- التيار الوطني الحر متمسك بأن الحل الرئاسي في الرابية
- أمانة 14 آذار تحذِّر من دعوات تيار عون لحمل السلاح
بيروت ـ عمر حبنجر
مخطوفان في لبنان يتجاذبان الاهتمامات الداخلية والإقليمية: الاستحقاق الرئاسي المخطوف من قبل كتل نيابية من فريق الثامن من آذار تقاطع جلسات الانتخاب، والعناصر العسكرية والأمنية التي خطفتها داعش والنصرة من بلدة عرسال.
هذان الموضوعان الشاغلان لبال اللبنانيين على مدار الساعة، كانا محور لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس الحكومة تمام سلام، ثم مع قائد الجيش العماد جان قهوجي.
رئيس الحكومة دعا بعد لقاء بري الى الابتعاد عما يعطل الدور الذي تلعبه المرجعيات المعنية على صعيد إنهاء أزمة العسكريين المخطوفين، ورد على بعض السياسيين ووسائل إعلامهم الذين اتهموا سلام وقائد الجيش بدور منحاز في هذا المجال.
وحث سلام المعنيين بالشأن السياسي، على إنجاز الاستحقاق الرئاسي متجنبا الكلام عن التعطيل المتعمد والمتمادي الذي تمارسه فئة محددة من هؤلاء السياسيين.
ووصف سلام أوضاع البلد بالخطرة والحساسة والثقيلة على مختلف المستويات بدءا من ملف رئاسة الجمهورية وصولا الى الوضع الأمني الأكثر خطورة. وأشار الى سياسيين وإعلاميين يتاجرون بملف العسكريين.
وقال: الحكومة تتابع موضوع العسكريين بكتمان شديد، وبعيدا عن كل ما يؤذي هذا الموضوع، والسؤال الآن هل من تلبية لشروطهم؟ ما المفيد إذا أبلغناكم بأننا نتعاطى في هذا الملف أو لا نتعاطى؟ اللواء عباس إبراهيم يتعاطى أو لا يتعاطى؟
وأضاف: القصة ليست قصة اليوم أو الغد، القصة معركة طويلة مع أناس لا يعرفون دينا أو مبدأ أو هوية ولا لونا.
وتوقف سلام أمام تمييز بعض السياسيين والإعلاميين بين العسكريين المحتجزين، بين هذا سني وهذا شيعي وهذا مسيحي، وقال: عيب هذا الكلام.
رئاسيا، تحدث سلام عن مسعى يقوم به الرئيس بري، في وقت كان هذا يلتقي قائد الجيش العماد جان قهوجي، ويعلن في لقاء الأربعاء، أنه يركز الآن على العمل من أجل توفير كل الدعم للجيش، معتبرا أن التقارب السعودي ـ الإيراني يشكل عنصرا مهما، في بلورة وتحسين ظروف المنطقة، لاسيما في مواجهة الإرهاب.
وتحدث بري عن تفاؤله المأمول بالتقارب السعودي ـ الإيراني يمكن أن ينسحب إيجابيا على الانتخابات الرئاسية وعلى تسليح الجيش.
أوساط نيابية في 14 آذار رحبت بتحرك رئيس المجلس على مستوى الاستحقاق الرئاسي، لكنها لاحظت أن اجتماعه بسفراء الدول الكبرى وبحثه في موضوع تسليح الجيش، يدخل في سياق السلطة التنفيذية، وليس مجلس النواب.
هذه الأوساط وردا على سؤال لـ «الأنباء» حول صحة التوقعات بانتخاب رئيس للجمهورية في نهاية سبتمبر المقبل، تمنت لو يحصل ذلك، لكنها شككت في الأمر، لأنه بعد معالجة الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي في غزة، تنتقل الأولوية الإقليمية الى الأزمة العراقية ـ السورية، وربما البحرانية أيضا، حيث إن الزيارة المفاجئة التي قام بها الأمير سعود الفيصل يرافقه وزير الداخلية محمد بن نايف ورئيس المخابرات خالد بن بندر إلى البحرين بعد قطر فور انتهاء زيارة حسين أمير عبداللهيان نائب وزير الخارجية الإيرانية إلى المملكة، توحي بأن التقارب الذي عكسته هذه الزيارة قد يشمل المنامة، حيث تتحرك المعارضة المحلية على الإيقاع الإيراني. ومثلها اليمن، حيث بلغ الحوثيون المدعومون من الحرس الثوري الإيراني، أبواب صنعاء وبعض ساحاتها، مهددين باجتياح عاصمة بلدهم، بذريعة واهية تذكر بذرائع تورط حزب الله في سورية. فالحوثيون أو «أنصار الله» يبررون حصارهم للعاصمة بالاحتجاج على زيادة الحكومة لأسعار البنزين!
واستنادا إلى جدول الأولويات الملحة في برنامج التقارب السعودي ـ الايراني المأمول، والمرتبط أساسا بالمواجهة المشتركة مع الإرهاب المتطرف، المتمثل في تنظيم داعش، قبل أن يستكمل هذا التنظيم السيطرة على آخر القواعد الجوية التابعة للنظام السوري في محافظة الرقة، وبالتالي قطع خطوط التواصل كليا بين إيران والنظام السوري عبر الأراضي العراقية، استنادا إلى كل ذلك تستصعب تلك الأوساط أن يأتي دور لبنان، للدخول إلى غرفة العناية الاقليمية الفائقة، قبل نهاية سبتمبر.
لكن منابر التيار الوطني الحر لاحظت أن «البعض يعوِّل على ملء الفراغ في رأس الدولة تمهيدا لتمرير التمديد لمجلس النواب، ما يعني أن انتخاب الرئيس يجب أن يتم خلال الشهرين المقبلين، أي سبتمبر وأكتوبر، وتحديدا قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي.
وتقول قناة o.t.v الناطقة بلسان التيار إن البعض يرى أن النهاية السعيدة للاستحقاق الرئاسي قريبا، فيما الحل يبقى في الرابية، كما قال صراحة السيد حسن نصرالله.
من جهته د.سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية يتحضر لاطلالة سياسية جديدة في السادس من سبتمبر يطلق خلالها موقفا وطنيا ومشرفيا، كما تقول إذاعة لبنان الحر الناطقة بلسان «القوات».
وسيرفض جعجع في مناسبة ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية الاستسلام أمام أزمة شغور موقع رئاسة الجمهورية، فبعد إعلان استعداده للتنازل عن ترشحه إذا كان ذلك يساعد في إتمام الاستحقاق وطرحه مبادرة إنقاذية دعت إلى القبول بالمنافسة الديموقراطية، الأمر الذي لم يتجاوب معه الفريق الآخر، يستعد جعجع لتزخيم هذه المبادرة عبر النجاح في إحداث خرق في جدار الاستحقاق هذه المرة.
البطريرك الماروني بشارة الراعي غادر بيروت أمس إلى الفاتيكان لاطلاع البابا فرنسيس وكبار المسؤولين على نتائج جولته مع بطاركة الشرق على المسيحيين النازحين في كردستان العراق.
وقال الراعي في مطار بيروت: من واجب مجلس النواب انتخاب رئيس الجمهورية، وأتمنى بعد انتخاب رئيس، إذا انتخبوا رئيسا، أن يضعوا بندا دستوريا إلزاميا يكرس الترشح للرئاسة. والإلزامي أيضا تعديل الدستور كي لا يكون هناك فراغ بعد ست سنوات.
النائب زياد أسود عضو كتلة العماد عون، انتقد بشدة تبرع الفاتيكان بمليون دولار للنازحين المسيحيين من الموصل في العراق، واعتبر ذلك معيبا.
في هذا الوقت، أدانت الأمانة العامة لـ 14 آذار دعوة التيار الوطني الحر المسيحيين إلى حمل السلاح بالشراكة مع حزب الله، وقالت الأمانة العامة إن تيار العماد عون متهم بمحاولة إعادة إنتاج الحرب الأهلية في لبنان، لأن نسف الدستور وتحريض الناس على الأمن الذاتي يشكلان المدخل الطبيعي إلى العنف والمجهول.
وجاء هذا الموقف من جانب 14 آذار ردا على تصريحات لأحد نواب التيار الوطني الحر، وبناء على معلومات عن عمليات تسلح تحصل في مناطق عدة بالتنسيق بين التيار وحزب الله وبعلم بعض الأجهزة.
وفي هذا السياق سئل رئيس الحكومة تمام سلام عن موضوع التسلح هذا، فأجاب صحيفة النهار بقوله:
لا سلاح إلا سلاح الشرعية المتمثلة في الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية التي نجحت الى حد بعيد في إنقاذ البلاد من مخاطر ومزالق كبيرة بدءا بإحباطها للعملية الانتحارية التي استهدفت وحدتنا، قاصدا ما جرى في عرسال.
انه سلاح كل لبنان. وقال سلام: من يشكك في الهبة السعودية عدو للبنان كائنا من كان، كاشفا أنه سيكون في نيويورك يوم 23 سبتمبر لتمثيل لبنان في افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان نواب 8 آذار شككوا في الهبة السعودية علنا، وقد انضم اليهم أمس السفير السوري علي عبدالكريم إلى هذا الجو بقوله لصحيفة «الأخبار»: إن أهم هبة بالنسبة للبنان هي وقف تمويل الإرهاب.