- مصادر لـ «الأنباء»: البيان الوزاري للحكومة العتيدة يُعطل السلة المتكاملةوبري يتهم الحكومة بالانتحار الذاتي.. و8 آذار تُطالب بالتنسيق مع الأسد!
بيروت ـ عمر حبنجر
جدد وزير الداخلية نهاد المشنوق التأكيد على ان انتحاريي بلدة القاع الثمانية اتوا من الداخل السوري، خصوصا الرقة، ولفت الى ان الاهداف المقبلة للارهاب الانتحاري لم تعد مركزة على حزب الله، بل ايضا على الاجانب والاهداف السياحية.
وقال المشنوق لتلفزيون لبنان ان الموقوفين لدى الاجهزة الامنية والعسكرية تعرفوا على صور 7 من الانتحاريين الثمانية، واكدوا انهم من الرقة وليسوا من مخيمات اللاجئين في لبنان وانهم لم يكونوا مقيمين في لبنان او في مشاريع القاع، مشيرا الى كشف الاجهزة الامنية عن 7 شبكات ارهابية عنقودية، اي العنصر فيها لا يعرف الآخر، وقد تعطلت مخططاتها خلال الاشهر الاخيرة، ولاحظ ان جديد هذه الخلايا تنوع اهدافها التي كانت مركزة على حزب الله والآن تحولت الى الاجانب والى المراكز السياحية، وقد حدد هذه الاهداف بعشرة محتملة وان القوى الامنية والعسكرية اتخذت الاجراءات المناسبة، نافيا ان تكون المراكز التجارية والشواطئ ضمن هذه الاهداف.
وكانت المعلومات تحدثت عن استهداف كازينو لبنان ومناطق جنوبية تشهد احتفالات رمضانية ومطاعم وملاهي ووزع شريط فيديو مزعوم باسم «انصار الشيخ الاسير» الموقوف لدى المحكمة العسكرية يتحدث عن تهديدات للطيران الايراني وحزب الله، لكن المصادر الامنية اعتبرت هذه الاخبار بمنزلة الشائعات، وقد طالب وزير السياحة ميشال فرعون بتحريك النيابة العامة ضد من اطلق هذه الشائعات.
وبعد تداول هذه المعلومات، اعلنت قيادة الجيش عن احباط عمليتين ارهابيتين على درجة عالية من الخطورة ويقضيان بتفجير مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان عبر توقيف 5 ارهابيين بينهم المخطط، كما اعتقلت قوى الجيش 412 سوريا لا يحملون اوراقا ثبوتية في مختلف المناطق.
مجلس الوزراء الذي انعقد امس برئاسة الرئيس تمام سلام تناول ارتدادات عملية الانتحار الثمانية التي استهدفت بلدة القاع، واتخذ اجراءات اضافية كما قال وزير الاعلام رمزي جريج، بينما اعتبر وزير الخارجية جبران باسيل ان المهم في الامر ان يسيطر الجيش على محيط القاع.
واضاف اهالي القاع ان مطلب حماية الجيش والقوى الشرعية لهم الطلب الى فعاليات المنطقة اعادة مياه اللبوة الى مجاريها باتجاه بلدتهم، فقد طلب ذلك رئيس البلدية بشير مطر علانية من الوزير حسين الحاج حسن عندما جاء معزيا بالضحايا قائلا له: ردوا لنا المي يا معالي الوزير، وتكرر هذا الطلب من قبل المطران إلياس رحال خلال ترؤسه القداس على الضحايا.
وكانت الحملة المبرمجة ضد «الأمن الذاتي» في القاع، دون جوارها المدجج بالسلاح، كانت محل اهتمام مجلس الوزراء على أمل خروجه بجديد، يبرد القلوب الواجفة.
لكن حزب الله يرى الحل، كما رآه فريق الثامن من آذار دائما، بالتنسيق مع النظام السوري، بدلا من البحث عن قوات دولية تزرع عند الحدود الشرقية، من خلال توسيع صلاحية قرار مجلس الأمن 1701.
واللافت انضمام عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني، والوزير «الكتائبي» سجعان قزي الى المنادين بالتنسيق مع النظام السوري، خلافا لموقف فرقاء 14 آذار الذين يرون في ذلك تقويما للنظام، وتشريعا لحزب الله في سورية.
ويقول العميد المتقاعد خليل الحلو، ان بوسع الجيش تطويع مجموعات تحت اسم «أنصار الجيش» كما كان في السابق، او استدعاء الاحتياطي المتقاعد، كما نصح الرئيس ميشال سليمان، معتبرا، اي العميد الحلو، ان «الأمن الذاتي» او سواه من المقترحات، خراب على لبنان.
علما انه وفي هذا السياق الأمني، تحدثت مصادر عن توجه قائد الجيش العماد جان قهوجي الى تشكيل فوج حدودي جديد لتعزيز المراقبة على الحدود الشرقية، ما يغني عن الطروحات الأخرى المتعلقة بضبط الحدود.
والفوج الجديد يكون الرابع، وهناك 3 أفواج تتولى حراسة الحدود في المناطق الحدودية الأخرى.
في هذه الاثناء رأى الرئيس نبيه بري ان السلطات اللبنانية تمارس انتحارا سياسيا منذ سنتين ونصف السنة، مقابل الاستهداف الانتحاري لأمن واستقرار لبنان، محذرا من استمرار الدوران في الأزمة، مستغربا ما يقال عن «سلة الحلول المتكاملة» التي ليست سوى البنود المطرحة منذ بداية الحوار.
لكن مصادر تيار المستقبل تصر على ان تكون أولوية هذه السلة انتخاب رئيس الجمهورية فتشكيل حكومة جيدة تنجز قانون انتخابات، نلحقه بتقصير ولاية المجلس الحالي المحدد له، ومن ثم يكون انتخاب مجلس نواب جديد.
ويخشى تيار المستقبل ومعه فريق 14 آذار من محاولة الفريق الآخر العبث بالاولويات من خلال الإصرار على قانون الانتخابات فالانتخابات وترك الاستحقاق الرئاسي الى ما شاء الله، رافضة الوعود والعهود بانتخاب الرئيس من المجلس النيابي الجديد وفور انتخابه، استنادا الى وعود سابقة تبخرت قبل جفاف حبر التوقيع عليها.
وقد بلغ موضوع السلة مرحلة التأزم عندما أعلن حزب الله، وتلاه الرئيس نبيه بري أنه لا رئيس للجمهورية قبل إقرار «السلة المتكاملة».
وتقول المصادر لـ «الأنباء»: ان ثمة عنصرا خلافيا لم يظهر على السطح بعد ألا وهو البيان الوزاري للحكومة العتيدة، والذي يصر حزب الله على أن يتضمن ما كان يتضمنه بيان حكومة نجيب ميقاتي، اي ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» في هذه الحالة سيكون فريق 14 آذار الحواري جاهزا للمطالبة، بضم موضوع سلاح حزب الله إلى السلة عينها، ما يعني اجهاض الحوار الثلاثي الايام الذي اعلن عنه بدءا من الثاني من أغسطس، قبل الوصول إليه، لأنه لا 14 آذار مستعدة للعودة إلى «الثلاثية المقدسة» (جيش وشعب ومقاومة) ولا حزب الله يمكن ان يتخلى عن دفّة ليلة عرسه الموعود في حلب.