بيروت ـ عمر حبنجر
احتلت المعايدات صدارة الاهتمامات امس على حساب السياسية التي ان سجلت بعض التحرك فبغطاء الواجبات الاجتماعية والدينية المرتبطة بالاعياد الميلادية.
ومع ذلك وفرت عطلة العيد الفرصة لبعض القيادات كي تجري جردة للاستحقاقات السياسية المقبلة بعد سنة من الانشغالات والاستحقاقات، وابرز الجديد المنتظر التعيينات الادارية لما يوازي 47% من وظائف الدولة الشاغرة او المشغولة بالوكالة او بالانابة.
لكن ليس في الوارد انطلاق موكب التعيينات الاسبوع المقبل، نظرا لوجود رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في باريس في اطار زيارة عائلية خاصة، ستستمر حتى نهاية عطلة الاعياد، علما ان الحريري على موعد للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس، من خلال زيارة رسمية لفرنسا يومي 21 و22 من يناير المقبل.
سليمان: الأهم إصلاح المؤسسات
في غضون ذلك وعد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اللبنانيين باطلاق ورشة اصلاح مؤسسات الدولة في العام 2010، لان الاستقلال والسيادة والحرية لا يمكن صيانتهم الا بالمؤسسات.
الرئيس سليمان كان يتحدث بعد الخلوة التي عقدت بينه وبين البطريرك الماروني نصرالله صفير قبيل قداس الميلاد في بكركي، والذي اعقبه غداء تكريمي للرئيس.
وقال لسليمان ان اصلاح المؤسسات هو الامر المهم، واتمنى دوام الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي، واعدا بتعيينات ادارية وغير ادارية على اساس الكفاءة وعلى آلية تضع معايير لكل الناس.
وعن مساعيه للمصالحة بين القيادات المسيحية، قال: كل الامور في وقتها، وردا على سؤال حول المعايير التي اشار اليها قال سليمان: هي معايير الكفاءة والنزاهة وتكافؤ الفرص، حيث سيكون بمقدورنا انجاز التعيينات سريعا.
واضاف: من جهتي شخصيا لا احد يمون علي، انا متحرر حتى من ولدي ومن اخوتي واصدقائي، الكفاءة تلزمني ولا شيء آخر غيرها، فدعونا نتفق على الية واضحة ومعايير محددة للتعيينات ولنبدأ بها فورا مطلع السنة الجديدة.
ودعا سليمان الى التأمل فيما وصلنا اليه من استقرار سياسي، وابلغ جريدة «السفير» بقوله «ان قناعتي الراسخة ستكون افضل من سابقاتها ولا عودة ببلدنا الى الوراء».
وسأل سليمان: من كان يتصور ما حصل من لقاءات ومصالحات بعد الانتخابات وبعضها حصل في القصر الجمهوري، ومن كان يتصور ان رئيس الحكومة سعد الحريري سيزور دمشق؟ وقال: لن نكتفي باقامة العلاقات الديبلوماسية وفتح السفارات مع الاشقاء في سورية فهذه انجازات تحققت بفعل الارادة السياسية في البلدين.
مصادر رئاسية قالت ان سليمان سيستأنف جولاته على المحافظات اللبنانية مطلع السنة الجديدة.
جنبلاط في بكركي: للمعايدة فقط
بدوره، زار النائب وليد جنبلاط بكركي معايدا البطريرك امس يرافقه نجله تيمور الذي بدأ يدفع به للحياة السياسية، وعندما سئل عما لديه بعد لقاء البطريرك قال: لا نستطيع الا ان نزور بكركي في الاعياد التقليدية السنوية.
جعجع: لا داعي للمصالحات!
كذلك زار رئيس القوات سمير جعجع بكركي معايدا، وقال ردا على اسئلة الصحافيين حول مسار المصالحات بين الزعماء المسيحيين، والمقصود بينه وبين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية: لا داعي للمصالحات، ولكل طرف سياسته الخاصة.
واكد صفير في عظة الميلاد على حاجة لبنان الى جو التهدئة والتعاون بين جميع طوائفه واجياله، داعيا للعمل من اجل الوطن.
قاووق: القرار 1559 أصبح من الماضي
في غضون ذلك، اعتبر مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله نبيل قاووق ان الحديث عن القرار الدولي 1559 اصبح من الماضي، مشددا على ان بند نزع السلاح في هذا القرار دفن مع اشلاء الدبابات الاسرائيلية في حرب يوليو 2006 وانه اصبح رمادا عصفت به رياح المقاومة، ولفت الى ان لا معادلة اليوم الا معادلة البند السادس من البيان الوزاري الذي يؤكد شرعية المقاومة ويضفي اعترافا رسميا وشرعيا بدورها كضرورة وطنية واستراتيجية في الدفاع عن الوطن.وشدد على ان مشروع المقاومة يتقدم على الرغم من كل الضغوط والقرارات الدولية، معتبرا ان المتضررين من هذا المشروع لا يمتلكون الا ان يكونوا ظاهرة صوتية لا تضر بالمقاومة ولا تعرقل تقدمها ولا برامجها.
واضاف: انهم يعبرون عن خيباتهم المتسلسلة والمتكررة بعد فشلهم في محاصرة المقاومة في القرارات الدولية واستنزافها في السياسة الداخلية، وبعد فشلهم في الغاء بند المقاومة من البيان الوزاري.
بدوره، اتهم السيد هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الولايات المتحدة بالتشويش على التوافق اللبناني مع بعض الدول الغربية الضعيفة.
وقال، في تصريح له امس، اننا ندرك جيدا الخلفية التي تنطلق منها الولايات المتحدة للتشويش على الاستقرار في لبنان.