عواصم - هدى العبود والوكالات
هناك مقولة معروفة في لبنان تقول: «ننام على قرار ونستفيق على آخر»، فبالأمس كان التحضير للاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس حكومة جديد شبه محسوم، اما اليوم فقد بدأ الحديث بشكل جدي عن امكانية تأجيلها للمزيد من المشاورات الاقليمية في ربع الساعة الأخير او لعدم حسم اي طرف للأكثرية التي تخوّله تكليف رئيس حكومة كما يؤكد المراقبون، قبل أن تتوارد معلومات عن اتصالات سورية - قطرية - فرنسية وتركية افضت الى ترجيح كفت الرئيس نجيب ميقاتي كرئيس وفاقي للمرحلة.
وفيما أطل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله امس للوقوف على آخر التطورات الداخلية كانت مصادر مطلعة أكدت لـ «الأنباء» عن دخول امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على خط الأوضاع اللبنانية الساخنة طالبا من المعنيين بالملف اللبناني تأجيل الاستشارات النيابية افساحا في المجال لمشاورات أكبر قد تسحب فتيل الأزمة.
حراك ديبلوماسي
وعلى صعيد متصل، تشهد العاصمة السورية دمشق هذا الأسبوع حراكا ديبلوماسيا مكثفا يتزامن مع تصاعد الاشتباك السياسي بين القوى اللبنانية على ضوء التفاعلات الناتجة عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، حيث وصل أمس إلى دمشق وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي أكبر صالحي الذي قال ان على اللبنانيين ان يتوافقوا فيما بينهم على حل خلافاتهم.
وأضاف صالحي في تصريح خاص لـ «الأنباء»: «يجب أن تحل المشكلة اللبنانية لبنانيا ومن دون تدخلات خارجية ونحن مع الحل الذي يتوافق عليه اللبنانيين».
وعن المباحثات التي سيجريها صالحي مع المسؤولين السوريين أوضح أنه سيطلع الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين حيث يلتقيه ويلتقي وزير الخارجية وليد المعلم على مباحثات اسطنبول بين إيران ومجموعة الـ 5 + 1.
وأضاف صالحي: هناك تنسيق بين دمشق وطهران في العديد من الملفات والزيارة تأتي في هذا السياق.
موفد فرنسي
وفي سياق آخر، أكدت مصادر سورية موثوقة أن رئيس الجمعية الوطنية في فرنسا بيرنار آكوييه سيزور دمشق بعد غد لثلاثة أيام يلتقي خلالها الرئيس الأسد وعددا من كبار المسؤولين السوريين وذلك في زيارة هي الأولى له ويرافقه خلالها وفد برلماني رفيع المستوى. كما أكدت المصادر أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ سيقوم نهاية الشهر الجاري بزيارة إلى دمشق هي الأولى له منذ تسلمه مهامه في الماضي.
ومتابعة لخط الاتصالات نقلت قناة الـ «ام تي في» عن مصادر قولها ان «المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري والمعاون السياسي لأمين عام «حزب الله» زارا دمشق سرا بعد ظهر أمس الاول، وذكرت معلومات سورية أن «هناك احتمالا لتأجيل الاستشارات النيابية المقررة اليوم».
أوغلو في باريس
اتصالات أمير قطر ولقاءات دمشق لاقتها تحركات تركية سريعة، اذ توجه مساء امس وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو الى باريس للقاء كبار المسؤولين الفرنسيين للسعي في حل الأزمة بحسب مصادر صحافية.
الى ذلك مازال التكهن سيد الموقف في خريطة تكتل اللقاء الديموقراطي وإلى عدد الأصوات التي ستعطى للمعارضة والموالاة، وفي هذا الاطار أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار ان موقف «اللقاء الديموقراطي» من الاستشارات النيابية غير موحد، مشيرا إلى ازدياد الحديث عن الدعوة إلى تأجيلها.
وقال في حديث الى قناة «أخبار المستقبل» امس ان «عدد الأصوات التي من المتوقع ان يحصل عليها رئيس الحكومة المكلف قد تفرق بنسبة صوت أو صوتين».
وأشار إلى «ان الحديث عن الدعوة إلى تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة لمزيد من المباحثات يزداد بهدف تفادي معركة «كسر عظم» بين الفريقين، خصوصا أن فريق 8 آذار لايزال مصرا على العمل باتجاه ابتلاع موقع الرئاسة الثالثة والحكم من الرئيس سعد الحريري».
وأضاف ان هذا الفريق «يسعى إلى تكرار ممنهج لما سبق وشاهدناه في العام 1998 عندما حاول رئيس الجمهورية السابق اميل لحود منع الرئيس الشهيد رفيق الحريري من ان يتبوأ سدة الرئاسة الثالثة».