بيروت ـ عمر حبنجر
تتالت ردود الفعل على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى التحرير، خصوصا من جانب تيار المستقبل و14 آذار، فيما مرت ذكرى مرور سنة على شغور رئاسة الجمهورية، مصحوبة بمواقف شاجية للمقاطعة وللنواب المقاطعين للجلسات الانتخابية.
الرئيس سعد الحريري كان المبادر الى الرد على طروحات السيد نصرالله، متنبئا بأن مصير داعش لن يختلف عن مصير الأسد الذي يغرق أمام عيون حلفائه، فيما اعتبرت مصادر في 14 آذار لـ «الأنباء» ان تركيز مواقف نصرالله الهجومية على حكومة تمام سلام، وعلى غرار ما سبقه اليه العماد ميشال عون مجرد تبادل أدوار، وفي عملية الضغط على الحكومة بقصد اجبارها على خطوات محددة، فحزب الله يريد من الحكومة توريط الجيش في عرسال وجرودها، والعماد عون يريدها ان تعين صهره قائدا للجيش.
لكن المصادر الواسعة الاطلاع في 14 آذار أكدت لـ «الأنباء» ان رئيس الحكومة تمام سلام واع لما يخطط له ومدرك لأبعاد ما يجري.
وأكد الرئيس الحريري ان الدفاع عن الأرض والسيادة والكرامة ليس مسؤولية حزب الله لا في عرسال ولا في جردوها ولا في أي مكان آخر وموقفنا من داعش وقوى الضلال والإرهاب لا تحتاج لشهادة حسن سلوك من أحد، وان أي خيار غير الدولة هو حلم ابليس في الجنة.
وقال الرئيس الحريري: لا معادلة ذهبية لحماية لبنان سوى معادلة الاجماع الوطني والتوقف عن سياسات التهديد والوعيد والتلويح بالقبضات، وان معادلة الحشد الشعبي لا مكان لها في لبنان، ولن نغطي أي دعوة لذلك تحت أي ظرف من الظروف. وتساءل: أي معنى لربط مصير النبطية وبعلبك وعرسال بمصير الرمادي والموصل وتدمر وصعدة وسواها؟ والى اي هاوية يريدون أخذ لبنان؟ وأي حرب يطلبون من الطائفة الشيعية وأبناء العشائر في بعلبك ـ الهرمل الانخراط فيها؟
وتابع قائلا: منذ سنوات ونحن ندعو الى كلمة سواء تحمي لبنان والحياة الوطنية المشتركة، ولكن هناك في المقابل من يصر على الانتقال من حرب الى حرب ومن حريق الى حريق، فمنذ سنوات ونحن ننادي بوضع استراتيجية وطنية تحمي لبنان من الارهاب والحرائق المحيطة، وتعترف للجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية بالحقوق الحصرية في حماية الأمن الوطني، ولكنهم في كل مرة يبذلون الجهد تلو الجهد لتعطيل هذه المهمة الوطنية، ويخرجون على اللبنانيين بأن جيشهم عاجز وقاصر، وان جيش الحزب وحرسه الثوري هو الوحيد القادر على درء الأخطار، لقد راهنوا طويلا على انتصار بشار الأسد، وها هو يغرق أمام أعينهم، وينسحب لمصلحة داعش في مؤامرة مكشوفة تفضح المخطط المشبوه لتسليم سورية الى الإرهاب، انهم يريدون لبشار الأسد ان يتنفس من رئة لبنان، أي من أرواح شباب لبنان وشباب الشيعة تحديدا الذين يُدفع بهم الى قتال لا هوية دينية أو أخلاقية وطنية له انهم يريدون من حدود لبنان ان تشكل طوق النجاة الأخير لنظام يتهاوى، لن تمكنه معارك القلمون وغارات البراميل المتفجرة على الافلات من مصيره المحتوم، ومصير داعش لن يختلف عن مصير بشار الاسد، فالاثنان يتحركان فوق آلة القتل والدمار، والاثنان سيلقيان بإذن الله نفس المصير.
وكان نصر الله اعطى الضمان والامان اذا انتصر النظام في سورية لكنه سأل اذا انتصرت داعش والنصرة هل تشكلون الضمانة لانفسكم قبل بقية اللبنانيين؟
ورمى نصر الله معركة عرسال على الدولة قائلا: لن نجركم او نورطكم بل ندعوكم الى الدفاع عن بلدة قال وزير الداخلية انها محتلة.
واضاف: عندما كانت السيارات المفخخة تأتينا من عرسال وقفنا وقلنا ان اهل عرسال هم اهلنا، ولن نقبل بأن يمسهم اي سوء واليوم فلا يزايد احد على علاقتنا مع ابناء هذه البلدة لكن هناك مسؤولين على الدولة اليوم، فليتفضلوا بإخراج هذه البلدة من الاحتلال بعيدا عن المزايدات الطائفية.
اما عن جرود عرسال فأشار نصر الله الى وجود كلام آخر، اذ قال: لن نقبل ببقاء ارهابي واحد في جرد عرسال وان هذا القرار يحمي أهل عرسال انفسهم.
وهاجم الحرب النفسية التي وصفها بالممولة من السفارة الاميركية والتي تشيع ان حزب الله بات مأزوما، وقال لا يزال مبكرا اعلان التعبئة لكن اذا اعلنا التعبئة فستجدوننا في كل الميادين.
وفي رأي نصر الله ان تيار المستقبل سيكون أول ضحايا «داعش» وقادة المستقبل ونواب المستقبل ودعا الى توحيد الجبهات ضد داعش في سورية والعراق
أما في لبنان، فإن أهل بعلبك لن يتركوا تكفيريا في جرودهم.
وفي كلمة عبر الشاشة في احتفال بالنبطية بمناسبة الذكرى الـ15 للتحرير قال أن داعش لن يرحم أحدا، وهو متوحش تكفيري، ونحن ضمانة الجميع.
المسؤول الاعلامي في حزب القوات اللبنانية ملحم رياشي، اعتبر أن المسألة ابعد من عرسال ومن المخاطر التي تتهدد عرسال، بل ان نصرالله بدأ يحسب حساب المعركة القادمة في دمشق، واصفا ما سيحصل في دمشق بـ «صيف ستان» أي الصيف الاسلامي في دمشق.
وأضاف ردا على سؤال لتلفزيون «المستقبل» حول تخويف نصرالله للمستقبل و14 آذار من انتصار داعش، فبالنسبة لنا الدولة الاسلامية والجمهورية الاسلامية وجهان لعملة واحدة. ونحن ضمانتنا الدولة اللبنانية، وإذا عجزت الدولة نعرف كيف نحمي أنفسنا، وقد طالبنا بتوسيع القرار 1701 لنشر الدوليين على حدودنا الشرقية تحسبا لحصول ما يحصل.