- بري يُحمّل مسؤولية تأخير الانتخاب لرافضي «السلة المتكاملة»!
بيروت ـ عمر حبنجر
جلسة انتخاب رئاسية اضافية مرت امس دون انعقاد، وحتى خلوات الحوار الثلاثية الايام التي كانت محل الرهان على امكانية تمرير حبل الرئاسة من خرم ابرة النصاب القانوني لجلسات الانتخاب المحاصرة بمقاطعة نواب حزب الله والتيار الوطني الحر بعد 43 محاولة انعقاد انتخابي منيت جميعها بفقدان النصاب، لكن عنب حلب مازال حصرما، وبالتالي ما كان متوقعا لجلسة الامس النيابية المخصصة لانتخاب رئيس لبنان ليس غير ما حصل.
فقد اقتصر الحضور النيابي على 31 نائبا، بينهم مرشح وحيد هو النائب هنري حلو، بينما غاب العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، ما حمل رئيس المجلس نبيه بري على تأجيل الجلسة الى 7 سبتمبر المقبل، اي بعد يومين من موعد استئناف طاولة الحوار في الخامس منه.
وكان الرئيس تمام سلام استبق الجلسة بدعوة القادة الموارنة الى اختيار اسم خامس لرئاسة الجمهورية يضاف الى اسماء بكركي الاربعة.
سلام علق على كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي عن رئاسة الجمهورية بالتزامن مع ذكرى المصالحة في الجبل، فرأى انه بحكم مرجعية البطريرك ومعاناته مع القيادات وتحديدا المسيحية منها له الحق في ان يرفع الصوت ويشير الى ملف الرئاسة الذي يتطلب مواقف وقرارات.
وذكر سلام الراعي بالحالة المشابهة التي واجهها لبنان عام 1976 عندما اجتمع ثلاثة قادة في حينه هم قادة تاريخيون وليسوا فقط سياسيين: الرئيس كميل شمعون، العميد ريمون اده، والشيخ بيار الجميل، وبعدما ادركوا استحالة وصول احدهم الى الرئاسة اتخذوا قرارا بدعم مرشح من خارجهم، وهذا ما شكل في حينه فرجا للبلاد، لذلك ـ يضيف سلام ـ ان كلام البطريرك واضح ويجب ان يؤدي هدفه.
بدوره، ربط الرئيس نبيه بري الاعتراض على «السلة المتكاملة» بانتخاب الرئيس، وقال في تصريح له امس ان من يرفض النقاش بالسلة المتكاملة وبتنفيذ بعض البنود الاصلاحية في الطائف بحجة ان الاولوية يجب ان تكون لانتخاب رئيس انما هو يؤخر عمليا انتخاب الرئيس.
واشار لصحيفة «السفير» الى انه لو كان الانتخاب الرئاسي ممكنا بمعزل عن معالجة الاشكاليات الاخرى المتعلقة بالانتظام العام للسلطة، فلماذا لم ننتخب رئيسا حتى الآن؟!
واضاف: مضى اكثر من عامين ونصف العام على الشغور الرئاسي ونحن اليوم على تخوم الجلسة الـ 44، فلماذا لا يتحلون بالواقعية وبشجاعة اتخاذ القرارات الجريئة؟
وقال بري: نحن امام شبكة متداخلة من المطالب والمصالح، هذا يريد رئاسة الجمهورية، وذاك يتطلع الى رئاسة الحكومة وآخر يهمه ان يضمن حصته في مجلس الوزراء، وهذه الطموحات لا يمكن ان تتحقق الا بالمفرق، وضمن تسوية شاملة تؤمن التطمينات للجميع.
وكشف بري انه اكد خلال الخلوات الحوارية ان اي امر نتفق عليه سيؤجل اقراره وتطبيقه الى حين ان يصبح لدينا رئيس، وسأل: ماذا يريدون اكثر من ذلك؟
واضاف: لو اردت ان اتصرف من منطلق شيعي محض لكان يفترض بي ان اكون اول المعارضين لمجلس الشيوخ، لأنه سيأخذ بعض صلاحيات المجلس النيابي الذي انا رئيسه، وانا اليوم فعليا رئيس لمجلس النواب ولمجلس الشيوخ، ولكنني لم اقارب الامر من هذه الزاوية.
في السياق الرئاسي، نقلت «النهار» البيروتية ان الرئيس سعد الحريري طرح في الاجتماع الاخير لكتلة المستقبل الاثنين الماضي تبني ترشيح العماد ميشال عون على التصويت، وان النتيجة جاءت كاسحة ورافضة.
وردا على سؤال، قال النائب جان اوغاسبيان عضو كتلة المستقبل ان الذي حصل ان الرئيس سعد الحريري تمنى على اعضاء الكتلة مناقشة الملف الرئاسي بصورة عامة والتداول بالامكانيات والفرص للذهاب الى خيار العماد عون او الى خيارات اخرى، لكن الامر لم يطرح على التصويت ابدا، حيث بدا ان ثمة حذرا كبيرا من الذهاب الى خيار تبني عون من دون تنازلات من الفريق الآخر، انما طرح الذهاب الى خيار توافقي، لأنه لا يجوز استمرار التمسك بعون او الفراغ، علما ان انتخاب الرئيس لم يحن توقيته بعد بالنسبة لايران والحزب.
لكن وزير الحزب حسين الحاج حسن رد تعطيل انتخاب الرئيس وقانون الانتخابات وحتى الحوار الوطني الى تيار المستقبل!
والراهن ان الاوضاع السياسية اللبنانية تتحرك على توقيت الحرب السورية بانتظار انحسار غبار المعركة المفتوحة في حلب ليبنى على نتائجها المقتضى اللبناني.
ويقول مصدر قريب من المستقبل لـ «الأنباء» ان الموقف في لبنان بات مرتبطا بالحرب في حلب يوما تتقدم المعارضة فتوزع الحلوى ابتهاجا في طرابلس، وآخر يقوم النظام وحليفه حزب الله، فيتكرر هذا المشهد في بعض انحاء الضاحية الجنوبية، والآن حققت المعارضة فوزا عظيما بكسرها حصار النظام وحلفائه على المنطقة الشرقية من حلب، فخبا وهج 8 آذار في لبنان وتراجعت اسهم العماد ميشال عون الرئاسية.
ولمواجهة تزايد الخسائر البشرية في صفوف عناصر حزب الله، تقول المصادر ان الحزب رسم لمسلحيه استراتيجية قتالية جديدة تقوم على ترك المواجهات المباشرة لسواهم.