بيروت ـ زينة طبّارة
رأى نائب رئيس المجلس النيابي الأسبق ايلي الفرزلي ان المسعى السعودي – السوري لم يعد يشكل حالة ضاغطة بمعنى الجهوزية الكاملة على الساحة اللبنانية، وذلك لاعتباره ان الجدية الأميركية في محاربة المسعى المذكور لإجهاضه وإنهاء حالته، اضافة الى مرض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أديا الى تلكؤ المسعى وتوقف ديناميكيته العاملة على حلحلة الأزمة اللبنانية، وبالتالي فإن حزب الله والمقاومة اللذين يؤمنان بالجهد السعودي – السوري ويراهنان على نجاحه واللذين كانا بانتظار نتائجه، شعرا بأن إمكانية صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية وارد في كل حين دون أن يؤدي المسعى العربي الى الغاية التي من أجلها تم الانتظار، وبالتالي يعتبر الفرزلي ان «حزب الله»، شعر في الوقت القليل المتبقي لصدور القرار الاتهامي بضرورة توجيه رسالة الى اللبنانيين يؤكد فيها على ضرورة التحرك السريع للحؤول دون انتقال الأزمة الى مرحلة ما بعد صدور القرار، وعلى ضرورة أخذ تحذيراته على محمل الجد وخروج البعض من المراهنات على قاعدة عدم اهتمامهم بتلك التحذيرات والتنبيه من خطورة مرحلة ما بعد القرار الاتهامي.
ولفت الفرزلي في تصريح لـ «الأنباء» الى ان «حزب الله» المتمسك بالاستقرار الداخلي يعوّل على المسعى السعودي – السوري للحؤول دون أخذ البلاد الى مواقع مأساوية لا يريد أن تؤخذ إليها، وهو ما حذر منه سابقا أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله بأن «الأمور قد تفلت من أيادي اللبنانيين مع دخولهم في مرحلة ما بعد القرار الاتهامي»، بمعنى آخر يرى الفرزلي انه مع دخول لبنان مرحلة ما بعد القرار ستباشر الولايات المتحدة واسرائيل بإدارة الصراع اللبناني – اللبناني من خلال الإمساك بالقرار الاتهامي والتمترس وراءه وقيادته بمعزل عن إرادة اللبنانيين وعن رأيهم فيه، وبالتالي يعتبر الفرزلي ان البعض أساءوا فهم كلام النائب محمد رعد بأن «مرحلة ما بعد القرار ستغير وجه لبنان» وترجموه بأن «حزب الله» سيلجأ الى عمل عسكري في الداخل اللبناني لإنهاء الحالة الشاذة، مشيرا الى ان عملية قلب الطاولة ستكون حتمية إنما من قبل أميركا وإسرائيل، وهو ما أكده المسؤولون الاسرائيليون في الأيام القليلة الماضية بأن «الحكومة الأمنية المصغّرة قد اجتمعت لدراسة كيفية إدارة الفتنة في لبنان خلال مرحلة ما بعد صدور القرار الاتهامي، للمحكمة الدولية».
وأعرب الفرزلي عن مخاوفه الكبيرة من انزلاق لبنان الى الهاوية وذلك انطلاقا من قناعاته بعدم وجود سياسة اميركية في الشرق الأوسط، انما هناك دور أميركي متقدم لتنفيذ الإرادة الاسرائيلية ومشاريعها في المنطقة، مشيرا الى ان هزيمة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الانتخابات النصفية، واستعداد المحافظين الجدد للعودة مع النفوذ الصهيوني الى الكونغرس الأميركي، يعطيان صورة واضحة لا لبس بمعالمها وألوانها حول ما قد تحمله الأيام المقبلة من تطورات سلبية، وهي الدليل على ان لبنان يقف أمام مفترق خطير سيؤدي الدخول به الى ما لا تُحمد عقباه على المستوى الداخلي، معربا عن أمله بأن اللبنانيين سيتخذون في ربع الساعة الأخير خطوة إنقاذية تحول دون سقوطهم في أتون الفتنة المبرمجة والممنهجة اسرائيليا وأميركيا، ويحبطون عملية نقل الساحة اللبنانية الى مرحلة السيناريو الأسوأ من الصراع.