- ريفي يدعم وزير الداخلية ويبدي الاستعداد لحضور جلسة الحكومة استثنائياً
بيروت ـ عمر حبنجر
فيما الهدنة العسكرية تتلمس الخطى على الجبهات السورية المشتعلة، تلوح في الأفق اللبناني، توجهات تصعيدية للتيار الوطني الحر، متوقعة الامتداد حتى الثالث عشر من أكتوبر تاريخ إخراج القوات السورية للعماد ميشال عون من القصر الجمهوري قبل 16 سنة.
وقد عبر رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل عن هذه الأجواء التصعيدية، في سلسلة خطبه الحزبية المتتالية وخاصة في خطاب العشاء التكريمي لمناصري التيار في البترون، حيث لوّح صراحة بإسقاط الحكومة السلامية في الشارع، اي تحت ضغط التظاهرات، إذا لم تلتزم «مصلحة الناس».
وبمعنى آخر إذا لم تنجح الوساطات في احتواء الأزمة السياسية المحيطة بمجلس الوزراء، الذي أمكن تجنب تحويله الى واحدة من أضاحي السياسة اللبنانية.
وقال باسيل: هذه الحكومة غير ميثاقية، وبدنا نسقطها بالشارع، وفي هذه الفترة سنتخلص منها وسنحسمها، إما نحن شركاء، او لسنا شركاء، نحن لسنا موظفين عندهم، فخلال سنة، لم يجر انتخاب رئيس ولا قانون انتخابات ما يعني ان قدرتنا على العيش معا، لم تعد متوافرة، واذا رفضتم رئيسنا نرفض رئيسكم، وشدد على ان لبنان ليس بلد التعايش الوحيد في العالم، إنما بلد التعايش الوحيد بالتساوي، وليكن واضحا إننا كتيار وطني حر، لم نعد قادرين على التحمل، واذا نزلنا هذه المرة الى الشارع فلن نخرج منه، سواء كنا وحدنا او مع من يحب الانضمام إلينا.
هذه اللهجة العونية المرتفعة، ارتفعت اكثر أمس، مع المهرجان الذي أقامه التيار الوطني الحر في بلدة غزير في كسروان، بمناسبة تسليم ثلاثة آلاف محازب بطاقاتهم الحزبية، وتحدث باسيل في المنحى عينه.
مصادر في 14 آذار قللت لـ «الأنباء» من احتمال وصول التيار العوني الى حد إسقاط الحكومة، أولا لسقوط مثل هذه المحاولة بالاختبار، مع حكومة فؤاد السنيورة عام 2008 رغم محاصرة جميع قوى 8 آذار للسراي الكبير طوال 9 أشهر، وثانيا لأن حزب الله وحركة أمل، خارج هذا التصعيد الآن، بل ان حزب الله الذي يدرك المخاطر الاستراتيجية، لإسقاط الحكومة في مرحلة فراغ الدولة اللبنانية، فتح نافذة تواصل مع الحليف العوني وباشر حثه على ضبط النفس، والتحضير للعمل الحكومي بعد عودة الرئيس سلام من نيويورك في 23 الجاري، بعد المشاركة في اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة ويلقي كلمة لبنان في حفل الافتتاح، وثالثا، وهو الأهم، لأن الدول الـ 5 الكبرى أبلغت الرئيس سلام ان حكومته والاستقرار السياسي في لبنان، هما في حرز حريز، وسيكرر سفراء الدول الـ 5 الدائمة العضوية في مجلس الأمن الذين طلبوا موعدا للقاء سلام يوم الخميس المقبل، التأكيد مجددا على الدعم الدولي له ولحكومته في وجه المزايدات الشعبوية الحاصلة.
ومن المؤكد انه لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الخميس بدليل ان جدول الاعمال لم يوزع على الوزراء في الموعد المعتمد، وهو السبت الفائت، على أن جلسة الخميس الثاني مشكوك بأمرها ايضا لوقوعها في تاريخ سابق لعودة سلام من نيويورك في 23 منه، وبسبب احتمال ان يتضمن جدول اعمالها بندا خلافيا مستجدا يتمثل بتوقيع وزير الداخلية نهاد المشنوق اقتراحا بحل الحزب العربي الديموقراطي الذي يرأسه رفعت عيد، وحركة التوحيد الاسلامي ـ فرع هشام منقارة، لتورطهم بتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس.
وقد أغضب اقتراح المشنوق حزب الله وفريق الثامن من آذار، الذين توعدوا بالحؤول دون اقرار الاقتراح في مجلس الوزراء على اساس ان القرار الاتهامي لم يجرم الحزب بعملية التفجير المزدوجة ليصار إلى طلب حله.
وكان المشنوق كشف عن مضمون قراره داعيا الى مواجهة القاتل وتساءل عن أي حوار سينتج مع جهات أصرت وتصر عند كل جريمة موصوفة ان تعلن تضامنها مع القاتل ضد القتيل، ولنقل الامور بصراحة، ماذا سيفعل اهلنا واخواننا بيئة حزب الله لو ان شخصيات من 14 آذار قررت زيارة أبو مالك الثلة (قائد النصرة في جرود عرسال والقلمون السوري) بعد اتهام النصرة بتفجيرات الضاحية الجنوبية؟
الرئيس سعد الحريري هنأ المشنوق على هذه الخطوة، وأكد ان مجلس الوزراء مدعو إلى تحمل مسؤولياته وحل هذين الحزبين لتورطهما في تفجير المسجدين، واضاف ان الامتناع عن ابلاغ السلطة رغم العلم بالجرم تكشف ان هذين الحزبين كذراع للارهاب في لبنان. وقال ان كل القوى في مجلس الوزراء أمام ساعة الحقيقة لاظهار تضامنها في مواجهة كل ارهاب يطول اي بقعة في لبنان.
بدوره وزير العدل المستقيل اشرف ريفي اتصل بالوزير المشنوق شاكرا خطوته، مبديا استعداده لحضور جلسة مجلس الوزراء التي ستتناول اقتراح حل الحزبين، استثنائيا، ودون أن يعني ذلك العودة عن الاستقالة. وقال: لست جزءا من حكومة الصفقات لكنني سأحضر اكراما للشهداء، فهذه القضية شبيهة بقضية ميشال سماحة، فريق عاهر ومجرم ارتكب أفظع الجائم بحق طرابلس.
أما رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، فقد حذر من «حماة الديار» الذين يهبطون من زحل في كل حدب وصوب ويحفرون الانفاق في الجبال والوديان والانهار والصحاري ويخرجون من مجاري الغضب والصدأ والعسس والظلام والنسيان.