجتماع قمة بين الكوريتين خلال شهرين.
وقال مسؤولون إن مون سيعلن نتيجة اجتماعه مع كيم الذي استمر ساعتين صباح اليوم. وجاء هذا اللقاء على الأرجح استكمالا لموقف ترامب الجديد بعد تراجعه المفاجئ خلال 24 ساعة، عن إلغاء القمة بسبب ما وصفه بـ «عداء صريح» من جانب بيونغ يانغ.
حيث غرد ترامب على تويتر«نجري محادثات بناءة للغاية مع كوريا الشمالية بشأن عقد اجتماع القمة من جديد والذي إذا حدث فمن المرجح أن يبقى في سنغافورة في نفس الموعد وهو الثاني عشر من يونيو. وإذا كان ضروريا سيتم تمديده إلى ما بعد هذا الموعد».
وكشفت مجلة «بوليتيكو» أن فريقا يضم 30 من المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية يستعد للسفر إلى سنغافورة في مطلع الأسبوع الجاري للتحضير للقمة.
وقال مسؤولون أميركيون، إن الوفد يشمل جوزيف هاجن نائب كبير موظفي البيت الأبيض وميرا ريكارديل نائبة مستشار الأمن القومي.
في المقابل، خففت بيونغ يانغ حدة خطابها العدائي، وقال كيم كي جوان نائب وزير خارجية كوريا الشمالية إن الانتقادات التي وجهتها بلاده في الآونة الأخيرة لمسؤولين أميركيين بعينهم كانت رد فعل على تصريحات أميركية وإن الخلافات الحالية توضح «الحاجة الملحة» لعقد القمة.
وأضاف أن كوريا الشمالية تشعر بالأسف لقرار ترامب إلغاء القمة وإنها تظل منفتحة على حل المشكلات «بأي طريقة وفي أي وقت».
ومن جهته، قال المتحدث باسم رئيس كوريا الجنوبية كيم يوي-غيوم «نحن متفائلون على نحو حذر بأن الأمل مازال موجودا لحوار بين أميركا وكوريا الشمالية. نواصل متابعة التطورات بدقة».
وأضاف «نحن سعداء لعودة الحرارة الى المحادثات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. نحن نتابع الوضع عن كثب».
وقد تسبب التغيير المفاجئ في موقف ترامب في إرباك المسؤولين في واشنطن، اذ قال وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس للصحافيين إن الدبلوماسيين «لا يزالون يعملون» ولفت الى إن ترامب أرسل تحذيرا بشأن القمة التي قد تعقد «إذا تمكن ديبلوماسيونا من إعادتها إلى مسارها».