بيروت ـ زينة طبارة
رأى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أن الاختلاف في وجهات النظر بين فريقي «8 و14 آذار» حول دستورية الجلسة التشريعية العامة تبعا لتفسير المادتين 68 و69 من الدستور، ما كان ليتسم بالحدية والتصاريح النارية لولا الالتهاب الأمني والسياسي العام الذي شهدته البلاد أخيرا والذي يأمل (مكاري) أن يكون قد حط رحاله في عبرا وسط شعور قسم كبير من اللبنانيين مسلمين ومسيحيين بوجود صيف وشتاء تحت سقف واحد، معتبرا بالتالي أن المعلومات عن مشاركة «حزب الله» وحركة «أمل» في المعارك الى جانب الجيش ضد الشيخ أحمد الاسير وما رافقها من تجاوزات مسجلة دون محاسبة حتى الآن، تركت تداعيات جسيمة في نفوس اللبنانيين ترجمت بحالة الهرج والمرج التي شهدتها أروقة المجلس النيابي.
ولفت مكاري في تصريح لـ «الأنباء» الى أن الجلسات المقبلة في 16 و17 و18 من الشهر الجاري ستلاقي المصير نفسه إن لم تحصل تفاهمات جدية عبر فتح دورة استثنائية وتضمين جدول أعمال الجلسة بنودا ذات طابع استثنائي بما فيها تعديل سن التقاعد للقادة الأمنيين، وذلك لاعتباره ان موقف قوى «14 آذار» سيبقى على حاله انطلاقا من قناعتها بأن المجلس النيابي لا يحق له التشريع وبصلاحيات مطلقة في ظل استقالة الحكومة، الا عند الضرورات الاستثنائية المتعلقة بالأمن السياسي أو الاقتصادي، مشيرا من جهة ثانية الى أن ما هو أهم من التفاهم إسراع الرئيس المكلف تمام سلام بتشكيل حكومته ونيلها الثقة، لتفادي الوقوع ثانية في مطب تفسير الدستور والحد من الاحتقان الأمني والتشنج السياسي.
وردا على سؤال، لفت مكاري الى أن العماد عون استفاد من الصراع حول دستورية الجلسة التشريعية واستطاع تحقيق رغبته ولو مؤقتا بقطع الطريق أمام التمديد للعماد قهوجي، مستدركا بالقول ان من يحدد مصير سعي العماد عون لإيصال صهره العميد شامل روكز بالدرجة الاولى والعميد جورج نادر بالدرجة الثانية الى قيادة الجيش، هو مجلس الوزراء مجتمعا، حتى وإن أعطى عون نفسه أولوية وهمية بتسمية قائد الجيش، معتبرا بالتالي أن على العماد عون تسهيل مهمة الرئيس المكلف تمام سلام في تشكيل حكومته ليتمكن رسميا من تقديم اقتراحه على طاولة مجلس الوزراء بدلا من الاستعراض عبر محاولته الايحاء للشارع المسيحي بأنه المرجعية المسيحية الاولى والأخيرة والمخولة تحديد هوية القادة والرؤساء، هذا من جهة معتبرا من جهة ثانية أن العماد عون تكلم بصفاته لدى توصيفه الشعب اللبناني والسياسيين بالـ.... مؤكدا بالتالي أن إناء العماد عون نضح بكل ما فيه من أخلاقيات، وان قوى «14 آذار» لا تحاسب أمثاله إلا على قدر عقولهم.
على صعيد مختلف وعلى مستوى تداعيات أحداث عبرا، لفت مكاري الى أن ما تشهده الساحة السنية سواء في طرابلس أو في صيدا من انجرار وراء التطرف، ناتج عن تمادي سلاح «حزب الله» بالهيمنة على مفاصل الدولة الأمنية منها والسياسية، دون مساءلته لا من قبل القضاء ولا من قبل المعنيين بالأمن حول تصرفاته غير المألوفة بدءا من 7 مايو مرورا بإخفائه المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصولا الى مشاركته في معارك عبرا، ناهيك عن تعديه على مشاعر المسلمين من خلال مشاركته في الحرب السورية لصالح النظام السوري، معتبرا بالتالي أن الحد من الانجرار وراء التطرف السني يمكن بمعالجة المسببات وليس النتائج كما هو حاصل اليوم، وما على المعنيين بالأمن سوى الإسراع في العلاج فيما لو أرادوا فعلا دعم خط الاعتدال السني المتمثل بالرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة.