بيروت ـ عمر حبنجر
ربيع لبنان ممطر، الربيع المناخي، الذي غطت ثلوجه قمم الجبال، والربيع السياسي الذي حجبت اشراقته غيوم الاستحقاق الرئاسي المتعثر، ورعود «تشريع الضرورة» الذي يهدد رفضه من قبل الاحزاب المسيحية بتوقف وزارة المال عن صرف رواتب موظفي الدولة الشهر المقبل.
وكان تكتل التغيير والاصلاح برئاسة العماد ميشال عون انضم الى تكتلي الكتائب والقوات في رفض تشريع الضرورة بغياب رئيس الجمهورية، مما افقد الجلسة التشريعية ميثاقيتها.
ورد رئيس المجلس على هذا باعلانه اطفاء محركات اتصالاته مهددا بمطالبة رئيس الجمهورية العتيد العمل على حل هذا المجلس فور انتخابه لأنه مجلس غير منتج.
وتزامن موقف بري مع ابلاغ وزيره للمال علي حسن خليل مجلس الوزراء انه سيتخذ تدابير صعبة الاسبوع المقبل تتمثل في وقف صرف رواتب القطاع العام بغياب الموازنة او تشريع في مجلس النواب يغطي الانفاق الحكومي، وعلمت «الأنباء» انه سبق للوزير خليل ان اتخذ اجراء كهذا على ابواب شهر رمضان الماضي من باب الضغط على النواب ثم افرج عنها قبل حلول العيد.
جلسة مجلس الوزراء شهدت خلافا بين وزير الخارجية جبران باسيل الذي تحدث عن اعداد اضافية من النازحين السوريين دخل الى لبنان خلافا لقرار المنع الصادر عن الحكومة وبين وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي نفى علمه بالامر، طالبا الموافقة على منح وزارته هبات مالية من المفوضية السامية للاجئين ثم خرج من الجلسة غاضبا بسبب المماطلة والتأجيل، ولحقه الوزيران نهاد المشنوق وسجعان قزي محاولين اعادته الا انه رفض داعيا الى سحب ملف اللاجئيــن من وزارة الشؤون الاجتماعية.
في هذا الوقت، دخلت ذكرى الابادة الارمنية على خط الازمات اللبنانية من باب تبرع وزير التربية العوني الياس بوصعب بجعل هذا اليوم عطلة للمدارس الرسمية والخاصة، الامر الذي استفز بعض الجمعيات الاسلامية في طرابلس وصيدا وكذلك في بعض احياء بيروت، وخصوصا دار افتاء الشمال وهيئة علماء المسلمين وجمعية العزم والسعادة التابعة للرئيس نجيب ميقاتي التي عمدت الى فتح ابواب مدارسها نكاية امس ونشرت الاعلام التركية على الشرفات والسطوح والشوارع.
في غضون ذلك، اعلن الرئيس سعد الحريري من واشنطن ان تياره يحارب قوى التطرف على اختلافها سواء كان اسمها حزب الله او القاعدة.
الحريري كان يتحدث خلال استقباله منسقي تيار المستقبل في المدن الاميــركية الكبـــرى في مقره بواشنطن.
وعن التعيينات، قال: ان مركز قيادة الجيش هو بأهمية موقع رئاسة الجمهورية، وفي هذا لا مجال للتسوية فمصلحة الجيش والوطن هي الاساس.
الحريري رد مواصلة الحوار مع حزب الله رغم تورط الحزب في سورية والعراق واليمن الى السعي لحماية لبنان، وقال: نحن من المستحيل ان نوافق حزب الله على السياسات التي يعتمدها.
في سياق متصل، وزع حزب الله منشورات تحمل صورة امينه العام حسن نصرالله في كل من الضاحية والجنوب والبقاع تحث جمهوره على التبرع بالمال لهيئة دعم المقاومة الاسلامية.
وارفقت صورة السيد حسن نصرالله بقوله: ان دفع المال للمقاومة هو حاجة شرعية واخلاقية وايمانية للمتبرعين، لأنه من خلال هذا المال يشاركون في الدفاع عن بلدهم وارضهم والحفاظ على كرامتهم وعزتهم.